الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أمين مجمع البحوث الإسلامية: المفرِّطُون بالإجراءات الاحترازية ضد كورونا آثمون.. وهذا هو القول الفصل في زواج المسلمة بغير المسلم

أمين مجمع البحوث
أمين مجمع البحوث الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، يبرهن على تفرده عمليًا في مجال ترسيخ وتأصيل العمل الدعوى للمرأة من خلال وضعها ضمن قياداته من خلال استحداث منصب الأمانة المساعدة لشئون الواعظات، أومن خلال عملية تأهيلهن واستحداث مجلة تحمل اسمهن، وفى حوار أجرته «البوابة» مع الأمين العام للمجمع الدكتور نظير عياد قال، إن رسالة الأزهر تنطلق من النظرة الصحيحة للإسلام والذى أمرنا بأن ننظر إليها بنظرة تكريم واعتزاز، فهى شقيقة الرجل في تتحمل مسئوليات الحياة.
وأشار عياد إلى أن رسالة الأزهر في الدفاع عن الإسلام والنهج النبوى جزء من عقلانية فرضتها الرسالة الخاتمة تنبذ التعصب والتطرف أيًا كانت دوافعه، وتنتصر للحق بمسالك أخرى من بينها الحكمة التى كانت إحدى استراتيجيات النبى في مواجهة خصومه، وفيما يلى نص الحوار..

■ في البداية.. التهاون والاستهتار بالإجراءات الوقائية تحت شعار "خليها على الله" هل هو نوع من التوكل المحمود؟، وكيف نواجه هذا الأمر؟
بالطبع لا، فالمرحلة الحالية التى نمر بها جميعًا من صراع مستمر مع وباء يهدد حياة البشر ولم يستثن أحدًا في هذا العالم، يستلزم منا مواجهة حاسمة باتخاذ كل ما من شأنه أن يسهم في القضاء على هذا الفيروس من إجراءات احترازية لازمة لذلك، خاصة وأننا نواجه حاليًا ذروة انتشار.
فقد أمر الإسلام بالاهتمام بالنفس والحفاظ على الإنسان كبنيان إلهي، كما دعى النبى ■صلى الله عليه وسلم■ إلى وقاية هذا البنيان من جميع الأضرار التى يمكن أن تلحق به، حيث إن حماية النفس وعدم تعريضها للأذى واجب شرعى يترتب عليه إثمٌ في حالة التفريط في أى إجراء يعرضها للخطر ويهدد بقاءها.
ولو تأملنا المنهج النبوى في التعامل مع الأوبئة والأمراض وتطبيقه على أرض الواقع، يضمن الخروج من تلك الأزمة، فهو يدعو إلى السلوك الرشيد في التعامل مع هذا الداء وينهى عن اختلاط المصاب بغيره، خاصة، وأنه من المتيقن أن مخالطة المصاب لغيره تدعم سرعة انتشار الوباء وتقليل فرص القضاء عليه.
كما أمر ديننا الحنيف بإعلاء شأن الإنسان وتقديم صحته على كل شىء حتى أن التكليفات الشرعية، إذا كان في أدائها سبيل لإصابة الإنسان بالأذى، فإن الشارع الحكيم يَسّر الأمر في ذلك وقدم حياة الناس على تلك التكليفات، لذلك يجب على الجميع الامتثال لتعليمات الجهات المتخصصة في محاربة هذا الوباء، وعدم التهاون في ذلك، حتى يستطيع العالم تجاوز تلك الأزمة وتعود الحياة لطبيعتها.
■ ماذا عن استعدادكم لشهر رمضان الكريم؟
تتنوع خطة التوعية بالمجمع خلال شهر رمضان المبارك للعام الحالى وخاصة في ظل الظروف الحالية التى يمر بها العالم، حيث تنفذ من خلال مجموعة من المحاور المهمة، كما يتم تقديم المحتوى الخاص بها باللغتين العربية والإنجليزية ليستفيد منها المسلمون غير الناطقين بالعربية، وتستهدف تحقيق أكبر قدر من الوصول للجمهور، لتحقيق الاستفادة الكاملة من التوعية.
فالمحور الأول يتعلق بالتوعية المجتمعية خلال الشهر الكريم خاصة وأن الناس في هذا الشهر لديهم الاستعداد الكامل لاستقبال الرسائل التى يمكن أن تغير حياتهم إلى الأفضل، حيث يقوم هذا المحور على نشر مجموعة من الخواطر الدعوية التى توجّه رسائل مباشرة ومختصرة ومرتبطة بحياة الناس، وتقدم هذه الرسائل مكتوبة، ومسموعة ومرئية يشارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر، كما تركز هذه الرسائل على استعادة القيم الأخلاقية والمهجورة في المجتمع، ودعم جانب الإحساس بالمسئولية المجتمعية في الحياة، وتخاطب تلك الرسائل فئات عمرية مختلفة من أفراد المجتمع كالأطفال والشباب وكبار السن والمرأة بما يتناسب مع احتياجات كل فئة، لافتًا إلى أن هناك سلاسل علمية مهمة ستقدم في هذا الشأن.
المحور الثانى: يتمثل في تنفيذ مجموعة من الأمسيات الدينية والتى تنفذ عبر المنصات الإلكترونية كبديل للأمسيات المباشرة التى كانت تنفذ من قبل في مراكز الشباب والنوادى خلال موسم شهر رمضان، ويحاضر فيها نخبة من علماء الأزهر الشريف، لتحقيق رسالة الأزهر ودور دعاته في الحفاظ على وعى المجتمع بمختلف فئاته، خاصة فئة الشباب ممن هم في حاجة مستمرة إلى من يأخذ بأيديهم ويحافظ على عقولهم من العبث بها والتلاعب بمستقبلهم، ويوضح لهم ما التبس عليهم من مفاهيم ترتبط بشئون حياتهم ارتباطًا مباشرًا.
المحور الثالث: يتعلق بالفتاوى؛ حيث تقدم بأكثر من شكل يناسب اهتمامات الجمهور المتابع بشكل يومى، وتعرض مكتوبة ومرئية من خلال فتاوى مسجلة لأعضاء لجان الفتوى الرئيسة، كما يتم تحديد توقيت لاستقبال الفتاوى المباشرة والرد عليها، إلى جانب خدمة الفتاوى الإلكترونية المقدمة من خلال موقع المجمع، والتي تستهدف القضاء على الفتاوى الشاذة والمضللة خاصة في ظل الظروف التى نمر بها حاليًا، كما أن هذه الفتاوى يرتبط بعضها بأحكام الصيام وربطه ببعض المستجدات التى تسأل عنها الناس في هذا الشأن، كما سيرتبط بعضها الآخر ببعض القضايا التي تشغل بال الناس.
المحور الرابع: وهو المحور التثقيفى ويستهدف التركيز على ضرورة استغلال الوقت في تحقيق منفعة شخصية من خلال القراءة وتنمية العقل، واستغلال وقت الصيام في أنشطة تعود على صاحبها بالنفع في الدنيا والآخرة، من خلال مساعدة الآخرين خاصة في ظل الظروف الحالية التى نحتاج فيها إلى التعاون والتكافل والإحساس بالآخرين.
المحور الخامس: وهو محور المرأة ويعرض لجوانب تربوية وأسرية وفتاوى نسائية واستحضار بعض النماذج لسيدات من عهد الصحابة والتابعين والعصر الحديث ممن كان لهن دور مجتمعى مهم، فضلًا عن حلقات تحفيظ القرآن الكريم التى تنفذها الواعظات يوميًا عبر مجموعات تواصل إلكترونية، حيث يستهدف تيسير عملية التواصل بين واعظات الأزهر وبين الجمهور خاصة من السيدات عبر منصات التواصل الإلكترونى المختلفة وعلى مدى اليوم، لتلبية احتياجات هذه الفئة المهمة في المجتمع خاصة وأنه يقع عليهن أدوار متعددة تحتاج إلى معرفة مستمرة بكل القضايا الحياتية والمجتمعية والأسرية، بما يمكن هذه الشريحة من القيام بهذا الدور كما ينبغى فعليهن يقع عبء تربية وتأسيس الأبناء ممن يمثلون لبنة بناء المجتمع.
المحور السابع يتمثل في تقديم مجموعة من الدروس لوعاظ الأزهر في أوقات الصلاة في الجامع الأزهر وفى مدينة البعوث الإسلامية.
كما يقدم المجمع هذا العام برنامجًا دعويًا بثلاثة لغات مختلفة هى: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتوجه إلى المسلمين غير الناطقين بالعربية، وتقدم محتوى متنوع يشبع احتياجاتهم المعرفية.

■ وماذا عن الهدى النبوى في التعامل مع هذا الشهر الفضيل؟ وكيف يمكن أن نجنى ثماره كاملة؟
كان النبى صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة رضى الله عنهم على تحقيق الاستفادة الكاملة من هذا الشهر المبارك وكان يمثل صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في ذلك فكان يجتهد في العبادة والطاعة وينوع بين قراءة القرآن والذكر والصلاة والصدقة وغيرها من العبادات المختلفة والتى يمكن أن يؤديها المسلم بكل سهولة وعلى قدر استطاعته.
كما كان يأمرنا صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق من خلال الإحسان إلى الآخرين والحث على نفعهم والعمل على تحقيق وحدة المجتمع وتماسكه في هذا الشهر المبارك بشكل خاص.
■ لكن.. هل فرق الإسلام بين ثواب المرأة وطاعتها خلال شهر رمضان وبين الرجل؟
الإسلام كرّم المرأة وجعل لها مكانة اجتماعية خاصةً في كل المجالات؛ وأقرت الشريعة الإسلامية مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وساوت بينهما في التكليف، كما أعطت للمرأة جميع حقوقها، وجاءت هذه الحقوق واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
إن الإسلام ينظر إلى المرأة نظرة تكريم واعتزاز، فهى شقيقة الرجل في تتحمل مسئوليات الحياة، كما أكد على ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: "إِنَّما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"، وكان صلى الله عليه وسلم حريص على الاهتمام بالمرأة، وكان دائمَ الوصية بها، فقال لأصحابه في أكثر من موقف: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا). لذلك لا يوجد فرق بين المرأة والرجل في الثواب والطاعة خلال شهر رمضان، فكل إنسان يمنح الثواب من الله سبحانه وتعالى حسب أدائه وإخلاصه لا حسب جنسه.

■ ماذا عن مجلة الواعظات؟
المجلة جاءت تلبية لاحتياجات المرأة المسلمة، واعتناءً بكثير من الأمور الخاصة بها، حيث سيتم إصدارها دوريًا ■ربع سنوى■، وسيتم توزيعها كملحق مع مجلة الأزهر، وقد انفردت في عددها الأول بحوار حصرى مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ بمناسبة مرور ١١ عامًا على تولّيه منصب شيخ الأزهر، وتسلط الضوء على النماذج المشرِّفة والمضيئة من فتيات الأزهر اللاتى قدَّمن تجارب مفيدة لخدمة المجتمع، وأيضًا تركِّز على موضوعات وثيقة الصلة بواقع المرأة والتى ترتبط بجوانب شرعية وحياتية تخصها وتحوى أبوابًا منها: «فتاوى النساء»، و«بيتك جنة»، و«قصص لم الشمل»، و«قالوا ونقول» والذى يقدِّم ردودًا علمية على الشبهات المُثارة عبر وسائل الإعلام المختلفة حول اتهام الإسلام بامتهان المرأة، و«مصابيح البيوت» الذى ينشر قصصًا لسيدات صاحبات دور أسرى متميز.
■ وماذا عن مسألة الإساءة للإسلام وللنبى من خلال رسوم أو مقالات بزعم حرية الفكر والتعبير؟
هناك فارق جوهرى بين الحرية والانضباط وبين الانفلات، فحريتك تنتهى حينما يصل الأمر إلى التجاوز أو الإساءة لمقدسات ومعتقدات الآخرين، فنحن نوضح من خلال اعتراضنا أن هناك فوارق جوهرية بين هذه اللفظة "الحرية"، وبين التجاوز في حق لآخر، هذا التجاوز الذى لا يتوقف عند الحد المادى بل يتخطاه إلى الجانب المعنوى، وأحيانًا كثرة يكون الجانب المعنوى أعمق جرحًا وتأثيرًا، فعندما يتم التطاول على مقام نبينا يبررون ذلك بأنه من قبيل حرية الفكر؛ ولنا أن نتساءل: هل يمكن أن تتطاول على بعض الشخصيات أو الرموز لدى أصحاب المذاهب الوضعية أو الشرائع الأخرى؟!
نحن نعتقد أنه لن يكون أى من هذا القبيل خاصة لوجود محاذير تفرض وقد يصل الأمر إلى المحاكمة وقد يتهم صاحبها بازدراء الأديان وأمور أخرى كثيرة، في المقابل حينما يصل الأمر إلى النبى محمد وهو من هو يكون الأمر حرية، ونقول لهم: "ما يحدث ليس حرية بل انفلات وعدم احترام لمشاعر الآخرين، وهذا قدح في شخصية ليست عادية بل لنبي الإسلام الذى يمثل قدوة لنحو مليار ونصف مسلم يمثل لهم جانبًا عقديًا وركنًا من أركان الإيمان الذى لا يكتمل إلا به، فنحن نرحب بالنقد شريطة ألا يكون هناك إساءة أو تجاوز أو طعن في المعتقد أو الغمز أو اللمز".

■ هل تعتقد أن تلك الإساءات مرتبطة في حقيقتها بـ"الإسلام فوبيا"؟
علينا أن نعترف بأن هناك جزءا مما يقع للنبى وللإسلام قد يتسبب فيه بعض المنتسبين للإسلام وهؤلاء قلة قليلة ممن لا يعرفون من الدين إلا الاسم، ولا يفهمون منه إلا الرسم، يقولون نحن مسلمون لكن الإسلام لديهم ما هو إلا حروف هجاء لتلك الكلمة، وبالتالي ينقلون المعارف بصورة مشوشة وبحسب الهوى، تبرر لهم أفعال نبذها الإسلام وليست منه وترتكب بعض الحماقات غير المقبولة وتنسب للدين، وعليه فإن الصورة النمطية لدى الغرب ربما شارك هؤلاء في صناعتها، نتيجة الخلفية الثقافية المغلوطة.
■ ولكن كيف يكون رد الفعل على الإساءة؟
النبى منذ أن وطأت قدماه الأرض لم يسلم من الاتهام إلا أن الفارق بين اتهام الأوائل واتهام الناس في هذه الأزمنة كبير، فالأوائل عندما اعترضوا على النبى كانوا أكثر إنصافًا وموضوعية حتى إنهم لم يتحدثوا عنه بما ليس فيه، وعندما اتهموه ببعض الأوصاف كانت من قبيل الرغبة في النيل من رسالته لا شخصه، فقالوا شاعر، وساحر، ولم يتهم بالكذب أو الخيانة أو الغدر، أما في العصر الحديث فلا نجد الأسس الموضوعية أو الأدلة الحقيقية لمن يريد النقد بل إساءة من منطلق العداء الذي وصل لدى البعض إلى مرحلة إنكار كل فضيلة أو مزية، وتلك الإساءات المتعمدة يحركها الهوى، أو العداء الشخصى، أو الدينى، ومحبة الظهور، لذا علينا ألا تحكمنا الأهواء وأن نجعل من المحنة منحة، فالنبى ليس في حاجة أن يدفع عنه الإنسان أو يدافع عنه، فالمسألة كفانا الله إياها حينما قال:"والله يعصمك من الناس" إنا كفينك المستهزئين"، لكن هناك حقوقا لا بد أن نعمل على نشرها بين الناس خاصة في ظل تعدد وسائل الاتصال العصرية أبرزها التركيز على المنحى الشخصى أو المسلك الشخصى للنبى فنحن في حاجة إلى إبراز جوانب العظمة في سلوكه الشريف، وكيف أنه كان أهم دلالة دفعت بالمخالفين إلى الانقياد لأمره والإقرار بفضله حتى وإن نصبوه العداء لم يقولوا عنه ما ليس فيه.
■ ماذا يتعين على الدعاة والوعاظ أن يفعلوا في ظل ما نجده من تحديات؟
العالم يعيش أزمة أخلاقية يمكن أن نعول عليها من خلال عرض سيرة النبى في الجانب العملى أو التطبيقى، سواء علاقته بربه أو علاقته بالناس وبنى جنسه مسلمًا كان أم غير ذلك، عقته بالجماد والحيوان وكيف أنه حاذ الكمال المطلق، وكيف حاذ من خلال أخلاقه أن يصل لقلوب أعدائه فضلًا عن قلوب محبيه، وهناك مواقف عدة منها أنه كان جالسًا بين أصحابه عند عائشة فأرسلت صفية بطعام، فأخذت الغيرة عائشة فألقت بالطعام على الأرض فانكسر الطبق ووقع ما به من طعام فابتسم النبى وقال: "غارت أمكم"، ثم قام إلى طعام عائشة فوضع الطعام في إناء صفية، وقال بإناء بإناء أو طعام بطعام.
كما أن النبى دخل المدينة فوضع دستورًا للواجبات والحقوق بين المسلم وغير المسلم انطلاق من مبدأ "كلكم لآدم وآدم من تراب".
■ ماذا عن زواج المسلمة بغير المسلم؟
الزواج آية من الآيات قال عنها المولى جل وعلا:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا"، وهو قائم على المودة وسيلة من وسائل الرحمة وصفه الله بالميثاق الغليظ، إلا أن الزواج في الإسلام ينظر إليه على أنه علاقة تنطلق من أساس متين وفق ما ورد في القرآن وسنة النبى، ومن لدن بعثته صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا تلقت الأمة هذه العلاقة بالأطر المشروعة وفق ما تعارف ونقل في القرآن والسنة ولم يشذ عن هذا الرأى إلا قلة قليلة ربما لم يفهموا منطوق الآية أو كان لديهم اجتهادهم لم يتوقفوا أمام دلالة النص بصورة صحيحة لكن لا يمكن أن نقول بأنه مسألة تقبل الاجتهاد لأنها محسومة ومتعارف على ذلك منذ عهد النبى، فللمسلم أن يتزوج من مسلمة أو كتابية لكن ليس للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم لما في ذلك من حرمة لخلفيات عقدية ودينية تحول دون صحة هذا الزواج.