الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات مجهولة| طه حسين عن "إخوان الصفا": كنز مخفي ودائرة معارف إسلامية

طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشاد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين برسائل "إحوان الصفا وخلان الوفا" حيث وصفها بـ"دائرة المعارف الإسلامية" وعدها من الكنوز التى لم يحسن استغلالها بعد، يمكن أن يجلو قطعة من حياة الأمة الإسلامية.
يقول: تمثل الحياة العقلية فى ذلك العصر، كما تمثل الحياة السياسية أو قل أقوى من تمثيلها للحياة السياسية، فهى مرآة تنعكس فيها الحياة العقلية انعكاسا مباشرا، ونحن نرى فيها هذه الحياة واضحة جلية، نرى أن العقل الإسلامى فى القرن الرابع كان قد وعى ما نقل إليه من فلسفة اليونان وحكمة الهند وآداب الفرس والآداب العربية والإسلام وغيره من الديانات السماوية وغير السماوية.
وعن فائدتها لفت العميد إلى أن دراسة هذه الرسائل مفيد للذين يريدون أن يدرسوا تاريخ الفلسفة الإسلامية؛ لأنه يمثل عصرا من أنضر العصور الفلسفية فى الإسلام! ومن يدري؟ لعل قراءة هذا الكتاب فى عناية وتحقيق تكشف عن أشياء لم تظهر بعد.
ويعتقد الدكتور طه حسين أن لغة الرسائل أدبية من نوع رفيع، حيث ابتعدت عن تعقيدات الفلسفة وعن صعوبات اللغة، حيث يقول: على أن من الحق أن نَلفت الناس إلى أن هذه الرسائل لم تقصد بها الفلسفة من حيث هي، ولا العلم من حيث هو، وإنما أُريد بها تكوين ثقافة معينة تهيئ لنحو من السياسة معين، ففيها من التأويل والدوران، وفيها من الحيل والخيال ما يحسن الالتفات إليه والاحتياط منه.
ويتابع أن لـ"رسائل إخوان الصفاء" قيمة أخرى لم أُشر إليها بعد، وهى قيمتها الفنية الخالصة؛ فهى من حيث إنها تتجه إلى جمهرة الناس للتعليم والتثقيف قد عِدل فيها عن العسر الفلسفى إلى اليسر الأدبي، وعنى كتَّابها بألفاظها وأساليبها عناية أدبية خاصة، ففيها خيال كثير، وفيها تشبيه متقن، وفيها ألفاظ متخيرة ومعان ميسرة، وليس من الغلو أن يُقال إنها قاربت المثل الأعلى فى تذليل اللغة العربية وتيسيرها لقبول ألوان العلم على اختلافها، ولو أن لدينا من الذين يعنون بالدرس الأدبى جماعة َّتتوفر على رسائل إخوان الصفاء درسا وتحليلا ونقدا لكان من الممتع أن نتبين ما فيها من الشخصيات الفنية المتفاوتة، بل لكان من الممكن أن نستكشف بعض هذه الشخصيات، ومن يدري، لعل منها شخصيات معروفة كتبت فى الأدب والفلسفة والعلم وعرفت كتبها واشتركت فى هذه الرسائل سرًا.