السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فى اهمية الفصل بين مقام الرسول ومقام النبى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
*افصلوا بين مقام الرسول والرساله الإلهية ماهو دينى وماهو بشرى
* افصلوا بين المقام (المعصوم) والمقام البشرى (غير المعصوم) بين نطق الرسول لكلام الله ونطقه لكلامه هو كبشر وانسان.
*أدركوا الطبيعة المزدوجة لشخص سيدنا محمد، (محمدالرسول) و(محمد الرئيس) رئيس مجتمع المؤمنين المبايعين له. 
* أدركوا أن تنظيم سيدنا محمد (ص) كقائد سياسى للحلال فى عصره ليس دينا.
* أدركوا أن الطاعة والأسوة فى المصحف لمحمد الرسول ولم تتقرر لمحمد النبى.
*افصلوا ايضا بين القول والنطق
فالقائل حسب المصحف عن الله الرسول الكريم جبريل والناطق للناس هو الرسول الخاتم محمد(ص)
* ولندخل إلى موضوع المقال فقد جاءت لفظة (الرسول) كما وردت لفظة (النبى) فى المصحف والفرق بينهما هائل طبعا ، فالأولى لها مدلول يختلف تماما عن الثانية، الأولى رسول ورسالة ودين، والثانية محض بشرية.
* ورغم ان المصحف دقيق ومعجز وعربيته دقيقة للغاية ووردت على اللفظ لا على المعنى، الا ان المؤمنين التابعين لم يتعاملوا مع عربيه الله بالدقه المطلوبه ووفقا لمعجمها الالهى الحصرى الخاص بها، وانما تعاملوا مع عربيه القرآن كما يتعاموا مع عربيتهم هم ووفقا لمعنى اللفظ فى استخدامهم البشرى ووفقا للترادف فى اللغه، فلم يدركوا الفرق بين عربيه الله وعربيه الناس عربيه القرآن وعربيه العرب استخدام الله للغه واستخدام البشر
* فاعتبروا ان (الرسول) هو (النبى) والاسلام هو الايمان والقول هو النطق والكتاب هو القرآن والفرقان هو القرآن والروح هى النفس والعمل هو الفعل والانزال هو التنزيل وجاء هى اتى والاب هو الوالد ... الخ كما اهملوا الرسم القرآنى للالفاظ فظنوا ان (رحمة) لها نفس دلالة (رحمت) بالتاء المبسوطه و(نعمة) ظنوها ( نعمت) و(مرأة) اعتقدوا ان لها نفس دلالة ( امرأت) و(الصلوة) و(الصلوت) و(الصلاة) اهملوا بحث الدلاله بينها و(استطاعوا) ظنوها ( استطاعوا) و(يستطع) هى لديهم (يسطع) و(الطهر) هو عندم (التطهر) وهو ماافسد الفهم الدينى تماما وضيع المقصود الالهى المحدد والحصرى والدقيق الدلالة تماما.
* والفرق بين الرسول والنبى كبير للغايه وواضح للغايه وجلى للغايه فى القرآن فالرسول من ( الرساله) اى مقام محض دينى سماوى اللهى اما ياايهى النبى فهو مقام محض بشرى والرسول عندما ينطق بآيات القرآن فهو ينقل عن الله اما مايقوله غير ذلك فهو كلامه هو كبشر، وعلينا ان نفرق بين نطق الرسول لكلام الله لكتاب الله وتبليغه للناس ونطقه لكلامه هو كبشر.  
* المقام الاول الرسولى مقام دينى ينطق فيه الرسول عن الله لذلك لن تجد فى طول المصحف وعرضه ( اطيعوا النبى) نهائيا بل ستجد ( اطيعوا الرسول) طبعا لان طاعه الرسول تعنى طاعه الرساله تعنى طاعه الله ولا تعنى طاعه بشر.
* قال تعالى (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (54) النور.
*قال تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (56) النور.
* كذلك فالاسوة فى المصحف للرسول حصرا وليست للنبى قال تعالى ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (21) الاحزاب.

* ولقد تسبب عدم الفصل بين مقام الرسالة الالهى الدينى (المعصوم) وبين مقام النبوه البشرى (غير المعصوم) لسيدنا محمد فى صنع ارتباك عارم لدى العقل العربى خصوصا والعقل الدينى عموما.

* ففى مقام الرساله ينطق سيدنا محمد عن الله وفى مقام النبوه يتكلم النبى فيه كشخص عادى من البشر، كذلك فقد تسبب عدم الفصل بين محمد الرسول ومحمد (رئيس مجتمع المؤمنين المبايعين له) ، فى خلط عارم بين ماهو الهى دينى وما هو محض بشرى ليس له علاقة بالدين من قريب او بعيد وحول ماهو محض بشرى الى دين مقدس.

* فعدم الفصل بين السلطه الدينيه لسيدنا محمد والسلطه السياسيه له، والطبيعه الرسوليه له والطبيعه البشرية له صنع إلتباسا عارما بلا حدود فتحول نطق الرسول وقول النبى الى دين، بينما الفرق شاسع بين النطق والقول فالنطق عن الله والقول لصاحبه، النطق اللهى والقول بشرى.
* حيث لم يستطع العقل العربى القروسطى غير الدقيق وغير المحدد للتابعين ان يفصل وان يحدد وان يفرق وان يميز بين سلطتين للنبى وطبيعتين للنبى احدهما ( معصومه) لاينطق فيها عن هوى نفسه او افكاره هو او ذاته او خولج نفسه ودوره فيها حصرى انه يبلغها وفقط
* قال تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ) ( 48) الشورى
والاخرى طبيعته كبشر (غير معصوم) فيما يقول،

* ورغم ان عرب الجيل الاول ادركوا تلك الطبيعة المزدوجة لسيدنا محمد الا ان التابعين لم يدركوا ذلك ولم يفرقوا بين محمد الرسول ومحمد النبى، فالجيل الاول من الصحابه كانوا يسألوه دائما عندما يتكلم قائلين( وحى ام رأى يارسول الله) فإذا كان وحى صمتوا تماما فهنا من ينطق هو الرسول واذا قال لهم انه رأى ناقشوه وردوه واختلفوا معه كبشر حيث فهموا ان من يقول هنا هو محمد بن عبد الله.

* كذلك لم يفرق التابعين بين (القول) و(النطق) فالقرآن كلام الله قاله الرسول الكريم جبريل الامين للرسول الخاتم سيدنا محمد ونطقه فقط الرسول الخاتم فهو ليس صاحب (القول) ولكنه مكلف حصرا( بالنطق) فقط صاحب القول هو الله وصاحب النطق هو سيدنا محمد قال تعالى (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ(4)( النجم).
*ولذلك لم يدرك التابعين ان محمد الرسول (ص) عندما يتكلم فهو ينطق عن الله وان محمد النبى عندما ينطق فهو ينطق عن نفسه وعن افكاره هو و التى ليست دينا.

*وعليه لم يدرك التابعين ان تنظيم النبى كرئيس لمجتمع المؤمنين لحياة تابعيه من المؤمنين ليس لدينا وليس ملزما لغيره من العصور ، وان علينا اليوم ان ننظم الحلال وفقا لمعطيات ومفردات حياتنا.

*لم يدرك احد ان الحرام الإلهى محدد ومغلق ونهائى ولايملك احد زيادته محرما واحدا وان تنظيم النبى للحلال كل الحلال فى زمانه ليس دينا.

* حيث لم يدرك احد ان قرار النبى مثلا كقائد سياسي بضرورة وجود (محرم) للمرأة عندما تريد السفر ليس دينا وانما هو تنظيم للحلال فى عصره كقائد سياسي مسؤل عن قومه من المؤمنين وهو الدور الذى تقوم به الان برلمانات العالم عندما تمارس مهمتها فى تنظيم الحلال كل الحلال وعندما يقدم رئيس الجمهوريه اليوم عبر الحكومه (مشروع قانون) ينظم به الحلال للمجتمع فيناقشه البرلمان ويرفضه او يقره كما هو او يقره بعد ضبطه وادخال بعض التعديلات عليه كى يتحول الى قانون ملزم للمواطنين.

* ومن الكاشف لعجز العقل العربى وتشوهاته ودمجه للرسول والنبى معا نجد من يتمسك بوجود محرم للمرأة المسافره او بعلاج نفسه بالحجامه او الى غير ذلك لان النبى قال بذلك فى عصره ومن يعتبر ان كل ماقاله النبى من مقام النبوه البشرى دينا.
* وقد تسبب الامام الشافعى فى التأسيس لكل هذا الخلط العارم بين مقام الرساله اللهى ومقام النبوة البشرى بين محمد الرسول ومحمد النبى عندنا ابتكر فكرة الوحيين او الوحى الثانى وقال بها فحول كل كلام النبى البشرى الى وحى اللهى مثل وحى القرآن ، وعليه اصبح لدينا دينان، دين فى المصحف ودين آخر فى المرويات التى نسبت للنبى، وحدثت هنا نشأة جديدة تماما او قل نشأة مستأنفه واصبح لدينا اسلامان اسلام القرآن واسلام الحديث (حسب كتاب المفكر السورى الراحل جورج طرابيشى) للدين بعد قرابة 200 عام من وفاة النبى.