الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"كل الخيارات مفتوحة واللي عمله ربنا لن يغيره البشر".. رسائل السيسي لإثيوبيا.. وخبراء: قوية ومد يده بالتعاون لا الخلاف.. والتنسيق بين القاهرة والخرطوم على أعلى مستوى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فصل جديد من الدبلوماسية المصرية في أزمة النهضة دعى خلاله الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التعاون لا الخلاف، ووصفه بأنه الخيار الأفضل، ووجه رسالة تحذير مجددا بأن أي محاولات للإضرار بأمن مصر المائي سيقابل بعدم تهاون، وأشار إلى أن كل الخيارات مفتوحة للتعامل حال التعنت والإصرار بإلحاق الضرر، جاء ذلك على هامش افتتاح مجمع "الإصدارات المؤمنة والذكية بالأمس، ما قوبل بترحيب من الخبراء الذين أيدوا مضمون الرسالة ودعوا الجانب الإثيوبي للالتزام بالمفوضات وعدم الإضرار بحقوق دول المصب. 


ويقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الرئيس السيسي وجه خطاب قوى يؤكد على الموقف المصري بأن الأمن المائي المصري هو أمن قومي وغير مسموح لأى أحد المساس بقطرة واحدة من حصة مياه مصر في نهر النيل ويجب على الجانب الإثيوبي عدم الاستهانة أو التفكير بالمساس بأمننا المائي. وفى نفس الوقت بأن يمد يد التعاون لا التصارع وطلب أن نلتقى في وسط الطريق حتى لا يتضرر أحد.
وتابع "نور الدين": إثيوبيا أخطأت في جزئين، أولها ليس من حقها تخزين هذا الكم الهائل من مليارات المتر مكعب من المياه الذى يصل لأكثر من 75 مليار متر مكعب من المياه أي ما يقارب كل مياه النيل الأزرق في عامين، ثانيَا، ليس من حقها تحويل النهر إلى بحيرة ولا تجعل من مدينة "بنى شنقول" هى مصب النهر للنيل الأزرق بدلا من المصب الطبيعي للنهر النيل وهو البحر المتوسط مروا بنهر النيل بمصر، وهنا أشار الرئيس بعدم المساس بطبيعة التدفق الطبيعي للنهر، فمصر لا تسحب أي نقطة مياه من إثيوبيا ولا أنهارها ولا النيل الأبيض الدول المستفيدة منه، فالكل يأخذ كفايته ومصر لم تطلب أى من الدول المشاركة في "المصب أو المنبع" عدم استخدام المياه أو البحيرات العزبة فكل دول منابع نهر النيل تأخذ كفايتها وتبقى حصة مصر الطبيعية، لا فضل لدولة أثوبيا كونها دولة منبع ولا عيب على مصر كونها دولة مصب فالجميع مشتركون وينبغى أن نعيش مع ما خلق الله وقدرة بأن نهر النيل مورد طبيعى وخيراته للجميع وليس لإثيوبيا الحق في تغيير الطبيعة التى خلقها الله.


الجدير بالذكر بأن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت في وقت مبكر من الأسبوع الجاري في كينشاسا، إذ لم تسفر عن الوصول لاتفاق بين مصر، وإثيوبيا، والسودان على آلية لملء وتشغيل سد النهضة. وأكد السيسي مرة أخرى على مطالبات مصر المشروعة في حصتها من مياه نهر النيل بموجب القانون الدولي، قائلا: "اللي نزل المياه هناك ربنا، واللي خلاها تيجي مصر ربنا، لو لم تكن الأرض مرتفعة عندنا لم يكن ليصلنا شي، واللي عمله ربنا لن يغيره البشر.
وهنا يقول الدكتور ضياء القوصي مستشار وزير الري سابقًا، إن أطماع إثيوبيا غير المشروعة رغم أن لديها بحيرة تانا الضخمة التى ينبع منها النيل الأزرق ولا تكتفى بها ولا بحيرة نهر تكيزى الذى تحجز بها 10 مليارات متر مكعب مياه وتطمع في الحصول على حصة من مياه النيل الأزرق لا تحتاجها لأنها لديها 9 أحواض نهار مياه توفر لها مليارات المتر مكعب من المياه.
ويواصل "القوصى": التنسيق بين القاهرة والخرطوم على أعلى مستوى ولابد أن يعلم الجانب الاثيوبى أن للصبر حدود وعليها بالمشاركة في المفاوضات بنية الوصول لاتفاق قانونى ملزم قبل البدء في الملىء الثانى للسد، وأى محاولة لفرض الوصاية غير مقبول ولن نتهاون بالمساس بأى قطرة من حصتنا بالمياه
وحرى بالذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان قد حذر مجددا إثيوبيا من مغبة المساس بحصة مصر في نهر النيل، قائلا إنه "لا يجب الوصول لمرحلة أن تمس نقطة مياه من مصر"، مكررا تحذيره السابق الأسبوع الماضي، إذ قال آنذاك إن المساس بحصة مصر في مياه النيل سيسفر عن حالة من الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد. ومن جانبها، جددت إثيوبيا رفضها لمقترح السودان المدعوم من مصر بإنشاء رباعية دولية مكونة من الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأفريقي للتوسط في المفاوضات، وقالت أديس أبابا إنها ترغب في أن يستمر الاتحاد الأفريقي في رعاية المحادثات، كما لم تتراجع عن خططها المضي قدما في الملء الثاني للسد في موسم الأمطار خلال يوليو المقبل.