الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على تفسير أيقونة القبر الفارغ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنتمي أحداث القبر الفارغ إلى أقدم الشهادات التي حفظتها الأناجيل الأربعة حول القيامة. لقد أشار الملاك للنسوة إلى أن القبر فارغ، بعد إنبائه إياهن بالقيامة، لقد بلغت رسالتُه النسوةَ، إنها رسالة قاطعة وصريحة: القيامة قد تمّت.
زوّار القبر الفارغ هم بحسب رواية يوحنا المجدليّة لوحدها (20، 1) ثم وبطرس ويوحنا معًا إثر بشارة المجدليّة لهما (20، 3-9)، أما بحسب رواية لوقا وبقية الإزائيّين (متى ومرقص) فهم حاملات الطيب (لو 24، 1-9 ؛ مر 16، 1-8؛ متى 28، 1-8) ثم بطرس لوحده إثر بشارة حاملات الطيب للتلاميذ (لو 24، 12).
أوّل الشهود على حقيقة القبر الفارغ في الأناجيل الأربعة هم مريم المجدليّة والنسوة. يقول مرقص أن الملاك أعلن للنسوة أن حدث القيامة قد تمّ: "لقد قام". أما لحظة القيامة نفسها فلا إشارة إليها مطلقًا. أما متّى فيقول أن الملاك نـزل من السماء ودحرج الحجر ليس لمساعدة المسيح على الخروج من قبره ولكن ليسهّل للنسوة مشاهدة القبر فارغًا ولتتبينَّ أن المخلص قد قام. أما يوحنا فيخبر عن زيارته للقبر الفارغ مع بطرس. فقد بلغ القبرَ أوّلًا "ورأى الأكفان موضوعة هناك، والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان بل ملفوفًا في موضع وحده". وعلى أثر ذلك "آمن".
إنها الحادثة الوحيدة التي يؤمن فيها أحدهم بقيامة المسيح باكتشافه القبر الفارغ. تلاميذ المخلص كلهم بمن فيهم بطرس، الذي "عاد من القبر متعجّبًا مما كان"، آمنوا فقط بعد أن ظهر لهم المسيح قائمًا من بين الأموات. وحده يوحنا وجد في القبر الفارغ البرهان على أن جسد يسوع لم يُسرق أو جرى نقله إلى مكان آخر كما خشيت المجدليّة، بل أن المسيح قد قام.
الكفن
يشكّل وضع الأكفان في القبر نقطة أساسيّة في إنجيل يوحنا، وعلامة فارقة بالمقارنة مع روايته لإقامة لعازر. وضْعُ الأكفان يشكّل علامةَ تمايز بين طبيعة القيامتَين، قيامة المسيح وقيامة لعازر. فقد خرج لعازر من القبر "يداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل". بينما خرج المسيح من القبر وبقيت الأكفان موضوعة فيه، على عكس لعازر الذي خرج والأكفان موضوعة عليه. بينما كانت الأكفان في حادثة إقامة لعازر علامة موت، فهو خرج بها وسيموت ثانية، غدت في قيامة المسيح علامة حياة وقيامة لأنها بقيت في القبر.
اعتمد الفن الكنسي الأرثوذكسي شهادة "القبر الفارغ" كشهادة "تاريخيّة" لحدث القيامة. وهو لم يصوِّر أبدًا حدث خروج المسيح من القبر، كما شاع في الغرب، لأن أحدًا لم يره يخرج منه، أيقونة القبر الفارغ تصوير حقيقة آمن بها الرسل وكرزوا بها ونحن استلمناها ونؤمن بها ونعبر عنها بعبارة: المسيح قام.