الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات مجهولة.. ابن المعتمر يضع أول صحيفة لفن البلاغة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تروى كتب البلاغة العرية القديمة وأبرزها "البيان والتبيين" لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، قصة ظهور أول صحيفة في فن البلاغة، وهي للمعتزلي والأديب بشر بن المعتمر، المتوفي 210 هجرية.
وتقول الرواية إن ابن المعتمر مرَّ بإبراهيم بن جبلة بن مخرمة السكوني الخطيب وهو يعلم الفتيان الخطابة، فوقف بشر، فظن إبراهيم أنه إنما وقف ليستفيد أو ليكون رجلًا من النظارة، فقال بشر، اضربوا عما قال صفحا، ثم دفع إليهم صحيفة من تحبيره وتنميقه.
قال فيها: "خذ من نفسك ساعة نشاطك وفراغ بالك وإجابتها إياك، فإن قليل تلك الساعة أكرم جواهر وأشرف حسبًا، وأحسن في الإسماع. وأحلى في الصدور وأسلم من فاحش الخطأ، وأجلب لكل عين وغرة، من لفظ شريف ومعنى بديع..
واعلم أن ذلك أجدى عليك مما يعطيك يومك الأطول بالكد والمطاولة والمجاهدة وبالتكلف والمعاودة. ومهما أخطأك لم يخطئك أن يكن مقبولًا قصدًا وخفيفًا على اللسان سهلًا، وكما خرج من ينبوعه ونجم من معدنه.
وإياك والتوعر، فإن التوعر يسلمك إلى التعقيد، والتعقيد مستهلك معانيك ويشين ألفاظك، ومن أراغ معنى كريمًا فليتمس له لفظًا كريمًا، فإن حق المعنى الشريف، اللفظ الشريف، ومن حقهما أن تصونهما عما يسدهما ويهجنهما، وعما تعود من أجله إلى أن تكون أسوأ حالًا منك قبل أن تلتمس إظهارهما وترتهن نفسك بملابستهما وقضاء حقهما."
قال عنه المسعودي المؤرخ: شيخ البغداديين وأستاذ النظار والمتكلمين". وقال عنه الشريف المرتضى: هو من وجوه أهل الكلام ويقال: إنّ جميع المعتزلة بعده من مستجيبيه". وقال أبو القاسم البلخي: من أهل بغداد وقيل من أهل الكوفة...وله أشعار كثيرة يحتجّ فيها على أهل المقالات.
وفي دراسته التي كتبها عن "معتزلة البصرة وبغداد" قال الباحث العراقي الدكتور رشيد الخيون: "خلف ابن المعتمر مقالات كانت بداية وجود مدرسة الاعتزال البغدادية إضافة إلى تركة شعرية وخطابية استعملها الأدباء كنماذج بلاغية... ويشهد الجاحظ لابن المعتمر تفوقه في رواية الشعر، حيث اعتمد الجاحظ في تأليفه كتاب "الحيوان" على قصيدتين لابن المعتمر تضمنتا وصفًا لحياة وطبائع مختلف الحيوان.. وتضمنت القصيدة الأولى طعن ابن المعتمر بعدد من الفرق والمذاهب لكن الجاحظ عزف عن شرحها لعدم مناسبة الموضع.
واستعرض "الخيون" رأى المستشرق الألماني كارل بروكلمان الذي يرى أن الصحيفة إنما كتبت خصيصًا للخليفة العباسي هارون الرشيد، بينما لا يوجد أي مصدر يسند هذا الرأي سوى أنها كتبت في عصره.