الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

(الترتيل) مفتاح فهم القرآن لعلكم تعقلون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الترتيل : أمر سماوى ومعناه التنسيق والتنظيم وليس التأنق فى التلاوة!
* (الترتيل) امر سماوى قال تعالى : وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) المزمل، والترتيل ليس معناه (التأنق فى التلاوة) كما قال الزمخشرى وساد كلامه قرونا وحتى الآن، وإنما معناه (التنسيق والتنظيم) للآيات، أى تجميع الآيات التى وردت فى الموضوع الواحد أو للفظ الواحد وجعلها رتلا (طابورا)
*لأن الآية التى تلى آية الأمر بالترتيل تقول (إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا) ويفهم منها وعورة فهم المعنى وفهم العلم المحتوى داخل (القرآن) (آيات الغيبيات).

*ولا ترتبط من قريب أو بعيد بالتلفظ والنطق والتأنق فيهما أو التلحين أو القراءة وفقا للمقامات الموسيقية

*والقرآن غير الرسالة، الرسالة سهلة وميسرة للجميع وهى عباره عن الشعائر الاربعه ومجموعه الممنوعات (محرمات5 ومجتنبات7) ومجموعة الأوامر25 ، أما القرآن فحجمه ضخم يزيد على 85٪ من المصحف وكله غيبيات ماضية سحيقة عن أسرار خلق الإنسان وخلق الكون ومراحل ذلك الخلق ومستقبليات آتية بعيدة عن يوم القيامة والجنة والنار والحساب. 

* انطلاقا من هذا الفهم الجديد لترتيل القرآن (تنسيقه وترتيبه) قام المفكر السورى الراحل العظيم الدكتور محمد شحرور بتجميع كل الآيات التي ورد فيها لفظ (الكتاب) وجعلها طابورا كما جمع كل الايات التي بها لفظة (القرآن) وجعلها طابورا ثم استنطقها وقاطعها مع بعضها البعض فظهر له جليا واضحا ذلك الفرق بين لفظة ( الكتاب) ولفظة (القرآن)

*وفهم الراحل وفهمنا معه ان القرآن جزء من الكتاب واحد محتوياته وان الكتاب يحتوي اشياء اخري غير القرآن فالكتاب يحتوي (الرساله) ايضا كما يحتوي (القصص المحمدي للنبي وقومه) بالاضافة الي (الايات السبع المثاني)
* قال تعالى (الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) (1) الحجر

وفهم المفكر الراحل وفهمنا منها ان الكتاب ليس هو القرآن

* وقال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ... ) 185 البقره
وفهم منها وفهمنا معه ان القرآن هدى لكل الناس
*قال تعالى (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) البقره 2
وفهم منها وفهمنا معه ان الكتاب هدى للمتقين فقط وليس هدى لكل الناس وعليه عرفنا ان القرآن لكل الناس اما الكتاب فللمتقين حصرا 

*وقال تعالى (مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (111)
وفهم الراحل وفهمنا معه من الايه ان هناك 3 اشياء
1- القرآن
2- الذى بين يديه (الرساله) 
3 تفصيل الكتاب

*وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) الحجر

وفهم الرجل وفهمنا معه من الايه ان هناك
1- السبع المثانى
2- القرآن العظيم

* وقال تعالى( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (1)
وفهم وفهمنا من الايه أن هناك ايات محكمات بها احكام دينيه، وان هناك ايات تفصل كل محكم
1- المحكم
2- تفصيل المحكم

'وقال تعالى
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) ۖ(آل عمران 7)
وفهم وفهمنا ان الكتاب يحتوى
1- آيات محكمات
2-آيات متشابهات
وان الايات المحكمات (الرساله) يسميها المصحف( أم الكتاب)

*المحكمات 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)

*المتشابهات 
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)يس

* و (الترتيل) لفظ ورد فى المصحف بمعنى ( التقطيع والتجزيئ والتقسيم) اى ان ( تنزيل) القرآن على الرسول (ص) كان (مرتلا")أى مقطعا" على مدار 23 عاما كامله ، مقطعا" ( ارتال)، والرتل قد يكون احاديا او ثنائيا او اكثر، والترتيل فى المصحف مقابل (الاجمال) 

* وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) الفرقان

*كما امر الله نبيه ان يقوم بترتيله ايضا هو الاخر اى جعل الايات فى (الموضوع الواحد) او( اللفظ الواحد) طابورا"، اى تجميعهم مع بعضهم البعض كى نفهم الموضوع الذي نحن بصدده او نفهم معنى اللفظ الذى نريده

* وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا(5)
الزمر

*وانت اذا اردت ان تعرف قصه هود مثلا فما عليك الا ان ترتل اياتها لقد جاء ذكر هود أو الإشارة إلى ذكره في الآيات التالية:

١- الأعراف 65 – 72.
٢- هود (من 50 إلى 60)، 89.
٣- الشعراء 124، 139.
٤- الأحقاف 21 – 26.
٥- القمر 18 – 21.
٦- الحاقة 4 – 6 – 8.
٧- ق 12.
٨- فصلت 13 – 16.
٩- إبراهيم 9.

*وانت اذا اردت ان تعرف معنى لفظ فى المقصود الالهى، او تصل الى معناه عند الله وفى لغه المصحف المبرمجه الربانيه،الدقيقه الحصريه الثابته الى يوم يبعثون، وليس فى لغه البشر واستخدامات الناس المتغيره من جيل الى جيل، او المختلفه من عصر الى عصر

*فعليك ان تقوم بترتيل كل الايات التى ورد بها اللفظ فمثلا اذا اردت معرفه معنى الهبوط فى لغه المصحف فسوف تأتى بكل الايات التى ورد فيها لفظ (هبط) وسوف يكشف السياق لك فورا عن المعنى الالهى وقد سهل علينا اختراع الكمبيوتر عمليه الترتيل فى لحظه حيث يمكن تجميع كل الايات من كل المصحف (بضغطه واحده) وهو مالم يتوفر للسلف نجرب (هبط) للوصل الى معناها الالهى وليس المعجمى عند البشر

* قال تعالى لنوح 
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) هود
وفهمنا منها ان نوح لم يكن يعيش فى السماء

* وقال تعالى لقوم موسى

(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ) ۗ(61) البقره 
وفهمنا منها ان الهبوط معناه الانتقال من مكان الى اخر على الارض 

* وقال تعالى لادم وقرينته والشيطان (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (38) البقره 
وفهمنا ان الهبوط يحمل معنى اخر وهو الانتقال من مرحله الى مرحله حيث اعلن الله انتهاء مرحله تعليم الانسان الممنوع لاول مره وتعريفه بالشيطان وهى المرحله التى انتهت بإختيار الانسان الممنوع والخطأ واختيار العصيان على الطاعه وتوبه الله عليه قال تعالى (وعصى ادم ربه) وقال( وتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه)

*ونستنتج ان الله يستخدم معنى لفظه ( هبط) بمعنيان متباينان الانتقال من مكان الى اخر على الارض او الانتقال من مرحله الى اخرى فى الحياه كما ننتقل من التعليم الاساسى الى الجامعه او كما ننتهى من التعليم وتبدأ مرحله البحث عن عمل ونحن لانقول هبط القرآن ابدا ولكن نقول نزل وتنزل

* (الترتيل) ، هو مفتاح الفهم الذى اعطاه لنا الله، عبر رسوله والذى فهمناه خطأ على انه التلاوه والتجويد والتنغيم على طريقه المقرئين فى المعازى، ولاعزاء،

*رحم الله المفكر السورى محمد شحرور الذى علمنا كل هذا ووضع يدنا على مفاتيح الفهم الدقيق ورحل