الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على سيرة مريم المصرية السائحة "التائبة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاشت صاحبة السيرة مريم التائبة سبعة عشر عاما في الخطيئة، ولها قصة عجيبة، ويحتفل تاريخ الكنيسة بذكري رحيلها اليوم ٦ برمودة.
"البوابة نيوز" تستعرض قصة حياتها التي ذكرتها مصادر عدة وأجمعت على توبتها.

نشأتها
ولدت مريم بمدينة الإسكندرية نحو سنة 61 ش (345م ) من أبوين مسيحيين. وبدات رحلتها مع السقوط وعمرها ١٢ عامًا فقط، وسافرت إلى بيت المقدس واستمرت في حياة الخطية، ولما أرادت الدخول من باب كنيسة القيامة شعرت بقوة خفية جذبها من الخلف ويذكر السنكسار قصتها الغريبة وتوحدها.
وكانت كلما أرادت الدخول تشعر بمن يمنعها وللحال تحققت أن ذلك لسبب نجاستها. فرفعت عينيها وهي منكسرة القلب وبكت مستشفعة بالسيدة العذراء وسألتها بدموع حارة أن تتشفع فيها لدي ابنها الحبيب ثم تشجعت وأرادت الدخول مع الداخلين فلم تجد ممانعة فدخلت مع الساجدين وصلت إلى الله طالبة أن يرشدها إلى ما يرضيه.

طريق التوبة
وقفت أمام أيقونة العذراء وتوسلت إليها بحرارة أن ترشدها إلى حيث خلاص نفسها، فأتاها صوت من ناحية الأيقونة يقول: "إذا عبرت الأردن تجدين راحة وطمأنينة"، فنهضت مسرعة وخرجت من ساحة القيامة، وفي الطريق قابلها إنسان، وأعطاها ثلاثة دراهم من الفضة ابتاعت بها ثلاثة أرغفة من الخبز ثم عبرت نهر الأردن إلى البرية ومكثت بها سبعا وأربعين سنة، منها سبع عشرة سنة وهي تقاتل العدو ضد الإثم الذي تابت عنه حتى تغلبت بنعمة الله وكانت تقتات طول هذه المدة بالحشائش، وفي السنة الخامسة والأربعين لساحتها خرج القديس زوسيما القس إلى البرية حسب عادة الرهبان هناك في مدة صوم الأربعين المقدسة للاختلاء والتنسك.
وبينما هو يسير في البيداء رأي هذه القديسة عن بعد فظنها خيالا وصلي إلى الله أن يكشف له أمر هذا الخيال. فألهم أنه إنسان. فأراد اللحاق به فكان يهرب أمامه ولما رأت أنه لم يكف عن تعقبها نادته من وراء أكمة قائلة: يا زوسيما إن شئت أن تخاطبني فارم شيئا أستتر به لأني عارية. فتعجب إذ دعته باسمه. ورمي لها ما استترت به فجاءت إليه وبعد السلام والمطانيات سألته أن يصلي عليها لأنه كان كاهنا واستوضحها عن سيرتها. فقصت عليه جميع ما جري لها من أول عمرها إلى ذلك الوقت. ثم التمست منه أن يحضر معه في العام القادم القربان المقدس ليناولها منه.

وفاتها
في العام التالي حضر إليها وناولها من السرائر الإلهية ثم قدم لها ما معه من التمر والعدس فتناولت بعض حبات من العدس المبلول، وسألته أن يعود في العام المقبل وحضر إليها في الميعاد فوجدها قد توفيت ورأي أسدا واقفا بجوارها. وعند رأسها مكتوب: " ادفن مريم المسكينة في التراب الذي منه أخذت " فتعجب من الكتابة ومن الأسد. وفيما هو مفكر كيف يحفر الأرض لمواراتها تقدم الأسد وحفر الأرض بمخالبه فصلي الأب عليها ودفنها. ثم عاد إلى ديره وأخبر الرهبان بسيرة هذه القديسة فازدادوا ثباتا في المراحم الإلهية وتقدما في السيرة الروحية وكانت سنين حياتها ستة وسبعين سنة.