الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في يوم زايد للعمل الإنساني.. الإمارات باقية على عهد الخير والعطاء لشعوب العالم اقتداء بالقائد المؤسس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحيي دولة الإمارات اليوم السبت "يوم زايد للعمل الإنساني" الذي يصادف 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ويعد "يوم زايد للعمل الإنساني" مناسبة سنوية للاحتفال بما حققته الإمارات منذ عهد الشيخ زايد وإلى اليوم من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى، كما يمثل موعدًا سنويًا للإعلان عن العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية عبر مئات الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.
وتحل المناسبة للعام الثاني على التوالي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء تفشي فيروس كورونا المستجد والتي تتطلب الاقتداء بالإرث الإنساني للقائد المؤسس الشيخ زايد، من أجل مزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات الناجمة عن أزمة "كورونا".
الرسالة الإنسانية
وأكدت الإمارات خلال جائحة كورونا على التزامها بالرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها الشيخ زايد، وذلك من خلال جهودها ودورها في مساعدة دول العالم على التصدي لهذه الأزمة حيث أرسلت نحو 2000 طن من المساعدات الطبية إلى 130 دولة، في إطار سعيها لنشر قيم الخير والتعاون والتضامن بين البشر.
ويعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رمزًا للعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، وقد تحولت الإمارات في عهده إلى أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم وها هي اليوم بفضل إرثه تحتل الصادرة عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية.
وعمت شواهد عطاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مختلف دول العالم فلا تكاد تخلو بقعة من بقاع الدنيا إلا وتحمل أثرا كريما يمجد ذكراه العطرة، وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات منه في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000.
التعاون الخليجي
وعلى الصعيد العربي وفي عام 1981 ترأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قمة الإعلان عن ميلاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبالتزامن مع انعقاد القمة وجه الشيخ زايد "صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي" بتقديم قرضين لدولة البحرين بقيمة 160 مليون درهم لتمويل المشروعات الكهربائية والصناعية.
وقرر الشيخ زايد في عام 1972 مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء وفي عام 1974 قدم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مبلغًا إضافيًا قدره مليون و710 آلاف دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتلفزيون في اليمن، وبتوجيهات منه قدمت دولة الإمارات مساعدة عاجلة وقدرها 3 ملايين دولار لتخفيف آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحت جمهورية اليمن في التسعينيات من القرن الماضي.
وقد احتلت مصر على الدوام مكانة متميزة في قلب المغفور له الشيخ زايد الذي ترك فيها أثرًا طيبًا اتخذ أشكالا كثيرة منها بناء عدد من المدن السكنية السياحية واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية وإقامة العديد من القرى السياحية وتقديم الدعم المادي للمراكز والمستشفيات الطبية.
حرب أكتوبر
وتكفل مؤسس الدولة بعد حرب أكتوبر عام 1973 بمساعدة مصر على إعادة إعمار مدن قناة السويس " السويس- الإسماعيلية- بور سعيد " التي دُمرت في العدوان الإسرائيلي عليها عام 67.
وتبرع الشيخ زايد في العام 1990 خلال مشاركته في الاحتفال التاريخي العالمي الذي أقيم في أسوان بجمهورية مصر العربية بمبلغ عشرين مليون دولار وذلك لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.
وتنهض في المغرب عشرات المشاريع الشامخة أمام الأعين والتي تحمل اسم " زايد "ومن أبرزها مؤسسة الشيخ زايد العلاجية والمركز الخاص برعاية الطفولة والعديد من الوحدات السكنية المتكاملة، كما وجه صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي" في العام 1976 لتقديم قرض بقيمة 40 مليون درهم لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بالمملكة المغربية.
ضاحية الشيخ زايد
وفي فلسطين يعد مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي تكلف نحو 15 مليون درهم واحدًا من أبرز المشاريع التي وجه الشيخ زايد بتنفيذها في فلسطين إلى جانب مشاريع أخرى منها إعمار مخيم جنين الذي تكلف إنشاؤه نحو 100 مليون درهم وبناء مدينة الشيخ زايد في غزة بتكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم ومدينة الشيخ خليفة في رفح والحي الإماراتي في خان يونس إضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وشكلت مساعدات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى السودان أبرز ملامح العطاءات الخيرية حيث تبرع بإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية، وتم تقديم مبلغ 3 ملايين دولار أمريكي لمشاريع مياه الشرب في السودان.. كما قدم "صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي " قرضًا بقيمة 5،16 مليون درهم لمشروع التنمية الريفية في منطقة دارفور بغرب السودان.
واهتم الشيخ زايد بمساعدة لبنان من خلال مبادرته بنزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وعلى نفقته الخاصة وكذلك اهتم بأن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب فقدمت الدولة المساعدات المالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية.
دعم سوريا
ونالت سوريا في عهد الشيخ زايد قسطًا وفيرًا من الدعم للمشاريع الخيرية والتنموية حيث وقع "صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي" في دمشق ثلاث اتفاقيات مع سوريا لتمويل ثلاثة مشاريع صناعية بقيمة 911 مليون درهم.
وعلى الصعيد الدولي وفي باكستان على سبيل المثال تقف مدن كراتشي ولاهور وبيشاور شامخة مزهوة بالمراكز الإسلامية الثلاثة التي أقامها الشيخ زايد لنشر الثقافة الإسلامية والعربية بين أبناء باكستان إضافة إلى تمهيد وتوسيع الطريق الجبلي من مدينة خاران وبناء مسجد دالي وحفر آبار المياه وبناء المساجد والمدارس والمساكن.
وتبرع مؤسس الدولة في عام 1982 بمبلغ 500 ألف دولار لمشروع مبنى الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة في كراتشي كما وجه بتقديم المساعدات الطبية والمنح الدراسية والمساعدات العاجلة لضحايا الزلازل والفيضانات.
إعصار اندرو
وتجاوزت المشاريع الخيرية الإماراتية في عهد الشيخ زايد نطاق العالم العربي والإسلامي وامتدت لتشمل دول العالم أجمع، ففي عام 1992 تبرعت دولة الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأمريكي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار اندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية.
ويسجل التاريخ مواقف مشرفة للشيخ زايد في نصرة ودعم شعب البوسنة والهرسك خلال تعرضه لأبشع جرائم الحرب في تسعينات القرن الماضي حيث وجه في 26 أبريل (نيسان) 1993 بتقديم مبلغ 10 ملايين دولار لإغاثتهم من الأوضاع المأساوية التي يمرون بها.
وأمر الشيخ زايد بإرسال العديد من شحنات الإغاثة من المواد الغذائية والطبية إلى البوسنة ووجه باستقبال أفواج من الجرحى لعلاجهم بمستشفيات الدولة وتكفل بإقامة العشرات من العائلات في شقق مجهزة بالكامل وتوفير فرص العمل لهم.
مطبعة إسلامية
وفي مايو (أيار) 1990 تم التوقيع على اتفاق لإقامة مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين بمنحة من الشيخ زايد لدعم أنشطة المسلمين الصينيين ونشر الدعوة الإسلامية بتكلفة 3،1 مليون درهم كما تبرع بنصف مليون دولار لدعم جمعية الصداقة بين الإمارات والصين.
وفي عام 1999 وبتوجيهات من الشيخ زايد غادرت مطار أبوظبي طائرة إغاثة متوجهة إلى اليونان لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد.
وبتوجيهات منه في عام 2000 بدأ "الهلال الأحمر الإماراتي" في توزيع الأضاحي بجمهورية أنجوشيا على النازحين الشيشان كما قدمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 145 طنًا من المساعدات الغذائية للمتضررين من المجاعة التي اجتاحت منطقة القرن الأفريقي كذلك قرر مجلس الوزراء تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 100 ألف دولار لمنكوبي الزلزال الذي ضرب جواتيمالا.
جوائز عالمية
ونال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أوسمة ونياشين وجوائز من مختلف دول العالم والمنظمات الدولية وذلك تقديرًا لما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية، ففي 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف /الوثيقة الذهبية/ للشيخ زايد باعتباره أهم شخصية لعام 1985 لدور سموه البارز في مساعدة المغتربين على أرض بلاده وخارجها في المجالات الإنسانية والحضارية والمالية.
وفي 1988 اختارت هيئة "رجل العام" في باريس الشيخ زايد وذلك تقديرا لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاح سموه المتميز في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضا وإنسانا، وجعلها دولة متطورة متقدمة.
وفي 1993 منحت جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للشيخ زايد وفي 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان الوسام الذهبي للتاريخ العربي وذلك تقديرًا منها لجهوده في خدمة العروبة والإسلام واعترافا بأياديه البيضاء على العلماء واعتزازًا بشغفه بعلم التاريخ والدراسات التاريخية.