السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على "مار أدي الرسول"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر مار ادي الرسول، أحد الاثنين والسبعين تلميذا، مبشرا وحاملا نور الإنجيل إلى مدينة الرها ( اورفا حاليا – تركيا) ومنها إلى أعالي ما بين النهرين مرورا باربيل – حدياب وكركوك – كرخا دسلوخ والى الأهواز.
مار ادي الرسول شخصية لامعة إلى جانب مار توما شفيع كرسي كنيسة المشرق ومار ماري الذي واصل تبشير ادي إلى مناطق العراق الحالي تقريبا.
الرواية حسب التقليد: أيام كان ربنا يعلم في فلسطين بلغ خبر عجائبه ملكا ( أو نستطيع ان نسميه اميرا لمقاطعة ذات حكم ذاتي)، يسمى ابجر مصابا بداء الملوك راغبا بأن يأتي يسوع لشفائه، بالطبع كان نشاط يسوع محصورا ضمن رقعة اليهود وبانتظاره احداث مهمة في اورشليم، لقد كان جواب يسوع وعدا اذ انه سوف يرسل اليه احد تلامذته بعد صعوده إلى السماء ليشفيه، وإن اشتياق ابجر الملك لرؤية يسوع كان كبيرا ولذلك ارسل رسامين لكي ينقلوا له ملامح يسوع وصورته. لم يستطع مصورو أبجر أن يرسموا يسوع أو ان ينقلوا ملامحه العجيبة لتكون ورقة أو لونا، فأخذ يسوع منديلا وطبعه على وجهه لتنطبع صورته عليه ويرسلها إلى ابجر. لقد احتفظ ابجر بهذه الصورة منتظرا يوما قدوم من يحمل اسم يسوع اليه وشفائه.
بعد حلول الروح القدس يذكر التقليد ان ما رادي توجه إلى الرها وبات ينشر الإنجيل مفندا الوثنية واباطيلها. سمع ابجر بهذا التعليم وعرف ان الوعد تحقق فأستدعى ادي واستمع منه عن الإنجيل وعن المسيح وخلاصه، ثم أعلن ايمانه واعتمذ. من هنا يبدأ تاريخ المسيحية في الرها وبلاد ما بني النهرين حسب التقليد.
وبعد صعود الرب دفعت نعمة الله الرسول توما لكي يرسل إلى مدينة الرها واحدًا من الاثنين والسبعين تلميذًا اسمه أدي. ولما وصل هناك حل في بيت رجل يدعى طوبانا ” سعيد ” وشرع يصنع العجائب. وسرعان ما نتشر خبره في المدينة كلها.
لما بلغ الخبر الملك أبجر استدعى طوبانا وقال له: ” بلغني أن في بيتك رجلًا قديرًا فأتني به “. وفي الحال ذهب الرجل وأتى بأدي، فمثل أمام الملك أبجر الذي كان يحيط به جمع غفير. ولدى دخول أدي شاهد الملك منظرًا عجيبًا على وجهه، فسجد أمام أدي. فأعترى العظماء الحاضرين في البلاط الدهش الشديد، من أن رجلًا لابسًا ثيابًا رثة أثر في الملك هذا التأثير كله، ولم يعلموا أن يسوع أظهر مجده في الرجل الذي أقبل عليه. فقال أدي للملك: ” لماذا استدعيتني؟
فقال له الملك: ” بلغني أنك تقوم بأمور عجيبة، وتجري قوات خارقة. وعرفت أنك تلميذ يسوع الذي كتب إليَّ في رسالته: إني بعد قيامتي سأرسل إليك واحدًا من تلاميذي. فقد أتيت إليَّ الآن لكي تشفيني.
فقال له أدي: ” إن تؤمن تنل مرامك. إذ أن كل شيء مستطاع لمن يؤمن.
فقال له الملك: ” إني آمنت به إلى حد إني لولا خوفي من مملكة الرومان، لأرسلت جيشًا لأبيذ اليهود الذين صلبوه “. فوضع أدي يده عليه وتعافى بقوة يسوع من جميع أمراضه. وتعجب أبجر وأنذهل أمام تلك الآية البينة التي جرت له بشفائه من داء الملوك. وشفى أدي أيضًا أحد عبيد الملك، وآخرين عديدين من سكان المدينة. ولما عاين الملك وعظماؤه الآيات التي صنعها أدي، شرعوا يقولون له: ” إننا نلتمس منك أن تشرح لنا من هو يسوع، وماذا علّم، وماذا صنع؟.
فقال أدي للملك: ” إن الوقت الآن متأخر، وإذا شئت أن أشرح لك ذلك، فأدعُ عساكرك، وأنا في الغد آتي واشرح لك قصة يسوع.
وقبل الملك كلامه بفرح، واستدعى جميع أعيانه. وفي صباح الغد جاء أدي وشرع يحدثهم عن العناية الإلهية، وكيف أبدع الله الكون وخلق البشر، وكلّمهم عن الوعود التي أبرمها للأولين، وعن مجيء المسيح والعجائب التي صنعها، وعن قيامته وصعوده إلى السماء، وعن الموهبة التي منحها للأنبياء والرسل لكي يبشروا الأمم وكان الملك يستحسن كلام أدي، والروح القدس يؤيد تلك الأقوال بالعجائب.
وأمر الملك بأن يُعطى أدي فضة وذهبًا. فقال له أدي: ” كيف نستطيع أن نأخذ ما ليس لنا؟ فإننا قد تركنا ما كان لنا، إذا أوصانا الرب أن نكون بغير أكياس ولا حقائب، وأن نحمل الصليب على أكتافنا ونعلن بشارته في المسكونة كلها.
وانضمت المدينة كلها وجميع البلدان المحيطة بها إلى الإيمان المسيحي، حتى أن منطقة ما بين النهرين برمتها كادت تنظم إلى الإيمان الصحيح، بسبب العجائب التي كانت تجري على يد مار أدي. وكان الذين آمنوا يتنافسون في الفضيلة والأعمال الصالحة.