السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يحيي الطاهر عبدالله.. قصة أدبية في ذاته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الجمعة ذكرى ميلاد الكاتب الكبير يحيي الطاهر عبدالله، المولود في 30 أبريل لعام 1938، وكانت عائلة الأديب الراحل نظمت جائزة لفن القصة القصيرة، من المقرر أن تعلن في يوم ميلاده، كما لفتت نجلته أسماء يحيي الطاهر عبدالله إلى ضرورة جمع سيرة تضم قصصا إنسانية عن والدها لمن عاصروه وزاملوه في حياته، وهو مشروع كان مؤجلًا، قائلة: "من المهم كتابة عمل يوثق حياة أبي، لأنه قصة في حد ذاته لا تقل قيمة عن القصص الأدبية التي كتبها".
الطاهر عبدالله، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، من مواليد قرية الكرنك بمحافظة الأقصر في 30 أبريل من العام 1938، لأب يعمل بالتدريس ويهتم بقراءة كتابات عباس العقاد وإبراهيم المازني، فوهبه حب القراءة وحب اللغة العربية منذ الصغر، تربى مع خالته بعدما ماتت أمه وهو مازال صغيرا، عمل بوزارة الزراعة بعدما حصل على دبلوم الزراعة وانتقل إلى قنا والتقى بالشاعرين عبدالرحمن الأبنودي وأمل دنقل وكونا رحلة صداقة طويلة، حيث أقاموا الثلاثة أمسية أدبية ثابتة في الجامعة الشعبية "الثقافة الجماهيرية فيما بعد، وقصور الثقافة حاليا"
في عام 1961 كتب أولى قصصه القصيرة "محبوب الشمس" وتبعها بمجموعته "جبل الشاي الأخضر"، وفي العام 1962 سافر الأبنودي إلى القاهرة واتجه أدمل إلى الإسكندرية فيما ظل "الطاهر" في قنا لمدة عامين ثم لحق بالأبنودي في القاهرة، وأقام معه في شقة بـ"بولاق الدكرور" وأتم كتابة مجموعته القصصية "ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالا".
اشتهر بـ «الطوق والإسورة»، ومن أعماله المميزة أيضا «ثلاث شجيرات تثمر برتقالا، الدف والصندوق، أنا وهى وزهور العالم، الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة، حكايات للأمير حتى ينام، تصاوير من التراب والماء والشمس، حكاية على لسان كلب، الرقصة المباحة».
انحاز في أعماله الفنية لجموع البسطاء، فرصد طموحاتهم وأوجاعهم، كما فضح ضحالة المجتمعات القروية التي تتسم بالجهل والفقر، نتيجة نسيج الأسطورة الذى يصنعونه، مع عدم الرغبة في تغيير قيمهم الموروثة والتي تنافى المدنية والعلم والتحضر، مستفيدا بذلك من القصص الشعبية والأساطير الفولكلورية التي تجلت في المواويل والحكاوي، ومستلهمًا الحضارة الفرعونية، والثقافة الإسلامية والمسيحية.
تميزت كتاباته برهافة الحس، وانتقاء المفردات والتراكيب، التي يبنى بها عالمه القصصي، حتى لقب بـ «شاعر القصة القصيرة»، وقد عبر عن هموم الوطن، وعن البيئة المحلية للصعيد بتعمق كبير، فأنتج أعمالا تبرز مدى التحولات الاجتماعية التي يتعرض لها المجتمع المصري، الذى شهد عدة حضارات أثرت بشكل كبير فيه، فتأتى قصصه ممزوجة بالجو الأسطورى الذى يجمع روح الحضارة المصرية القديمة مع روحانيات الأديان السماوية كالمسيحية والإسلامية، اللتين أثرتا بشكل ملحوظ في تفكير وثقافة المصريين.
انفتح «يحيي» في سردياته الأدبية على ألم الإنسان وقضاياه الكبرى، فانشغل بقضية الموت التى لا تزال تثير قلقًا لدى البشر، وأيضا الخوف الذى يجعل الإنسان جبانا ولا يستطيع الإقدام على المغامرة والتجدد والتطور، وفى كلماته التى أهدى بها «الطوق والإسورة»، يتجلى المؤلف كما لو أنه مغن ومهدهد لمفردات الطبيعة كالشجر والنهر والورق والإنسان، فنجده يكتب: «للشجر المورق العالى، وللريح المغنية، وللإنسان -على الأرض ذات الخير- في قوته وفى ضعفه».