السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شاشات رمضان المفطرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
والمعنى أنها تجاهر بالمعصية عامدة، ولا تستحي من جلال الشهر الكريم لدرجة أن برامج الهارد توك لم تجد سوى نبش أسرار البيوت لبعض النكرات الذين لا قيمة لهم سوى ركوب الترند على جثة العلاقات الزوجية، وتبادل الاتهامات، والطعن فى العرض تلميحا وتصريحا فى نميمة رخيصة لا تليق حتى بأولاد الشوارع وحتى الإعلانات التى باتت تحتل مساحات من الشاشات أكبر من أى محتوى، وانحصرت فى صنوف من العقارات تخص قلة بالمجتمع، لا يحتاجون للإعلان وشركات المحمول التى أهملت عملاءها وراحت تصرف الملايين من عرق العملاء ثم إعلانات التسول على العلاج والمستشفيات والملابس والغذاء فى أكبر حملة لتهديد السلام الاجتماعى فكل ممثلى مصر نساء ورجالا قدموا إعلانات وهم يرتدون الماركات لكى يتحدثوا عن المرضى والغلابة ونزل إعلان شريهان وكان الحدث الأهم فمن رأى أنه سمج وأنها كبرت ومن رأى أنها جميلة وخفيفة ومن رآها وطنية أصيلة ومن طعن فى وطنيتها وأخلاقها ومن استكتر الفلوس ومن شتم الشركة المعلنة ولكنها كانت كعصى موسى التهمت كل من حولها وأصبحوا غير موجودين، وأصبحت حديث المدينة والمدن المجاورة والسوشيال ميديا فظهورها أحدث ضجة فهى مبهرة جميلة قوية وهى نجمة كبيرة.
ثم كانت سماجة برامج المقالب التى استنفدت شغفها بثقل دم وقدر لا بأس به من العبط حتى باتت سبوبة إضافية للنجوم يصاحب ذلك دراما أغلبها غير هادفة بل بالعكس مدمرة للشباب، ماعدا الاختيار ٢ وكابول وهجمة مرتدة فهى دراما ممتازة فيها الكثير من البطولات والقدوة للشباب وفيها تظهر مساوئ الإخوان وأفكارهم التى لا تمت للإسلام السمح وقد تابعت ما تيسر من الحلقات التي عرضت من مسلسل الطاووس، ولم أجد فيه كلمة أو مشهدا يخدش الحياء، عمل إبداعى محترم يستحق الاهتمام ولكنه لا يجد من يدافع عنه من أدعياء مناصرة الإبداع، ولا النقابات الفنية! أو الأشاوس "بتوع نتفرج الأول وبعدين نحكم" وجاء مسلسل اللى مالوش كبير حرصًا على بث صورة سلبية عن المرأة فى غياب زوجها، ليس فقط ذلك وإنما تصدير صورة العنف ضد الزوجة بوجه عام، ويأتى ذلك فى ظل مكافحة الدولة المصرية بكافة مؤسساتها ظاهرة العنف ضد المرأة بشتى أنواعه وجاء اسم ملوك الجدعنة مخادعًا ذلك أن هذا آخر وصف يمكن أن يطلق على أبطاله، وأخشى أن يكون واحدًا من الأعمال التى تكرس للعنف والبلطجة وتعطيها شرعية كما فعلت مسرحيتا مدرسة المشاغبين والعيال كبرت.
والكارثة فى انحدار مهنة الكتابة الدرامية بعد ظهور الورش التى تحتوى على مجموعة شباب وشابات ليس لهم صلة بالثقافة ولا التاريخ ولا أي شيء من نواحى الحياة وحتى على مستوى الصنعة كان مكساج معظم المسلسلات كارثيا لدرجة تجعل المشاهد يظن أن لديه خللا فى السمع والديكورات الساذجة كما فى منازل الصعايدة فى مسلسل نسل الأغراب تناسب مسلسل لؤلؤ أكثر والستات فى الصعيد تقود سيارات دفع رباعى وتذهب لمواعدة الغرباء على قارعة الطريق ورغم أن التترات حملت أسماء كل عابر سبيل إلا أنها استثنت أسماء دكاترة التجميل الذين شفطوا ونفخوا وصنعوا معجزات مع الفنانات ولا أسماء من قاموا باستيراد وصناعة البواريك وظني أن عملهم كان يستحق الإشادة والتكريم.