أكد الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، قرب منع التوريق بجامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم، وافتتاح وحدة التحول الرقمى التى يتم تأسيسها بإدارة جامعة الأزهر بالقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكشف المحرصاوي أن الهدف الرئيس من تأسيس وحدة التحول الرقمى، توفير البنية الأساسية وتأمين المعلومات والنظم والتطبيقات والدعم الفنى والإحصاءات والتقارير والنشر المعلوماتى، وإعداد قاعدة بيانات موحدة لربط جميع مؤسسات الجامعة بالقاهرة والأقاليم بعضها ببعض من خلال شبكة موحدة.
أشار في تصريح خاص لـ"البوابة"، إلى أن وحدة التحول الرقمى سوف تكون مدعمة بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة، التى تحدث طفرة حقيقة على جميع المستويات، وتسهم بشكل مباشر في تحول جامعة الأزهر إلى جامعة ذكية.
وأوضح أن وحدة التحول الرقمى تعد صرحًا تكنولوجيًّا عملاقًا داخل جامعة الأزهر يمثل قيمة مضافة في دعم إستراتيجية الدولة للتحول الرقمى في إطار الجهود الرامية لتحقيق التنمية الشاملة وبناء الدولة الحديثة.
من جانبه استعرض الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، خلال المؤتمر الافتراضى الدولي الأول والخاص بالتحول الرقمى"الوافدين والتحول الرقمى (التطلعات - التحديات)، الذى انعقد على مدى 3 أيام بمشاركة واسعة لدبلوماسيين وعلماء من أنحاء العالم، والذى يأتى ضمن استجابة من الأزهر الشريف لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، جهود الأزهر في مواكبة ثورة تكنولوجيا المعلومات وتفعيل التحول الرقمى داخل قطاعات المؤسسة، إلى جانب تقديم خدمات تعليمية وإدارية قادرة على مواكبة التغيرات، وخدمات معلوماتية عبر بوابة الأزهر الإلكترونية شاملة موضوعات إعلامية وخدمية وتعليمية.
وأشار "الضوينى" إلى أنه أصبح من الضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة لحل المشكلات في النظم التعليمية من خلال الأدوات التكنولوجية المتنوعة، وخاصة التطورات على شبكة المعلومات الدولية التي تتيح المعرفة والمعلومات بشكل غير محدود.
وشدد وكيل الأزهر على أن رؤية المؤتمر المستقبلية لتعليم الطلاب الوافدين بالأزهر تأتى في ظل تسارع العالم للتخلص من الطرق والقيود التقليدية القديمة المعتمدة في عملية التعليم، واستبدالها بأساليب حديثة تعتمد على استخدام أحدث الوسائل التى يتيحها، مؤكدًا أنه لزامًا على المؤسسات التعليمية إيجاد نظام تعليمى برؤية مستقبلية وسيناريوهات بديلة لسياسات التدريس والتعلم المطلوبة لمواكبة هذه التغيرات الحديثة التي تتيح للطلاب الوصول للمعلومات والأفكار.
ولفت إلى أنه في إطار التحول الرقمي للمعاهد، سعى الأزهر إلى تقديم خدمات تعليمية وإدارية قادرة على مواكبة التغيرات، ومن أهم ما قدمه الأزهر، نشر نظام إدارة شئون الطلاب بالمعاهد الأزهرية على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى الربط الشبكى بين القطاعات الرئيسة والمناطق الأزهرية بجميع المحافظات، كما تم توفير خدمة (IP Phone) على الشبكة الداخلية، وتوفير خدمة الإنترنت لجميع الإدارات التعليمية، بالإضافة إلى تأمين البيانات الرقمية بالداتا سنتر.
وأبرز الضوينى التطور الذى شهده الأزهر فيما يتعلق بالتقدم للمعاهد الأزهرية (رياض أطفال وابتدائى، والشهادة الثانوية) إلكترونيًا، وإنشاء نظام معلومات إحصائى شامل للمعاهد ومقومات العملية التعليمية، إلى جانب نظام إلكتروني لشئون الطلاب لجميع المعاهد الأزهرية يشمل بيانات طلاب المعاهد الأزهرية، والعديد من الخدمات والإحصائيات عن الطلاب.
وبالنسبة للمحتوى التعليمى أوضح "الضوينى" أن الأزهر انتهى من إعداد محتوى تفاعلى للمواد الأزهرية للصف الأول الثانوي ويجرى حاليا استكمال باقى الصفوف الدراسية، وإعداد حلقات فيديو للمواد الأزهرية للمرحلتين الإعدادية والأزهرية، وتم نشرها على بوابة الأزهر ومنصات التواصل، إلى جانب إعداد محتوى تفاعلي لمرحلة رياض الأطفال طبقا للمنهج الجديد.
وفيما يخص المنصات الرقمية فقد تم توفير صفحات خاصة بالمنهج الدراسي (الكتب الدراسية - نواتج التعلم – الكتاب الإلكترونى) لجميع الصفوف الدراسية على بوابة الأزهر، مع توفير خدمات أوفيس 365 التعليمية من ميكروسوفت للمعلم والطالب، وتم تسليم إيميل مؤسسى لجميع العاملين بالأزهر الشريف، وقد استفاد مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين من هذه الخدمة بشكل ملحوظ من خلال المحاضرات والاختبارات للطلاب من بعض الدول الآسيوية.
بينما أكدت الدكتورة نهلة الصعيدى، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، أن مؤتمر التحول الرقمى، محاولة جادة من الأزهر للجمع بين الأطر التعليمية والاجتماعية والتكنولوجية، ويفتح الطريق للانطلاق إلى آفاق جديدة في تعليم الوافدين بما يتناسب مع مكانة مصر العلمية ورسالة الأزهر العالمية.
من جانبه، أكد الدكتور خالد فاروق الهوارى، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة الأزهر، ضرورة تبنى معايير علمية واضحة لتصميم الاختبارات الإلكترونية للكفاءة اللغوية للناطقين بغير العربية في جامعة الأزهر، وضرورة التنسيق بين الجامعات والهيئات والمؤسسات المختلفة في الوطن العربى في هذا المجال، بهدف توحيد الجهود نحو إعداد اختبارات إلكترونية لقياس الكفاءة اللغوية، مؤكدًا أهمية حرص الأزهر على تشكيل لجنة من المتخصصين لتصميم وثيقة لبناء معايير تعليم اللغة العربية، باعتباره القوة الناعمة والقيمة الرمزية لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، مع عقد دورات تدريبية للمعلمين والمهتمين بقضايا اللغة العربية.
فيما أكد المهندس زياد عبد التواب، مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء لنظم المعلومات والتحول الرقمي، أن انضمام تعليم الوافدين بالأزهر لمنظومة «التعليم عن بعد» هو أمر مثالى في ظل وجود جائحة كورونا وما فرضته من تداعيات على العالم أجمع أدت إلى التباعد الاجتماعي، موضحا أنَّ التعليم عن بعد يوفر أكثر من ٦٠٪ من تكلفة التعليم التقليدى سواء على المؤسسات التعليمية أو الطلاب أنفسهم.
في ذات السياق كشف الدكتور خالد عرفان، عميد كلية التربية بجامعة الأزهر، عن عدد من التوصيات للمؤتمر الافتراضى السنوى الأول الذى عقده مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف بعنوان: «التقويم الرقمى للوافدين بين الأدوات والآليات»، تحت شعار «نحو أنموذج جديد في تعليم الوافدين بالأزهر»، أهمها: تبني إستراتيجية واضحة ذات مدى زمنر مناسب للتحول الرقمى في منظومة تعليم الوافدين تحقق التحول التدريجى الذى يضمن أكبر معدل للنجاح بعيدا عن الإخفاقات التى تنتج من الرقمى المفاجئ غير المدروس.
إنشاء مؤسسات التعليم الأزهرى الرقمية وأهمها معاهد التعليم الأزهرى الافتراضية ومعاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وجامعة الأزهر الافتراضى، مما يعظم من تواجد التعليم الأزهرى في العالم الافتراضى اتساقا مع المتغيرات العصرية وبما يضمن تنافسية التعليم الأزهرى محليا واقليميا ودوليا.