الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ليالى القاهرة| قاهرة المعز(7).. أسوارها وأبوابها «3»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتفرد مدينة القاهرة بسحر خاص، تجذب إليها القلوب قبل العيون، عجز المؤخرون والمستشرقون على وصفها، فكل من يأتى إليها يأبى الرحيل، وكأنها “النداهة” التى تشدو بصوتها العذب لتجذب إليها كل من تخطو قدمه عليها، فهى مزيج من العبقرية والجنون، أما لياليها فلها مذاق خاص، التجوال في شوارعها حتى مطلع الفجر، فهى المدينة التى لا تنام. وعلى مدى شهر رمضان المبارك سنروى حكاية تلك المدينة الساحرة، أم المدن، «القاهرة» سنتحدث عن مساجدها، وكنائسها ومبانيها، وحكايات أشخاص عاشوا فيها، وغزاه وأحباب سنروى حكايتها منذ نشأتها.
تحصين القاهرة.. لم يقف طموح المعز وقائده جوهر عند حد تحصين القاهرة بالأسوار فقط، وإنما كان لا بد أن يقام أبواب للتمكن من دخول المدينة، وكان لتلك الأبواب حراسة دائمة في الليل والنهار، ما جعلهم يطلقون عليها «المحروسة».
فكانت لمدينة القاهرة شخصيتها المتميزة بين نظائرها في مختلف الدول العربية الأخرى، فتتقاطع شوارعها الضيقة الكثيرة مكونة ما يشبه بالشبكة المتعرجة، وقد خط "جوهر" ٧ شوارع منها بنفسه.
وكانت للقاهرة ثمانية أبواب، حيث يتخلل كل سور من أسوار القاهرة الأربعة بابان، ففي الجنوب نجد باب زويلة، ويعود الاسم إلى قبيلة زويلة وهي إحدى قبائل البربر، وكانا عند مسجد ابن البناء وعند الحجارين، ومسجد ابن البناء هو الذي يعرف الآن باسم "زاوية العقادين، ويقع بجوار سبيل العقادين بشارع المناخلية، وكان يطلق عليه العامة "زاوية سام بن نوح"، وقام ببناء المسجد الحاكم بأمر الله.
وقد أزيل البابان في عهد أمير الجيوش "بدر الدين الجمالي" وشيد مكانهما باب زويلة الكبير والموجود حتى اليوم، ويطلق عليه "باب المتولي".
وثالث أبواب القاهرة هو «باب الفرج»، والذي يمكن الوصول إليه عبر حارة الجداوي، بجوار جامع المؤيد، والذي كان يحتوي على ضريح "سيدي فرج". ورابع أبواب المحروسة هو «باب النصر» وكان في بداية الأمر يقع أمام جامع الحاكم بالقرب من المكان الحالي للباب، و«باب الفتوح» وكان يقع على رأس حارة بهاء الدين.
أما الجهة الشرقية من القاهرة فكان يقع فيها بابان، الأول «باب القراطين» (المحروق) وأطلق عليه هذا الاسم بسبب ما فعله ٧٠٠ مملوك عندما هربوا من القاهرة، بعد مقتل الأمير أقطاي، فقد تركوا بيوتهم أثناء الليل، وعندما وصلوا إلى الباب وجدوه مغلقًا فأشعلوا فيه النيران حتى سقط إثر الحريق، وتمكنوا من الخروج والهرب، ومنذ تلك الواقعة وقد أطلق عليه الباب المحروق، أما الباب الثاني فهو «باب البرقية» والذي كان يقع بالقرب من الباب المحروق والجامع الأزهر، وقد نسب إلى جنود "برقة" ثم عرف بعد ذلك بباب الغريب.
أما الجهة الغربية والمطلة على الخليج الكبير فكان فيها "باب سعادة" وهو أول أبواب السور الغربي، وأطلق عليه اسم "سعادة" تيمنًا باسم سعاد بن حيان غلام المعز لدين الله وأحد قواده، وذلك لأنه عندما أتى إلى القاهرة من بلاد المغرب نزل بالجيزة ودخل من هذا الباب، ومنذ تلك اللحظة أطلق عليه "باب سعادة"، وهو يقع بالقرب من الركن الشمالي الشرقي لمحكمة الاستئناف.
وباب القنطرة أو الجسر، وقد عرف بذلك الاسم لأن القائد جوهر قد قام ببناء قنطرة فوق الخليج، وكان موضعه على مدخل شارع أمير الجيوش الجواني باتجاه مدرسة باب الشعرية، وقد أطلق عليه اسم باب الشعرية على الرغم من أن ذلك الباب كان قائمًا غرب الخليج بميدان العدوي أي بين شارع العدوي وسوق الجراية.
وكان لكل باب من أبواب القاهرة حكاية، فكان باب زويلة سيئ السمعة، وكان ينظر إليه بأنه باب شؤم، وأن أي شخص يمر من خلاله يفقد تجارته وأمواله، فكان الباب مسرحًا لتنفيذ أحكام الإعدام، والتي كان يشاهدها العامة. وبعدما انتهى "المعز" وقائده جوهر من تحصين المدينة قد بدأ في تشييد المنازل والمساجد لتعمر المدينة المحصنة، وكان أول البناء في تلك الفترة هو الجامع الأزهر والذي استغرق تشييده عامين.