تواصل " البوابة نيوز" تقديم القصص والنوادر التي رواها الأديب الراحل شوقي ضيف في كتابه " عجائب وأساطير" وهي من القصص التي دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية وإلى الحكاية الحادية والعشرين..
في الهند فيلة تتصرف في حوائج أصحابها، فترى صاحب الفيل يدفع اليه الوعاء الذي يشتري فيه ما يريد، وفيه الودع وهو نقد القوم وانموذج" مثال" الحاجة المطلوبة كائنا ما كانت، فيكون معه الانموذج والنقد، ويمضي إلى البقال فإذا رآه نزل من جميع شغله مهما كان على رأسه ممن يشتري منه كائنا من كان واخذ الوعاء منه فعد الودع الذي فيه ونظر ما يريد بأنموذج وعائه ودفع إليه أجود ما عنده من ذلك النوع بأرخص سعر ويستزيده فيزيده وربما عد البائع الودع فغلط فيه فيشوشه الفيل بخرطومه فيعد البقال مرة ثانية.
ويمضي الفيل بما اشتراه فربما استقله صاحبه فيضربه فيعود إلى البقال فيشوش متاعه ويخلط بعضه ببعض فإما ان يزيده أو يرد عليه الودع، والفيل الذي هذا صورته يكنس ويرش ويدق الأرز حتى يطحنه ويستقى الماء وذلك انه يأخذ الوعاء الذي يستقي فيه الماء وفي الوعاء حبل مشدود يدخل خرطومه فيه ويحمله ويقضي جميع حوائجه ويركبه صاحبه في حوائجه البعيدة ويركبه الصبي ويمضي عليه إلى المزارع فيقطع الحشيش وورق الشجر بخرطومه ويدفعه إلى الصبي فيجمعه في وعاء معه ويحمله فيكون ذلك طعامه واذا كان الفيل على هذه الصفة بلغ مالا عظيما قيل عشرة الآف درهم.
