الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رائدات من زمن فات| إحسان شريف.. بنت سلطح باشا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبو الفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة، اللاتي قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد اختص المؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة «البوابة» بموسوعته الجديدة غير المسبوقة، التي تحمل عنوان «سيدات المسرح المصري»، التى لم تنشر حتى الآن؛ حيث تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري. ويصبح لنا السبق في نشر 30 رائدة مسرحية على مدى ليالي رمضان الكريم، بهدف القاء الضوء على رائدات المسرح المصري بمختلف تصنيفاته، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتي برعن في تجسيد دور «الأم» لأهمية هذه الشخصية المحورية في الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.
شهدت مدرسة “حلوان الثانوية للبنات» بداية حب الفنانة إحسان شريف، للتمثيل وتعلقها به والنبوغ فيه، حيث كانت بدايتها في ثلاثينات القرن الماضي من خلال مشاركاتها ببعض فرق الهواة، وقد بدأت بعد ذلك مشوارها الفنى في الاحتراف بتمثيل بعض الأدوار الصغيرة مع عدة فرق مسرحية ومن بينها فرقتي: “نجيب الريحاني”، » على الكسار» وغيرهما، ثم تنقلت بين أكثر من فرقة طوال فترة الثلاثينات، حتى نجحت في الانضمام إلى “الفرقة القومية» وذلك بفضل مساندة الرائد زكي طليمات، الذي اقتنع بموهبتها، وتزوجها فيما بعد.
يوضح الدكتور عمرو دوارة، أنه من الطبيعي بعد نجاحها في إثبات موهبتها بالعروض المسرحية وصقلها بالخبرة انتقالها إلى عالم السينما عام ١٩٤٤ بفيلم “ابنتي”، واستمرت في أداء بعض الأدوار الصغيرة في مجموعة من الأفلام حتى شاركت في فيلم “هدية» عام ١٩٤٧ مع محمود ذو الفقار، ثم انقطعت فترة عن التمثيل بالسينما لمدة تقترب من ست سنوات، وبعد فترة التوقف عادت مرة أخرى للعمل بالسينما من خلال فيلم “بين قلبين» مع شادية، كمال الشناوي، موضحا أنها نجحت في تجسيد عدة أدوار متميزة بالسينما من بينها شخصية الحماة الصامتة التي تمصمص شفاهها بصفة دائمة كعلامة للاعتراض والامتعاض في فيلم “أم العروسة”، وكذلك شخصية السيدة الصعيدية في فيلم “البوسطجي”، بخلاف أدوارها السابقة التي تميزت بتجسيدها لشخصية العانس شقيقة جدو عزيز في فيلم “أين عمري؟» ١٩٥٧، والذي جسدت خلاله شخصية أخت الباشا العانس مع ماجدة، زكي رستم، كما قدمت دورا آخر أكثر قوة بفيلم “أرض السلام» بوصفها امرأة فلسطينية مقاومة مع فاتن حمامة، عمر الشريف، وراهبة الكنيسة بفيلم “الناصر صلاح الدين”، وشخصية داية القرية الثرثارة التي تنقل الأخبار بفيلم “البوسطجى”، وشخصية الأم في “أنف وثلاث عيون”، و”الرصاصة لا تزال في جيبى”، فضلا عن تجسيدها لشخصية والدة الفنان أحمد زكي بفيلم “النمر الأسود”.
ويشير دوارة إلى أن المخرج السينمائي فطين عبدالوهاب، استطاع أن يكشف النقاب عن مواهب كوميدية كبيرة لدي الفنانة إحسان شريف، وذلك عندما أسند إليها عام ١٩٦٠ تجسيد شخصية “بهيجة هانم بنت سلطح باشا» الثرية الأرستقراطية ذات النفخة الكدابة زوجة يوسف وهبي، ووالدة سعاد حسني، في فيلم “إشاعة حب”، إلى جانب مشاركتها في الأعمال الإذاعية والتلفزيونية منها: “أبناء العطش”، “ميراث الغضب”، “العنكبوت”، “اللسان المر”، “الدوامة» وغيرها، فقد تنوعت أدوارها بصفة عامة بين الميلودراما، والكوميديا، وأيضا بين أدوار المرأة الأرستقراطية، والشعبية.
ظل المسرح هو المجال الذي تفجرت هوايتها لفن التمثيل به، كما أثبتت وأكدت موهبتها من خلاله بعدما تعلمت أصول التمثيل بفضل نخبة من أخلص أساتذته في مقدمتهم: “زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي”، ففي المسرح القومي قدمت “الوطن» في ١٩٤٢، “أدم وحوا، شارع عماد الدين، متلوف، شارع البهلوان، حواء الخالدة، عفاريت المرحومين، الموت يأخذ إجازة، أول بختي، حسن الشحات، مشغول بغيري، صلاح الدين ومملكة أورشليم، عفريت مراتي، الحالة ج، الناصر، الشرف الياباني، حب موديل ٤٨، اليوم خمر، اللص، شقة للإيجار، بنات الهوى، الذهب، السر الهائل، عيلة مجانين، أولاد الفقراء، خفايا القاهرة، سكان العمارة، شجرة الدر، حواء، تحت الرماد، ملك القطن، الوارثة، سيأتي الوقت، ثورة الموتى، الشيخ متلوف، الناس إللي فوق، الست هدى، بداية ونهاية، أفراح الأنجال، شقة للإيجار، الموت يأخذ إجازة، القضية، بيت برنارد ألبا، دكتور كنوك، سليمان الحلبي، ثلاث ليالي، الليلة السوداء، أقوى من الزمن”، “رابعة العدوية» في ١٩٨٠.
كما قدمت على مسرح الحكيم: “آه يا ليل يا قمر» في ١٩٦٧، “البيانو» في ١٩٦٩، أما مسرح الطليعة قدمت “يا عنتر» في ١٩٧٧، إلى جانب بعض المسرحيات التي تم إنتاجها للتصوير التلفزيوني منها: “القصة المزدوجة للدكتور بالمي، روفيدة أول طبيبة في الإسلام”، وقد تعاونت من خلال مشاركتها المسرحية مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم: “زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي، سراج منير، نور الدمرداش، سعيد أبو بكر، كمال يس، كمال حسين، جلال الشرقاوي، أحمد عبدالحليم، سمير العصفوري”، حتى رحلت بعد رحلة فنية ثرية في ٨ سبتمبر عام ١٩٨٥.