الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انقذوا سوهاج.. حاسبوا "حسان" و"مجاهد" !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لو كان الهروب هو الحل في مواجهة المشكلات لأضحى كوكب الأرض مهجورًا، ورُبَّ كلمة حق تكون أقوى من أدوية طبية.
وما دفعني لكتابة هذا المقال هو إيماني بأن الصحافة هي صوت الشعب الذي يصل إلى القيادة السياسية التي صرحت مرارًا بأن من يخاف أو يرتعش فليترك منصبه وأن من يعمل ضد مصلحة المصريين مهما كان منصبه فلن ينجو من المساءلة والسجن، ولعلنا نتذكر مسئولين ومحافظين ووزراء وشخصيات في أجهزة مرموقة أسندت إليهم المسئولية، وحادوا عن الطريق الصواب فقبعوا في السجون، فليس هناك أحد فوق القانون والمحاسبة.
وفي هذه الكلمات نضع أمام الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الدكتور مدبولي حقيقة صرخات واستغاثات أهالينا في سوهاج والتي عبر عنها كثير من نواب المحافظة في بيانات رسمية بعد جمعهم معلومات حصرية من جميع مديري المستشفيات في سوهاج تؤكد ارتفاع أعداد كورونا وعدم وجود قدرة استيعابية في المستشفيات، واحتياج شديد لدعم الحكومة في العاصمة ليس فقط في أجهزة تنفسية وأسرة رعاية وأجهزة تنفس بل اطباء وتمريض وعبر عنها أيضًا صراحة نقيب أطباء سوهاج الدكتور محمود فهمي منصور.
فُوجئت محافظة سوهاج بأكملها بالدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة يدلي بتصريحات لا تمت للحقيقة بصلة بأن هناك أكثر من 82 سرير عناية مركزة و1100 سرير داخلي، منها أسرِةَّ كثيرة فارغة في سوهاج التي يموت فيها الأطباء، وغضب من هذه البيانات غير السليمة التي أغضبت الجماهير في سوهاج وأفقدتها الثقة في أي بيان للوزارة من منطلق أنه لا يوجد هناك فعليا أي عنايات حقيقية، وأن المحافظة في حاجة إلى دعم حقيقي من الوزارة سواء أطباء وأطقم ممرضين وأجهزة؛ لذا يتسبب هذا البيان في تضليل المسئولين قبل المواطنين، ووجب مطالبة خالد مجاهد بأن يعلن هذه الأماكن التي تتوفر للجمهور الذي يفقد غاليا كل يوم أبا أو أما في انتظار غرفة عناية وجروبات العمل المزدحمة في القوائم خير دليل.
ولقد سبق تصريحات خالد مجاهد بأيام عميد كلية طب سوهاج المتقدم لمنصب رئيس جامعة الدكتور حسان النعمان الذي أكد وجود عنايات مركزة وأسرة داخلية والدنيا ربيع والجو بديع! ولكن خرج رئيس الجامعة المحترم أحمد عزيز في شجاعة الرجال بنفي هذا، مؤكدا أن هناك زيادة فى الحالات، وأن الاعتراف خير وسيلة لمواجهة هذا الوباء. إن القيادة المصرية لم تطلب من مجاهد ولا حسان التطوع ببيانات غير صحيحة، ويجب محاسبتهم على ما ارتكبوه وتسببهم في تأخير دعم الحكومة للمحافظة في مواجهة الجائحة مما تسبب في موت العديد من المرضى تحت قوائم الانتظار لدخول الرعاية المركزة.
إن أخطر تهديد يواجه الدولة المصرية هو تسلل هؤلاء المسئولين إلى مراكز القيادة، خصوصًا أن شعبيتهم ومصداقيتهم انعدمت في الشارع، ولعل ما لقيه حسان النعمان من هجوم شديد من كل طوائف الشعب ومن النواب ومن المسئولين يعد رادعا له ولكل مسئول ليمتنع عن مثل ما أقدم عليه ولا يضلل الدولة وقيادتها السياسية الواعية والتى لا تدخر جهدا للتعامل مع هؤلاء بكل حسم.
وعلى كل مسئول ألا يجعل التضليل في المعلومات التى ترفع للقيادات وسيلة للوصول لمنصب أو غاية، فالمسؤول الذى  يتخذو من نهج مسيلمة سلما لا يمكن أن يكون قادراً على مواجهات التحديات الخطيرة التى تواجهها الدولة ويجب استئصاله من مواقع المسئولية لكي نظل دوما أقوياء.
وفي النهاية إن محافظة سوهاج تحتاج إلى دعم عاجل بأسِرة عناية مركزة لكل مستشفيات سوهاج، كما تحتاج إلى كوادر طبية من تمريض وأطباء في تخصص الرعاية المركزة، كما تحتاج إلى اكسجين سائل يؤمن هذه التوسعات في أسرة الرعاية المركزة وأسرة الداخلى.
ومن ناحية أخرى نطالب كبرى الشركات سواء عقارية أو شركات الاتصالات المختلفة أو المصانع الكبرى من الحديد والمنتجات الغذائية التي أغرقت إعلاناتها التي تكلفت المليارات الشاشة في رمضان بتحمل مسئوليتها الاجتماعية بدعم محافظة سوهاج بـ١٠٠ جهاز تنفس و١٠٠ سرير رعاية فتكلفة سرير الرعاية ٥٠٠ ألف جنيه.
وهناك بدائل أقل تكلفة مثل أجهزة السيباب المتنقلة، أو الكانيولا الأنفية شديدة ضخ الأكسجين.
وفي آخر الحديث فإن الاعتراف بالحقائق يؤدي إلى تغلب الدولة المصرية القوية على كورونا التي تواجه العالم، ولنا فيما حدث في أمريكا أكبر دولة في العالم مثالا عندما ضرب الوباء ولاية نيويورك فلم تُدعم من الحكومة الفيدرالية بأطباء وأجهزة لمواجهة المشكلة فقط بل أسهمت الشركات ورجال الأعمال مع حكومتهم في مواجهة هذا الوباء.
حفظ الله أهلنا في سوهاج، وحفظ مصرنا الغالية.