ملامح أنهكها الزمن ووجه تكسوه الهموم، يجاهد ثقل البوح ويصارع أمواج الحياة، لكن بعدما فاض به الكيل وثقلت همومه، نطق بكلمات مغلفة بالدموع:" أنا خايف أموت ملقيش مكان أدفن فيها ولا كفن، وبوصى الناس يدفنون في مقابر الصدقة ويجبولى كفن، كان نفسى أعلم عيالى وأستقر بهم في مكان زى الناس، لكن المرض غدار، ولو رجع الزمن بى مكنتش هخلف ٧ عيال».
عم عادل يبلغ من العمر ٥١ عاما، يعمل على عربة كبدة جملى، بطريق كرداسة، ليرعى أسرته المكونة من ٧ أولاد وزوجته، بعد أن أقعده المرض عن مهنته الاصلية، حيث كان يعمل سائقا، لكن إجراءه عملية قلب مفتوح حالت بينه وبين هذه المهنة، بالإضافة لإصابته بالضغط والسكر.
طاف عم عادل كثير من الأماكن بسبب عدم قدرته على سداد الإيجار حتى انتهى به المطاف على طريق كرداسة بمحافظة الجيزة، ورغم حاجته وتعبه الشديد لم يقبل أن يكون عالة على الناس، وفضل أن يكسب عيشه من بيع الكبدة التى يشتريها بالأجل، فيكون مكسبه منها بالكاد يسد احتياجات أسرته اليومية.
ورغم أنه حديث في هذه المهنة إلا أن الله جعل في وجه القبول واكتسب سمعة طيبة في المنطقة، وبدأ الناس يعرفونه ويأتون له من كل مكان، لكن لأنه لا يمتلك رأس المال ليعمل به، ويشترى البضاعة بالأجل فمكسبه لا يذكر، ورغم عمله كسائق وتسديد للتأمينات، إلا أنه يواجه مشكلات في صرف معاشه الذى يستحقه ويسلم أمره لله، رغم انه يحتاج كل جنيه لأولاده وعلاجه.
ويناشد عم عادل المسئولين بوزارة التضامن الاجتماعي، مساعدته لإكمال إجراءات معاشه، وحصوله على مبلغ مادى يساعده في تكبير مشروعه لتعليم أولاده.
