الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

للمرة الثانية بعد حرب العاشر من رمضان.. أسطورة جيش إسرائيل يحطمها صاروخ سوري.. والأنظمة تفشل في اعتراضه

 مفاعل ديمونة الإسرائيلى
مفاعل ديمونة الإسرائيلى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدى سقوط الصاروخ السورى قرب مفاعل ديمونة الإسرائيلى إلى تحطيم أسطورة المنظومة الصاروخية «باتريوت» التى تتغنى بها إسرائيل، وأظهر فشل وتآكل قوة الردع الإسرائيلية، وذلك للمرة الثانية بعد حرب أكتوبر المجيدة «العاشر من رمضان» التى خاضها الجيش المصرى عام ١٩٧٣ ضد إسرائيل، وحطم خلالها أساطيرها التى كانت تروجها عن جيشها «الذى لا يقهر»، ونجح في استعادة أراضيه.
وسائل إعلام إسرائيلية حذرت من سقوط الصاروخ السورى بقرب المفاعل النووى الإسرائيلى كشف زيف القبة الحديدية التى كانت تروجها إسرائيل لها بأنها تحمى سماءها ومنشآتها الحيوية.
المنظومات الأمريكية «باتريوت» «ثاد» التى تتشارك حماية سماء إسرائيل من الصواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى، أثبت الصاروخ السورى فشلهما وانهيارهما.
وتواصل إسرائيل تطوير نظام دفاعها الجوى بعتاد أمريكى بجانب منظومات دفاع صاروخى يتم تطويرها محليا أو مع شركات أمريكية مثل «القبة الحديدية» و«مقلاع داود» وأنظمة «آرو» بطرازاتها المختلفة.
وبفضل ذلك أصبحت إسرائيل تمتلك نظام دفاع جوى متعدد الطبقات جعلها إحدى الأنظمة الدفاعية الأكثر تقدما في العالم.
وأعلن الجيش الإسرائيلى فتح تحقيق حول سبب فشل الدفاعات الجوية في اعتراض الصاروخ السورى «أرض- جو»، حيث انفجر الصاروخ في الأجواء الإسرائيلية، وأدى إلى سقوط شظايا، بعضها على بعد نحو ٤٠ كيلومترا من المفاعل النووى في ديمونة، دون التسبب في إصابات أو أضرار، بحسب موقع «تايمز أوف إسرائيل».
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش عثر في منطقة رمات نيغيف بالنقب على بقايا صاروخ.
وأشار موقع «تايمز أوف إسرائيل»، إلى أن الرادارات الإسرائيلية رصدت صاروخا من نوع «SA-٥» كان في طريقه للسقوط بصحراء النقب، الأمر الذى جعل الدفاعات الجوية تعترضه وتسقطه.
وأشار الجيش الإسرائيلى إلى أن المقذوف الذى سقط كان يحمل رأسا حربيا بزنة ٢٠٠ كيلوغرام، دون أن يكشف عن منظومة الدفاع التى فشلت في صده.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة «هاآرتس» أن منظومة الدفاع الإسرائيلية «فشلت» في التصدى للصاروخ السوري، وردا على الهجوم الصاروخى شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الغارات على أهداف في الجولان السوري، أدت إلى مقتل ضابط سوري، بحسب «المرصد السورى لحقوق الإنسان».
وذكرت صحيفة «هاآرتس» أن النظام الدفاعى الصاروخى أطلق صواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية، مشيرة إلى هذه ليست المرة الأولى، خاصة أنه حصل في مارس ٢٠١٧، أطلق النظام الدفاعى السورى عدة صواريخ على طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ولم تصب تلك الطائرات، وتمكن سلاح الدفاع الجوى الإسرائيلي، آنذاك، من اعتراض أحد الصواريخ شمالى القدس، وسقطت بقايا الصاروخ في الأردن.
وفى فبراير ٢٠١٨، أطلقت إيران طائرة دون طيار باتجاه الداخل الإسرائيلى أسقطتها مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ورغم ذلك تم استهداف طائرة إسرائيلية من طراز «F-١٦i»، وأجبر طاقمها على التخلى عنها في سماء الجليل الأعلى بشمال إسرائيل، مما أدى إلى إصابة الطيار بجروح متوسطة.
في السياق ذاته، أصدر الجيش الإسرائيلى بيانين متناقضين حول الصاروخ الذى أطلِق من سوريا، من طراز SA٥ المضاد للطائرات، وسقط في منطقة النقب، وبحسب البيان الأول، فإن صاروخا مضادا للصواريخ أطلقه الجيش الإسرائيلى فشل في اعتراض الصاروخ السوري.
وقال البيان الثاني، إن تحقيقا أوليا أظهر أنه لم يتم اعتراض الصاروخ السورى عمليا، وقال وزير الأمن الإسرائيلي، بينى جانتس، «سنجرى تحقيقا في الاعتراض الذى لم ينجح، وفى معظم الحالات نحقق نتائج أخرى»، وفرضت إسرائيل تعتيما حول الموضوع.
وكتب المحلل العسكرى في موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، رون بن يشاي، أن «مصدر الانفجارات التى سُمعت في منطقة القدس والسهل الداخلى هو صاروخ الاعتراض، لكن هذا الصاروخ، الذى أطلقته منظومة الدفاع الجوى التابعة لسلاح الجو باتجاه الصاروخ السورى المضاد للطائرات، لم يُصب».
وأضاف بن يشاى أن «سلاح الجو بدأ تحقيقا من أجل استخلاص العبر والتأكد من أن تكون النتيجة في المرة القادمة أفضل، وواضح أن هذا ليس إخفاقا من جانب المشعلين أو خللا تقنيا لمنظومة الاعتراض».
وقال رئيس بلدية ديمونا، بينى بيطون، إنه «بسبب المفاعل، نعلم اليوم أنه بوجود كافة الوسائل (الصواريخ) الموجودة من حولنا بالإمكان أن يصل شيء ما منها من أى مكان».
وأكد بيطون على أنه «لم تنطلق صفارات إنذار في ديمونا، وفى مناطق معينة فقط تم سماع ضجيج».. ويعتبر عدم انطلاق صفارات الإنذار إخفاقا إسرائيليا آخر.
وأطلقت الدفاعات الجوية السورية هذا الصاروخ في محاولة لصد غارة جوية إسرائيلية أهدافا في الأراضى السورية، وأسفرت عن مقتل ضابط وجرح ثلاثة جنود في قوات النظام، وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان. ثم عادت الطائرات الحربية وقصفت المنصة التى انطلق منها الصاروخ ودمرتها، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وليس واضحا سبب وصول الصاروخ السوري، إلى منطقة النقب، لكن من المعروف أن مداه طويل ويصل إلى مئات الكيلومترات، وربما سبب ذلك أن الصاروخ لاحق طائرة إسرائيلية عائدة إلى قاعدة جوية في النقب، بعد أن شنت الغارة في سورية.
ووفقا للمحلل العسكرى في صحيفة «معاريف»، طال ليف رام، فإن «رواية الجيش الإسرائيلى هى أنه لم يكن هناك استهداف متعمد لمفاعل ديمونا، وإنما الهدف كان ردع أو استهداف الطائرات. وخلال إطلاق أحد الصواريخ الاعتراضية (السورية)، على ما يبدو انحرف أحدها».