الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رمضان في جنوب سيناء.. أجواء روحانية وطقوس مميزة

وقف المشاحنات والجلسات العرفية.. مريدة التمر و"الجريشة" و"الفراشيح" أشهر المأكولات في الإفطار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لسيناء طبيعة خاصة في شهر رمضان، حيث تتسم الطبيعة السيناوية بالتفرد في العادات والتقاليد المميزة في هذا الشهر الفضيل منها موائد الرحمن البسيطة والتي يسميها البعض بـ"المقعد" وهو من الأساسيات في شهر رمضان حيث توقد النيران قبيل المغرب كإشارة لعابري السبيل بأن هذا المكان هو مكان يجتمع فيه أهل المنطقة المحيطة بالمقعد.
ويتوالى الجيران بجلب ما طاب لهم من المأكل والمشرب كل حسب مقدرته، مما يفسح المجال للتنوع في الأكلات المتاحة في المقعد، ويتبادل الأشخاص الأكل كلًا منهم الآخر وفقا لرغبته، وتوضع أطيب الوجبات للضيوف عابري السبيل، ويجلس معهم أحد "المحليين" أصحاب الديار تلبية لرغباتهم حال احتاجوا الضيوف أي شيء أثناء تناولهم وجوب الإفطار.
ويفرغ صاحب الدار من الأكل بعد انتهاء جميع الضيوف من أكلهم من باب الذوق العام، وما أن انفض الجميع من الأكل اجتمعوا في دائرة "مسافة يتصنت كل منهم الآخر في حديثه" ليحتسوا فناجين القهوة والشاي ويتحدثون في الأمور اليومية، وكل منهم يدلو بدلوه من أفكار ومقترحات في الموضوع محل النظر والحديث إلا أن يؤذن لصلاة العشاء وينفضوا للذهاب إلى المسجد لأداء فرضهم في الصلاة والقيام، فتلك من أهم العادات المنتشرة بين أطياف المجتمع السيناوي الذهاب إلى مكان استرخاء للإفطار على ضفاف الشاطئ، كما يتم منع الأحكام العرفية وتأجيلها وكثير من الأمور يجرى تأجيلها لما بعد شهر رمضان، كهذا أكد الدكتور جبريل فتيح، مساعد محافظ جنوب سيناء للشباب، من قبيلة المزينة من أهالي مدينة نويبع.
ويقول الشيخ محمد سليمان، من مشايخ مدينة رأس سدر، إن "المقعد" يظل مفتوحا طوال شهر رمضان مفتوحا من أذان العصر وتجمتع فيه الناس وأي ضيف للإفطار، ويظل 30 يوما لا يخلو المقعد من أحد، وبالنسبة إلى المأكل والمشرب نجود بالموجود، وإن كان يكثر فيه أكل التمر ومشتقات الألبان، والعصائر بجانب المياه، ومريدة التمر المنقوع في اللبن من أشهر المشروبات في الإفطار واللبن الرايب في السحور، مشيرا إلى أن من الممنوعات في هذا الشهر الكريم أن المشكلات والمشاحنات تكاد تنعدم في شهر رمضان.
وأشار الشيخ محمد سليمان إلى أن البدو يهتمون بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان، ولكنهم لايقولون الجمعة اليتيمة كما يقال وإنما يسمونها جمعة الموتى.
لأنهم يولمون في ليلتها أي مساء الخميس، وعادة ماتكون الوليمة شاة يذبحونها لتكون جاهزة ساعة الإفطار، وتقدم مع الأرز أو الخبز "الفراشيح"، موضحا أن الفراشيح وهو نوع من الخبز يجرى فرشه في قاع الإناء ويوضع أعلاه الأرز الأبيض وفوقه لحم الضأن واللبن الحامض، وتجتمع الأسرة ومن حضر ساعة الإفطار،، (إللى جابته القسمة)، ثم يقرأون الفاتحة ترحما على موتاهم ثم تبدأ بعد ذلك الاستعدادات للعيد فيختارون مكانا وسطا بين التجمعات يسمونه (المعيد) أي مكان العيد فيبنون فيه بيوت الشعر جنبا إلى جنب لتشكل صفا طويلا قد يصل إلى عشرين بيتا ثم يختارون مكانا يبعد قليلا عن بيوت الأسر ويبنون بيتا من الشعر ليكون المقعد الذى يجتمع فيه الرجال، ومن يأتى إليهم مهنئا بالعيد وفى صبيحة العيد وبعد الصلاة يخرج كل بيت صحن الإفطار فيكون تشكيلة متعددة فيفطرون معا ثم يقومون بالمعيادة والتزاور والتهنئة.
من جانب آخر أكد الشيخ موسى حسن المزيني من قبيلة المزينة أن الضيافة عند البدو أمر عظيم لا يفوقها أي أمر آخر، وإكرام الضيف هي الصفة الملازمة لأهل البادية وخاصة في شهر رمضان المعظم وهي أحد أركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثونها، مشيرا إلى أن من أشهر الأكلات البدوية في شهر رمضان "الجريشة"، وهي قمح مجروش على الرحى يخلط بالسمن الشيحي واللبن الحامض (السمن الشيحي يستخلص من زبدة ماعز مخلوطة بالكركم والأعشاب الجبلية الجميلة) والمعدوس(الكشري أرز بالعدس) والسمك المجفف الصيادية والمسلوقة واللحم الشطير لحم الصيد، ومن أشهر السكريات الزلابية والرقاق بالسكر وفي السحور الفتة بلبن الماعز الحامض(الرايب).