الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"الضب" في أرض الفيروز.. وجبة غذائية لعلاج الأمراض للبدو

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الضب حيوانا من فئة الزواحف، التي تعيش في الصحراء، وتشبه السحلية أو التمساح كبير الحجم، وهو لا يشرب الماء بكثرة، ويتناول النبات كوجبة رئيسية في غذائه.
وفي محافظة جنوب سيناء تمكن الشيخ يوسف بركات، أحد شباب أهالي منطقة سرابيط الخادم التابعة لمدينة أبوزنيمة، وصاحب عدة مبادرات مجتمعية كان آخرها، مبادرة "دليل المستقبل"؛ لتدريب أطفال منطقة سرابيط الخادم على رحلة الصعود لمعبد حتحور، من اصطياد "ضب" في إحدى المناطق الوعرة .
يقول بركات في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" : هناك عدة طرق لصيد "الضب" ومنها اختيار وقت الذروة (الحر الشديد)، حيث يضع الضب ذيله خارج جحره، ففي موسم الصيف دائما ما ينام الضب ويضع ذيله في أول الجحر هربا من الحر، وإما عن طريق الشراعة وهي عبارة عن حبل ينصب كالفخ، أو عن طريق إغراق الجحر بالمياه فيضطر للخروج من جحره، لافتا إلى أن جحر الضب دائما ما يكون بعيدا عن مناطق مجرى السيل.
وأشار بركات إلى أن تتنوع أحجام الضباب تتنوع بين المتوسطة، والكبيرة، إذ يتراوح طول جسم البالغ منها بين 25-30 سنتيمتر، ويتميز الضب بالجسم القوي المكتنز، والرأس العريض، والذيل السميك المزود بالعديد من الأشواك الممتدة على طوله على شكل خطوط أفقية، موضحا أنه يمكن التمييز بين أنثى، وذكر الضب بعدة فروقات، إذ تتميز الإناث بحجم أصغر من الذكور، إضافة إلى أن ألوانها، والعلامات الظاهرة على جسمها تكون أقل تألقا، ووضوحا مقارنة بما لدى الذكر، ويظهر جسم أنثى الضب بلون البيج الفاتح، أما جسم الذكر فيظهر باللون الأصفر الزاهي، كما يظهر على كلاهما بقع سوداء في منطقة الظهر.
وأضاف أن الضب حيوان نهاري النشاط، ومحبا للعزلة، فهو لا يجتمع مع أفراد نوعه إلا في فترة التزاوج، ومن أهم مواصفاته السلوكية التي تساعده على تنظيم درجة حرارة جسمه لتظل بين ما يقارب 36-39 درجة مئوية: تمدده تحت أشعة الشمس للحصول على الحرارة الدافئة المناسبة، ولجوؤه إلى المناطق الظليلة الباردة عند ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير في وقت الظهيرة، أو الاختباء في جحوره في أوقات البرد، أو الحر الشديد، إذ يبني الضب جحورا تحت الأرض يصل طول كل منها إلى نحو 3 مترا، مما يوفر له مكانا يتمتع بدرجة حرارة أكثر ثباتا من الوسط الخارجي، ومسكنا آمنا يقضي فيه الضب فترة الليل، مع حرصه على إبقاء ذيله الشوكي مواجها للمدخل لحمايته من الأعداء، لافتا إلى أن الضباب بفضل لون جسمها يساعدها على الاندماج مع الصخور المتناثرة حولها، وبالإضافة إلى ذلك فإن الضباب تستخدم ذيلها العضلي القوي لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة، إذ تكون الضباب قادرة على مهاجمتها، وإرهابها عن طريق التلويح، والضرب بالذيل بعنف من جهة إلى أخرى.
وتابع بركات:" أما من ناحية الغذاء فإن الضباب من الحيوانات العاشبة التي تعتمد في غذائها بشكل أساسي على النباتات، والأعشاب النادرة التي تتوفر في بيئتها الصحراوية، كالصبار، وغيره، إذ يحصل الضب من هذه النباتات على الكمية التي يحتاجها من الماء، موضحا أن فوائد أكل لحم الضب متعددة وجرى استعمال دمه كعلاج للكثير من الأمراض عند البدو، بالإضافة إلى الفوائد الكثيرة التي يمكن الحصول عليها عند تناول لحمه، وذلك لاحتوائه على العديد من العناصر والبروتينات والأحماض الأمينية اللازمة لبناء جميع خلايا وأنسجة الجسم، فهو يخلص الجسم من كافة السموم العالقة فيه، ويمنح الجسم القوة، بالإضافة إلى الحد من الشعور بالعطش، وذلك لوجود كمية كبيرة من النباتات التي يتغذى عليها، كما ينظم ضربات ونبضات القلب، وحمايته من التعرض للعديد من المشكلات التي قد تصيبه، بجانب علاج الضعف الجنسي وغيرها من الفوائد. مشيرا إلى أن هناك البعض من يجفف الضب ويطحنه ويضع عليه عسل نحل، كما يستخدم شحمه لونه أصفر؛ لدهن الركب والظهر في حالات الروماتزيم.
أما طريقة تحضيره لحم الضب يقول بركات: "تقطع رأس الضب، مع مراعاة تنظيفه بشكل جيد كالطريقة المتبعة عند تنظيف الدجاج، ثم غسله بواسطة الليمون والخل، إضافة كمية من الماء، والملح، واللحم في وعاء على النار، وذلك من أجل التخلّص من القشرة الموجودة عليه، تقطيع البصل وقليه بواسطة الزبدة أو الزيت مع إضافة كل من الطماطم، والبهارات، والملح، وكمية من الماء، مع مراعاة تركها لبعض الوقت لحين نضجها، لافتا إلى أنه بعد اجراء عملية ذبح الضب نقطع سبع عقلات من ذيله وهذه كما ورد في أكلات السبع".