مع شمس الشروق لبدء يوم شديد الحرارة ذهبت إلى إيبارشية أبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس لنلتقي بأسقف لم يتجاوز الخمسين من عمره حاملا صليبه وألم شعبه وأمله كبير في تقديم خدمة أفضل لشعب يستحق ذلك، نقي القلب ويتحلى بالفضائل كما ذكره شعبه.
وفى تمام الواحدة ظهرا تقدمت بخطوات ثابتة لكي التقي بالأنبا فيلوباتير
أسقف إيبارشية أبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، كان راهبا متعبدا في دير المحرق
بأسيوط منذ عام ٢٠١١ عاشقا لقلايته يهواها لحد العشق يهرب إليها مهرولا
شاكيا للجدران أحداث حياته وتاركا فيها ذكرياته الأسقف الذى حل على
إيبارشية خلقت جديد لكي يولودا سويا، وهي إيبارشية يوجد بها آباء أحباء
وتاريخ كبير ولكن تم اختياره بتزكية الآباء وهو كان حاملا اسم ثاؤفيلوس
المحرقي
نص الحوار:
من هو الأنبا فيلوباتير؟
بدأت
رهبنتي في إيبارشية سمالوط عام 2002، وحصلت على بكالوريوس التجارة وليسانس
حقوق، ودخلت الرهبنة في عام 2005، لي في الرهبنة نحو 16 سنة انا مواليد
1976 م، وبدأت راهبا متبتلًا في إيبارشية سمالوط من سنة 2002 م.، وحصلت على
بكالوريوس الكلية الإكليريكية، وأعددت ماجستير في قانون الأحوال الشخصية
وفي أول أسقفيتي حاليا أستعد لحصد درجة الدكتوراه، وتم اختياري أسقفًا
بتزكية آباء المنطقة، ورسامتي أسقفًا على إيبارشية جديدة: وهي إيبارشية
أبوقرقاص وتوابعها، المنيا، وتم رسامتي أسقفًا، مع تجليس ورسامة آباء آخرين
(يومَي 6 و7 مارس 2021 م.)، وذلك في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة
الإدارية الجديدة واختيار لي اسم فيلوباتير
ماذا عن تقسيم الإيبارشية لأول مرة؟
في عهد البابا تواضروس الثاني قسمت إلى ثلاث إيبارشيات واصبحت الإيبارشية
الوحيدة في تاريخ الكنيسة الارثوزكسية التي انقسمت في مائتي عام إلى عشرة
ايبارشيات وهذا حدث جيد من وجهة نظري.
ما خطتك الجديدة كأسقف جديد؟
في
البداية نحن لدينا عدد من الكنائس داخل إقليم معين ويترأس القسوس
والقمامصة القائمين على تلك الكنائس، ويتخذ الاسقف عادة الكنيسة الكبرى في
الإقليم مقرا له وتعرف في هذه الحالة بال(كاتدرائية) ويوضع في جميع الكنائس
كرسى خاص بالأسقف تقديرا لقامته الدينية، ولأهمية تلك الرتبة الدينية فإنه
يتم اختيار الاسقف من بين الرهبان (القساوسة والقمامصة المتبتلين ساكنى
الأديرة، وانا اتمني في البدايه ان اقوم بتأسيس إيبارشية جديدة وتكون بها
قاعات متعدده للمؤتمرات والاجتماعات ومكاتب إدارية وفي هذه المنطقة سيكون
المكان صعب واسعي قريبا لتأسيس مكان جديد دائما انا اردد "مَعُونَتِي مِنْ
عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ." (مز 121: 2).
هل ستضع بصمة لك؟
أنا
لا أنشغل بذلك فقط ما يشغلني تقديم رعاية وخدمة ومساعدة الجميع، أنا أحب
إنكار الذات جدا لا أنشغل بأن يقول البعض الأنبا فيلوباتير قام بعمل شيء ما
فلدينا قنوات متعددة، وأولهم استمرار الخدمة كما كانت ونزيد عليها التنوع
ونؤسس خدمات جديدة برامج لإعداد الخدام إذا لم تكن موجودة من قبل، والاتجاه
الثاني ونحتاج بناء مطرانية كما قلت واستكمال بناء المستشفى وبناء بيوت
للطلبة واخيرا الرعاية الاجتماعية للفقراء والمرضى.
ماذا عن علاقتك بالطوائف الأخرى؟
العلاقة
بيننا قائمة على المحبة ونحن نرفع عنوان ثابت للمسيحية هو "المحبة"، ونحن
نصلي ونقدس ولدينا إيماننا ولا علاقة لنا بأي شيء غير ذلك وفي الأعياد
سنقوم بالمعايدة عليهم ونستقبل تشريفهم بكل حب.
ماذا عن رأيك بعد تقسيم الإيبارشية؟
ماذا عن رأيك بعد تقسيم الإيبارشية؟
كل
ما تكون الخدمة لعدد اقل نستطيع أن نقدم خدمة أعلى وأفضل هذا ما قاله
البابا تواضروس عند تقسيم الايبارشيات وهذا شيء جيد لأنه أهم شيء لدينا هو
الرعية.
ماذا عن خطتك لمواجهة كورونا؟
الوضع أصبح سيئا للغاية، وبدأت أولا بالإغلاق في أسبوع الألم وعندي عدد كهنة كبير مصاب فلا
داعي لان اغامر بأرواح الكهنة والشعب أنا أعاني من محاولات الشعب للعودة في
قرار الإغلاق ولكنني حزين للصلاة بدون شعب لكني لا أستطيع المغامرة
بأرواحهِم وهذا من أصعب المواقف وأتمنى أن يكون قراري حكيما ويستوعبه الشعب.
خدمتك للشعب كيف ستكون في كورونا؟
لدينا مجموعة من الخدام في خدمة تسمى "عمانؤيل" تقوم بتوزيع الأكسجين والأجهزة والأدوات.
رمضان والصوم الكبير تعانق الديانات كيف تري ذلك؟
أنا
دائما أشعر بأنه شهر مميز في مجتمعنا ذكرياته في مسامعي من أغانيه وبرامجه
وأحداثه ولكنني أفتقد مشهد رائع بالصعيد وهو زينة الشوارع ولكنني رأيته
وعشته في شبرا وشوارع مصر وكنت اتابع اشياء محددة بعينها لا تذاع إلا
برمضان.
ما هي هوايتك؟
أعشق كرة القدم جدا وكنت العبها
بشغف حينما كنت مسئول عن الكلية الإكليركية وأثناء رهبنتي في دير المحرق
كنا ناخذ الملعب لمده ساعتين ونقوم باللعب فيه وانا احب الأهلي واشاهده
بشغف وهذه احب هواياتي.
ماذا عن تنصيب أساقفة شباب؟
هذا أمر
رائع وأنا سني ٤٥ عاما؛ وذلك يأتي بعد تعب ومجهود وفحص وخبرة ولا أراه شيئا غير صحي لأن القانون لدينا الأسقف يظل بإيبارشيته حتى مماته، وهذا أمر طبيعي
حتى يؤسس خدمة بشباب.
ماذا عن رؤيتك للأقباط في عهد الرئيس السيسي؟
نتمتع
في عهده بأننا جميعا واحد ويسعى بحكمة ان يساوي بيننا سواء في التقنين أو
بناء الكنائس أو إعطاء كل ذي حق حقه فعندما يشعر الجميع بالمساواة يصبح
لديه قدرة على العطاء وهذا أبرز ما قدمه لنا.
كيف تنظر إلى البابا تواضروس؟
البابا
دائما يقدم رعاية وخدمة كبيرة لنا، ويسعى جاهدا من وقت تنصيبه أنه ينظم
الكنيسة والشعب يفهم ذلك خطأ بأن التنظيم والتقسيم يساء فهمه لأننا لا
نستوضح الفكرة كاملة وأحيانا لا يجب أن نبرز الهدف من وراء ذلك.
دور الإعلام الكنسي؟
أن
يفسر دور البابا ويشرح اللوائح ويبرر ما يقوم به البابا حتى يحصل على
معلومات حقيقية ولدينا صفحات وقنوات يوتيوب نقدم منها العظات وأنا استقبل
رسائل المؤمنين وارد عليها ولكن هناك فئة لا تتفهم ان الآباء الكهنة لها
دور بحل الأزمات ولكن البعض من محبتهم يسعى دائما لرؤية الأسقف ونحن
أبوابنا مفتوحة للجميع
لماذا إذن يتهم البعض البابا بتهميش أساقفة كبار؟
أنا
لم أرَ ذلك رغم وجود الاتهامات وأراه شيئا غير مجدٍ؛ لأنها اتهامات باطلة
بمعنى أنه لا يهمش أساقفة كبار والدليل وجود الجميع في إيبارشيته والأنبا
بولا أسقف طنطا كان مسئول لفترة عن الأحوال الشخصية وما زال في مكانه كأسقف
والأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن تقلد منصب الأحوال الشخصية في فترة
ستنتهي شهر ٦ القادم ويتقلد مكانه الأنبا غبريال أسقف بني سويف على ما
اعتقد وهي دورات وذلك تنظيم وليس تهميش وأنا أرى أن الأنبا بولا مندوب
الكنيسة في الدستور وذلك أمر وانتهى فلا أجد تهميش.
وماذا عن قانون الأحوال الشخصية؟
أقوم
بعمل دكتوراه الآن عن جريمة الزنا في الجرائم المتشابهة في التشريعات
الدينية يهودية ومسيحية وإسلامية، وسبق أن قدمت عدة أبحاث حول قضية الطلاق
للبابا تواضروس، وأثنى عليها ولكنني لم أتطرق لقصة التبني أو الميراث، لكنني
أراه قريبا في النور.
هل ممكن أن تحرم أحدا من التناول؟
في
حالة واحدة إذا خالف تعاليم الكنيسة العقائدية، ولكن إذا هاجمنا أو تلفظ
بقول سيئ علينا أن ندرك ذلك ونفسر له الصحيح من الخطأ ولكن لا استطيع حرمان
احد من التناول.
ما رأيك في الأحداث المثيرة حول إلغاء المستير؟
البابا
سبق ونوه اننا نتبع مجمع. انا مؤمن تماما ان التناول لا ينقل عدوى لأننا
بالفعل حسب طقستنا في الكنيسة يقوم الكاهن بتناول ما يتبقى من بعد تناول
الشعب فإذا في كورونا أو عدوى كنا فقدنا جميع الكهنة، ولكن البابا لا يمس
أي شيء عقائدي، ولكنه تحدث عن تغير في أسلوب التناول، وذلك لا يصح أن يتبعه
ما حدث من المؤمنين؛ لأنه إذا عمل ذلك فسيكون خوفا على أبنائه وكان يجب
عليهم أن يقدروا ذلك.
علاقتك بالأنبا مكاريوس؟
علاقتي به
جيدة جدا ولم أرَ منه ضيقا عندما قسمنا الإيبارشية وقال حينها أنا مدرك أن
ابنتي لا بد أن تتزوج رغم حزني على فراقها ومنذ أيام دعاني لحضور احتفالية
ولكني كنت بالقاهرة فللاسف لم يحالفني الحظ بالحضور.
كيف ترى تحديات العصر ومواجهات من قبل الكنيسة كالانتحار؟
المحرومون من صلاتنا ٣ أشخاص: من انتحر وهو شخص طبيعي، ومن الميت في حالة زنى، والميت المحروم كنسيًا المهرطق.
