الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مبدعون في الظل.. "السعدني" و"الصيرفي" ينافسان ماكينات الليزر في فن الأركيت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأركيت هو أحد فنون تطويع الخشب لصناعة منحوتات فنية، سواء للاستخدام في الموبيليا والأثاث أو الديكور بشكل عام، وقد انتشر الآن الأركيت في صور فوانيس رمضان وميداليات وشهادات تكريم وأغلفة كتب وصناديق هدايا ومنحوتات وصور خشبية للشخصيات العامة.
وفن الأركيت هو الأقل تكلفة في الخامات حيث لا يحتاج الفنان إلا منشارا يدويا وقطعة الخشب وسنفرة وأداة للتخريم وعلى الرغم من وجود منشار الأركيت الكهربائى وهو أسهل في العمل إلا أن الهاند ميد يظل هو المحبب لدى متذوقى الفنون الجميلة.

وهناك فنانون برعوا في فنون الأركيت لخلق أعمال تشكيلية، وأقاموا المعارض التى أبهرت الزوار فلا ننسى مدى انبهار الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والدكتورة منال عوض محافظ دمياط وهما تشاهدان أعمال الفنان أحمد شعبان الصيرفى في قصر ثقافة دمياط حتى أن وزيرة الثقافة أبدت رغبتها في عرض هذه المنحوتات في معارضنا خارج مصر.
والفنان أحمد الصيرفى حاصل على دبلوم صناعى ويعمل نجارا واختار لأعماله المدهشة اسم «الأنتيك الذكى» نظرا لما يقوم به من أعمال تشبه أعمال السحرة فتارة تجد سلما خشبيا أو صورة ببرواز خشبى كبيرة داخل زجاجة ومهما حاولت أن تفهم كيف دخل هذا السلم أو هذه الصورة من عنق الزجاجة الضيق لا تصل لحل للغز، وتارة تجد سلسلة خشبية ولا تعرف كيف دخلت حلقاتها في بعض فلا يوجد أى أثر لقطع خشبى، وغيرها من القطع السحرية أو الذكية كما يسميها الصيرفى.
بدأ ولع الصيرفى بتصنيع الأنتيك الذكى إثر حوار مع ابنه الكبير عبدالله - الذى يشاركه الولع بالمنحوتات الخشبية - عما تقوم به الصين من إرسالها ماكينات حفر الخشب لدمياط بكثافة وبأقل من سعرها العالمى لكى توقف شغل الحفر اليدوى «الهاند ميد» الذى يتفوق فيه الدمايطة. وبالفعل أثر ذلك على أعداد كبيرة من العاملين في مهنة الأثاث وهنا طرح الصيرفى فكرته: «ماذا لو طورنا أعمال الهاند ميد ونحن نتميز عنهم في ذلك ونملك الكثير من أسرار المهنة التى توارثناها عن الآباء والأجداد؟». وبالفعل بدأ تنفيذ فكرته بصناعة سلسلة خشبية متصلة الحلقات حفرا وعندما عرضها على أصدقائه أبدوا إعجابهم بالعمل الفنى وبعدها توالت المنحوتات الخشبية حتى وصل عددها إلى خمسة وثلاثين قطعة فنية من منحوتات خشبية وأعمال زجاجيه لا تستطيع الماكينات الصينية أن تصنعها.
شارك الفنان أحمد شعبان الصيرفى في العديد من معارض الفنون التشكيلية وكانت محل إعجاب المتخصصين من أساتذة الفن التشكيلى بالجامعات والفنانين واندهشوا من صعوبة تنفيذ أعماله وشارك في معارض قصور الثقافة وحصل على العديد من شهادات التقدير ودرع التميز في الإبداع وحصل على شهادة أفضل فنان في فن الزجاج من رابطة الإبداع والعلوم الإنسانية سنة ٢٠١٩ وحصل على جائزة أفضل فنان في التصميم والتنفيذ عام ٢٠٢٠.
أما الفنان الثانى هو أيمن محمد السعدنى الذى فاجأنى إبداعه في فن الأركيت عندما افتتحت له معرضا في كلية التربية بمنية النصر بالدقهلية من عامين مع قيادات الجامعة والكلية ثم معرضا له بقصر ثقافة على مبارك بمنية النصر وعلمت منه أنه جعل الأركيت هوايته الأولى من ٣٥ عاما رغم أنه لم يدرس هذا الفن فدراسته أزهرية، وكانت كليات التربية الفنية لا تلقى اهتماما كبيرا لهذا الفن الذى يجعل من قطعة الخشب عملا فنيا كله مرونة وبساطة وجمال وهو فن يحتاج إلى دقة ومهارة وصبر وعلاقة من نوع خاص بين الفنان والخشب كما يقول السعدنى.
صمم السعدنى أعمالا كثيرة من فوانيس رمضان وميداليات وشهادات تكريم وأغلفة كتب وصناديق هدايا ومنحوتات وصور خشبية للشخصيات العامة بل صنع كمامات للكورونا وصمم نموذجا إيضاحيا تعليميا مصغرا لشكل الوباء لعرضه على الطلاب بالمدارس.
ورغبة في المحافظة على أن يظل هذا الفن يدويا قام السعدنى بتدريب الكثير من الفئات العمرية المختلفة وشارك في إقامة العديد من ورش العمل بكلية التربية النوعية بمنية النصر وميت غمر وبالنشاط الصيفى لقصر تفافة المنصورة كما شارك في الكثير من المعارض الفنية على مستوى الجمهورية وشارك باليوم العالمى للأخشاب بدولة نيبال ومملكة كمبوديا ودولة لاوس حيث لاقت أعماله استحسان جمهور المعرض وقام هناك بعمل ورش فنيه للأطفال وقد تم تكريمه ممثلا عن العرب من بعض الوزراء هناك وكان سفيرا للحضارة المصرية القديمة عندما قام عمل منحوتات فرعونية التصميم وسط انبهار الجميع.
يحلم أيمن السعدنى بإقامة جمعية مصرية لفن الأركيت لكى تنهض بهذا الفن الجميل الذى بدأ في الاندثار بسبب اجتياح ماكينات الليزر لورش تصنيع الأخشاب كما يحلم بالتوسع في تدريب أجيال جديدة وإقامة تسويق جيد لمنتجات الأركيت.