الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

وليد الدرملي يكتب: النبيل والوزير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابعنا عن كثب وباهتمام بالغ الحدث الأسطوري لنقل مومياوات ملوك وملكات مصر من متحف التحرير إلى المتحف القومي الحضارة بالفسطاط، وشعرنا جميعا كمصريين بقيمة هذا الوطن وروعة حضارته التي شهد لها العالم، ذلك الحدث الذي سخرت وزارة الآثار له كل إمكانياتها من أجل تلك اللحظة اعترافا منها بقيمة هؤلاء الملوك والملكات واعترافا بما صنعوه من أجل مصر على مر العصور التاريخية المختلفة.
وتضافرت جهود كل الجهات المعنية من أجل انطلاق الحدث بصورة تليق بمكانة هؤلاء الملوك وتعكس صورة حضارة هذا الشعب أمام العالم أجمع، وطالما نتحدث عن الإعتراف بالجهود التي قام بها آخرين وعن حقوقهم الأدبية التي يجب مراعاتها، كان يجب على الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار أن يتوج ما بذله من جهد ملموس في هذا الحدث بكلمة وفاء وعرفان والاعتراف بالحق الأدبي لصاحب فكرة إنشاء متحف الحضارة، وهو الفنان الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، صانع الإنجازات والصروح الشامخة والمشروعات الثقافية العملاقة على مدى ٢٣ عاما هي عمر توليه حقيبة الثقافة.
واعتقدت كما اعتقد جميع المتابعين للحدث أمام شاشات التلفاز أن وزير الآثار الحالي لن يسقط الحقوق الأدبية الموثقة بالمستندات وبالصوت والصورة والتي تقر بأن أول سنبلة غرست في هذا المتحف كانت بيد فاروق حسني، وإذا بالعناني يسقط اسم الوزير الأسبق من كلمته في حفل الافتتاح وتحدث عن المتحف وكأنه بدأ وانتهى في عهده، بل وترفع عن ذكر أي اسم من قيادات الثقافة والتي كانت الآثار تقع ضمن قطاعاتها قبل ٢٥ يناير.
ولمن لا يعرف، فاللجنة العليا التي تم تشكيلها وتكليفها آنذاك بالإشراف على إنشاء ومتابعة المتحف كانت تضم أسماء ضخمة وجهابذة من صفوة علماء مصر في مجالاتهم لا يسعنا الوقت هنا لسرد سيرتهم الذاتية بالكامل ولكننا نقتطف منها بعضها منهم الدكتور الغزالي كسيبه استشاري المشروع في ذلك الوقت وهو واحدا من أعلام العمارة في العصر الحديث والذي وضع تصميم متحف الحضارة والسفارة المصرية في جيبوتي، ومسجد حلوان، ومبنى اتحاد مقاولي البناء والتشييد.
وكذلك الدكتور على رضوان فهو أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة والحاصل على دكتوراه في الآثار المصرية القديمة في يوليو 1968 من جامعة ميونخ بألمانيا ورئيس قسم الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار - جامعة القاهرة (1980 - 1987).
أما الدكتور الراحل أسعد نديم فهو أستاذ الفولكلور والمأثورات الشعبية وخبير في ترميم الآثار‏، وحاصل على دكتوراة الفلسفة في الفولكلور من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية وخبير في الفولكلور التطبيقى وترميم وحفظ وتنمية المناطق الأثرية والتاريخية.‏
كما ضمت اللجنة المهندس محمد أبو سعدة الذي يشغل حاليا رئيس جهاز التنسيق الحضاري، وغيرهم من القامات العلمية المهمة ممن أغفلوا ذكرهم ولم يتم الإشارة إليهم في أي من مطبوعات الحدث كنوع من الحقوق الأدبية الواجبة لهم.
ومن النبل الذي يتمتع به فاروق حسني أنه رفض الحديث عن هذا المتحف إلا بأهميته الثقافية والسياحية ولم يتطرق لنفسه أو لمن كانوا معه أثناء تدشين متحف الحضاره.
ومن هنا فإن إسقاط اسم فاروق حسني أو عدم الإشارة إليه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها ضمن الأحداث المهمة التي تنظمها الآثار فكان هناك أيضا حدث من وجهة نظر الآثار أنه هام وهو نقل تمثال رمسيس داخل المتحف الكبير ووضعه في مكانه الأخير الحالي بالمتحف، رغم أن الحدث الأكبر بل والأهم هو نقل التمثال نفسه من ميدان باب الحديد إلى المتحف الكبير والذي قام به حسني.
ولكن فوجئنا تصريحات الدكتور خالد في ذلك اليوم لم يذكر كيف تم نقل التمثال من ميدان باب الحديد إلى ميدان الرماية في الهرم وإن كان ذلك من باب المعرفة للأجيال التي لم تشاهد ذلك الحدث آنذاك.
وعلي كل فإن فاروق حسني شاء من شاء وأبى من أبى هو وزير الإنجازات وأغلب المشروعات التي شهدتها الثقافة والآثار معا كانت بتوقيعه، وكنا نأمل بل ونتمنى أن يقتدي وزير السياحة والآثار وجميع القائمين على هذا الحدث العالمي الإقتداء برئيس الجمهورية أثناء افتتاحه مدينة الأدوية بالخانكة منذ أيام حينما وجه الشكر لأسرة اللواء الراحل صلاح الشاذلي، قائلا أن هناك جندي مجهول انتقل للرفيق الأعلى كان له الفضل منذ البداية في إنشاء هذه المدينة وهي مدينة الأدوية مشيرا إلى أن اللواء الراحل تحرك في دراسات لإقامة هذه المدينة منذ 8 سنوات، مضيفا، "بقول لأسرته متشكرين، مش ناسيين أبدا الرجالة العظام، وعلى كتفه طوال 7 سنين فاتوا كان المشروع بيتم التحرك والعمل فيه".
ووجه الرئيس بضرورة وضع اسم الراحل على أحد أهم الميادين بالقاهرة، وبالفعل شاء القدر بأن يحمل الميدان الملاصق لمتحف الحضارة اسم اللواء صلاح الشاذلي فما قاله السيد الرئيس كان بمثابة أعظم مثل في الوفاء والتقدير لأي شخص يساهم في أي مشروع قومي سواء كان هذا الشخص قد رحل أو ما زال حيا باقيا.