بعد عودة قناة السويس إلى العمل مرة أخرى، بعد 6 أيام من الانقطاع بسبب شحط سفينة الحاويات البنمية إيفرجيفن، أعلنت الهيئة، أنها تستهدف عبور 95 سفينة يوميًا بالمجرى الملاحي للقناة بحلول عام 2023، بدلًا من الأعداد الحالية البالغة 50 إلى 60 سفينة يوميًا.
وفي 23 مارس الجاري، جنحت سفينة الحاويات "إيفر جيفن" التي تزن حمولتها
أكثر من 200 ألف طن والمملوكة لليابان، وتوقفت في عرض المجرى المائي الحيوي
بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين، وتعطّل مسار التجارة العالمية
بنسبة 10% أو أكثر.
وقال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن الهيئة
ستبدأ إعداد دراسات لاستيراد وحدات إنقاذ على مستوى عالي ضمن خطة تطوير
الأسطول البحري، مشيرًا إلى أن الخطة تتضمن زيادة أعماق المجرى الملاحي بما
يسهل عمليات الدخول والخروج فضلا عن عمل جراجات جديدة للمراكب والسفن في
ظل زيادة أعداد السفن.
وأضاف، أن أعداد السفن التي عبرت القناة بعد
إنهاء أزمة السفينة الجانحة بلغ 113 سفينة في أقل من 24 ساعة ضمن خطة
الهيئة لإنهاء عبور 422 سفينة موجودة بالقناة، مشيرًا إلى أن كافة السفن
العالقة ستعبر القناة في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام.
وتعهد الرئيس عبد
الفتاح السيسي، بشراء كافة المعدات والقاطرات التي تحتاجها هيئة قناة
السويس لتجنب تكرار حادث جنوح سفينة إيفر جيفن التي أغلقت المجرى المائي
لمدة ستة أيام، وأثرت سلبا على حركة الشحن العالمية.
كما وجه الرئيس مسئولي مجلس الوزراء بحصر احتياجات الهيئة وإبرام عقود جديدة بغض النظر عن الظروف أو التكلفة.
من
ناحيته، قال الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم
والتكنولوجيا، إن الدعم المعنوي الكبير الذي حظى به العاملين في هيئة قناة
السويس كان سببًا مهمًا في أن ينجحوا في مهمتهم في تعويم السفينة، إضافة
إلى توافر الإمكانيات لإدارة تلك الأزمة، مشيرًا إلى أن نجاح مصر في تعويم
السفينة يستحق كل التحية والتقدير.
وأشار إلى أن تعويم السفينة الجائحة
لم يكن بالسهولة التي يتخيلها البعض، مضيفًا أن الدولة المصرية تبهر العالم
في وقت الشدة وقادرة على إدارة أي أزمة.
وأكد الدكتور حمدي برغوث خبير
النقل الدولي، أن عرض قناة السويس يتراوح ما بين 201 – 290 متر ويسمح بعبور
سفينتين في اتجاهين مختلفين، لافتًا إلى طول السفينة التي كانت جانحة 400
متر، وهى واحدة من أطول السفن في العالم، وعدد قليل من السفن على مستوى
العالم التي تتسم بهذا الطول، كما أن عرضها 59 مترًا وارتفاعها من خط
المياه إلى آخر صف من الحاويات 65 مترا، وهو ما جعل تعويم السفينة أمرا ليس
سهلًا وكشف القدرة الكبيرة للدولة المصرية على إدارة أي أزمة.
وقال إن
فريق الإنقاذ المصري بهيئة قناة السويس هو من أفضل فرق الإنقاذ في العالم،
موضحًا أن هناك طفرة في قطاع النقل سواء الطرق وجميع أنواع النقل من طرق
وكباري وسكك حديدية وموانئ حيث تشهد جميعها تطوير شامل.
وأشار خبير
النقل الدولي إلى أن التطوير يتم سواء من نقل حضري داخل المدن أو الطرق
الخارجية خارج المدن كما أن حجمها الاستثمارات في تطوير منظومة النقل ضخم
للغاية وتم تنفيذه في وقت قياسي.
