الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الحلم أصبح حقيقة| مدينة الدواء إنجاز جديد في عهد السيسي.. وخبراء: دليل على وجود مصر بالطريق الصحيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، مدينة الدواء المصرية بمنطقة الخانكة، أكبر صرح طبي بالشرق الأوسط، لتطوير منظومة الدواء، في إطار رؤية الدولة المتكاملة لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين.


تعد مدينة الدواء المصرية، أحد أهم المشروعات القومية التي سعت الدولة لتنفيذها لامتلاك القدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة في هذا المجال الحيوي مما يتيح للمواطنين الحصول على علاج دوائي عالي الجودة وآمن، ويمنع أي ممارسات احتكارية ويضبط أسعار الدواء، وذلك دعمًا للجهود التي تقوم بها الدولة في مجال المبادرات والخدمات الطبية والصحية المتنوعة للمواطنين.
تم تزويد مدينة الدواء المصرية بأحدث التقنيات والنظم العالمية في إنتاج الدواء لتصبح بمثابة مركز إقليمي يجذب كبرى الشركات العالمية في مجال الصناعات الدوائية واللقاحات.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن المريض يحتاج إلى الدواء الجيد وبسعر مناسب حتى لا تكون التكلفة كبيرة سواء على الدولة في إجراءات التأمين الصحى أو على المواطن الذي يقوم بشرائه، قائلًا: "مشروع اليوم بدأنا التفكير فيه من نحو 7 سنين، وبالتالي أخذ وقتا كبيرا لنخرج مصانع بأكفأ ما يكون وبشكل علمي متكامل، لنستطيع القول أن الأدوية التي ستنتج وتخرج إلى السوق في مصر أو خارج مصر عالية جدا طبقا للمعايير الأوروبية".


وأشار إلى أن كثير من المصريين يتكلمون عن مشتقات البلازما، مع العلم أن فكرة مشتقات البلازما كان حلما خلال الـ 5 أو 6 سنوات الماضية، وكان غير متاح، لأن تصنيعها معقد ويحتاج منظومة شديدة الأحكام والجودة، مؤكدًا أن خلال سنتين سننتهى من مصنع مشتقات البلازما التي نقوم باستيرادها من الخارج.
كما قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال كلمته بافتتاح "مدينة الدواء المصرية"، إن تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواء أمن قومى، لافتا إلى أنه في ظل جائحة "كورونا" حدث تراجع العديد من الصناعات والتجارة بأكثر من 14%، في نفس الوقت الذي زادت فيه صادرات وواردات قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية على مستوى العالم بنسبة أكثر من 16%، مشيرًا إلى أنه كان هناك تركيز من الدولة على تعزيز البنية التحتية الطبية، والحد من التداعيات، وتقديم مجموعة من الحزم التمويلية والصرف على قطاع الصحة، وتوفير أكثر من 11 مليار جنيه دعم إضافي لمواجهة الجائحة.
وأوضح، أن الدولة المصرية اعتمدت على 3 محاور لتطوير المنظومة الخاصة بصناعة الدواء وتطوير المنظومة اللوجيسيتية للقطاع الصحي، والمخازن الإستراتيجية، حيث وصلت مصر لنسبة 88% في التصنيع المحلي للأدوية، فإن مشروع مدينة الدواء المصرية سينقل مصر نقلة نوعية كبرى في صناعة الدواء، وهو تجميع وتصنيع البلازما.
وأشار إلى أن حجم التطوير في السوق المصري باستثمار إجمالى 125 مليار جنيه، ومنهم 90 مليارا للقطاع الخاص، و35 مليارا للمؤسسات التابعة للدولة، وهناك دور كبير للقطاع الخاص، لوصول مصر إلى نسبة 88% تصنيع محلي للاحتياجات الخاصة للدولة المصرية و12% يتم استيرادها.


وبدوره، يقول محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصرى للحق في الدواء، إن افتتاح مدينة الدواء المصرية بمنطقة الخانكة اليوم كان بمثابة حلم كبير منذ 15 عامًا، فكانت قد اختارت مصر منطقة تضم صناعة الدواء في مكان واحد، وتم اختيار منطقة "أبو زعبل"، إلا أنها كانت منطقة تتضم مصانع مضرة بالبيئة، وتم التوقف عن استكمال المشروع، ولكنه عاد العمل على المشروع مرة أخرى، وتم افتتاحه اليوم كمجمع متكامل ما بين الشركات الخاصة والعربية والعالمية وشركات قطاع الأعمال، وتم إعطاء إعفاءات وضمانات كثيرة للعمل داخل هذا المجمع الطبي.
ويستكمل فؤاد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المدينة تستهدف المريض وإنتاج الدواء له، وإتاحة أدوية المرضى المختلفة، والمدينة مؤسسة على أحدث أنواع التكنولوجيا ومتطورة وصناعة حديثة عالية جدًا في هذه المدينة، وتم تخصيص أرض شاسعة لها، وعمل مصانع تستطيع تحقيق فائض من أدوية مناعة وفيروسات وأورام، لتوفير تكلفة الاستيراد المرتفعة لهذه النوعية من الأدوية، لافتًا إلى أن يتم توفير هذه الأدوية وتقليل فاتورة الاستيراد، وإتاحة البديل المصري.
ويتابع، أن إنشاء المدينة ووجود هيئة الدواء وجهاز سلامة الغذاء دليل على أن مصر في طريقها توفير الغذاء والدواء الآمن لشعبها، وهذا أهم شيء على مستوى دول العالم، فإن السوق المصرية كبيرة وقادرة على استيعاب كافة الاستثمارات الخارجية، كما ستعمل المدينة على زيادة فرص العمل، وتوفير كافة أنواع الأدوية التي يحتاجها السوق المصري، فهو مشروع مهم جدًا وطفرة حقيقية، ونتمنى تطويره مستقبلًا فإن افتتاحه على مراحل.


كما يضيف الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن افتتاح مدينة الدواء المصرية يعتبر نقلة نوعية لمستقبل الدواء في مصر، ففي الستينات قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار استراتيجي بعمل مصانع لتصنيع الأدوية والاعتماد على الصناعة الوطنية في الدواء بعد رفض إحدى الدول تصدير الأدوية لمصر، وبدأت مصر تصنيع الأدوية حتى الوقت الراهن، لافتًا إلى أن إنشاء المدينة الدوائية يعكس رؤية مصر المستقبلية لصناعة الدواء ونقلها لمكانة ومرحلة أخرى.
ويوضح عوف، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن صناعة الدواء ستتغير في مصر، بناءً على تقنية وإمكانيات عالية جدًا، وبالتالي فإن الدولة لن تحتاج إلى استيراد نسبة الـ 15% من الخارج بالعملة الصعبة، والتي تكون تكلفتها عالية، وبعيدًا عن تحكم الدول المصدرة للدواء، فإن إنتاج مصر للأدوية يصل بنسبة 85%، وستوفر الدولة هذه الأدوية بطرق حديثة وتغطي احتياجاتها 15% أدوية المناعة والسرطانات والهرمونات، والتي كانت تحتاج إلى مواصفات عالية يصعب توفيرها، مشيرًا إلى أنه في الشرق الأوسط وشرق أوروبا هذه المواصفات غير موجودة بشكل كبير، وبالتالي هذه المدينة نقلة كبيرة وتعكس اهتمام الدولة بقطاع الدواء لأنها سلاح وطني استراتيجي.