السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد زكي.. الطرف التالت في حكايات الفن

أحمد زكي
أحمد زكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا توجد جلسة من جلسات الفن تخلو من الحديث عن موهبته وتفرده، ولا يوجد فنان شاب في بداية مشواره لا يحلم أن يقتبس من نبع تميزه ولو قدر بسيط، ولا يوجد مخرج لم يتمنى العمل معه، ولا توجد ممثلة لم تتخيل أن تقف أمامه كبطلة في أحد أعماله.
كان بمثابة حالة خاصة في شارع الفن المصري، سطر لنفسه كتابًا مازال يتصفحه كل المهتمين بهذا العالم الساحر، ولم تفلح الأيام في أن تنهي أسطورته التي خلدتها مشاهده المختلفة عبر أعماله، وحفرت اسمه في أذهان وقلوب الجمهور ليظل الطرف الثالث في حكايات الفن وواحدًا من أهم الممثلين عبر كل الأجيال.
هو الفنان الراحل أحمد زكي، الذي تمر اليوم الذكرى الـ 16 لرحيله، حيث رحل عن الحياة في مثل هذا اليوم "27 مارس" من عام 2005، بعد مسيرة حافلة قدم خلالها العديد من الأعمال التي تعد مشاهدها بمثابة أكاديمية للتمثيل يتعلم منها كل من ينوي احتراف هذا المجال.
ولد أحمد زكي يوم 18 نوفمبر عام 1949 في مدينة الزقازيق وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 1973 بتقدير امتياز، وكان أول ظهور له في مسرحية حمادة ومها عام 1967 أثناء دراسته في المعهد، بينما كان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم "ولدي" عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي، كان أول دور بطولة مُطلقة له أمام سعاد حسني في فيلم "شفيقة ومتولي" عام 1978 وقدم بعدها العديد من الأفلام البارزة، ويعتبر أحمد زكي ثالث أكثر الممثلين في قائمة أفضل مائة فيلم مصري عام 1996 حيث له في القائمة ستة أفلام وهم: البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت.
كان زكي الابن الوحيد لأبيه الذي توفي بعد ولادته، تزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فربّاه جده، حصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح، وفي حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وكان الأول على دفعته.
عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيريًا مثل "مدرسة المشاغبين"، "أولادنا في لندن" و"العيال كبرت"، ولمع على الشاشة الصغيرة في مسلسل "الأيام" ومسلسل "هو وهي".
تألق أحمد زكي في شخصيات من الطبقة الفقيرة، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي، وراح في كل مرة يقدم وجهًا أكثر صدقًا للمصري الأصيل.
جسد العديد من السير الذاتية لشخصيات أثرت في الشارع المصري، منها شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم "ناصر 56" وشخصية الرئيس محمد أنور السادات في فيلم "أيام السادات" وشخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل "الأيام وشخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم "حليم".
تزوج من الفنانة المعتزلة الراحلة هالة فؤاد وأنجبا ابنهما الوحيد هيثم أحمد زكي الذي شارك مع والده وجسّد شخصيه عبد الحليم الشاب في فيلم حليم لكنهما انفصلا قبل وفاتها.
تعامل مع أبرز مخرجي السينما المصرية وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في "البريء" و"الهروب"، ومحمد خان في "موعد على العشاء"، "العوامة" و"أيام السادات" وداود عبد السيد في "أرض الخوف"، واختاره يوسف شاهين لفيلم "إسكندرية... ليه؟" وشريف عرفة في "اضحك الصورة تطلع حلوة" وتعامل أيضًا مع إيناس الدغيدي في "امرأة واحدة لا تكفي" و"إستاكوزا".
توفي أحمد زكي في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وكان لم ينتهي بعد من استكمال باقي تصوير فيلم "حليم" الّذي يعد آخر أفلامه، حيث عرض الفيلم بعد وفاته عام 2006.