تحل غدا السبت ذكرى ميلاد المسرحي السوري سعد الله ونوس والذي يعد واحدا من رواد كتابة المسرح العربي، فقد كان مؤمنا بأهمية المسرح في إحداث التغييرات السياسية والاجتماعية في العالم العربي.
يعد ونوس واحدا من أبرز وجوه الحركة الثقافية والمسرحية في العالم العربي، فقد طرح فكرة "تسييس المسرح" كبديل عن المسرح السياسي، ومن أجرأ مسرحياته السياسية "الفيل يا ملك الزمان" عام 1969، "الملك هو الملك" في عام 1977، و"رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" في عام 1978.
أصدر ونوس أول مجموعة له من المسرحيات القصيرة عن وزارة الثقافة تحت عنوان "حكايا جوقة التماثيل" ضمت المجموعة ست مسرحيات منها "لعبة الدبابيس" و"جثة على الرصيف" و"الجراد" و"المقهى الزجاجية".
انطلق ونوس عبر إجازة دراسية من وزارة الثقافة السورية، إلى باريس ليطّلع على الحياة الثقافية هناك ودراسة المسرح الأوروبي، ولم يكتف بالمشاهدة والدراسة فقد نشر في الصحف العربية عددا من الرسائل النقدية عن الحياة الثقافية في أوروبا.
أصابت النكسة المصرية عام 1967 ونوس بالحزن الشديد خاصة أنه تلقى النبأ وهو بعيد عن وطنه وبين شوارع باريس فكتب مسرحيته الشهيرة "حفلة سمر من أجل خمسة حزيران" ثم مسرحية "عندما يلعب الرجال"، وفي نهاية ذلك العام عاد إلى دمشق حيث عهدت وزارة الثقافة اليه بتنظيم مهرجان دمشق المسرحي الأول في شهر مايو وبالفعل أُقيم المهرجان وتم تقديم أول عرض مسرحي لونوس من إخراج علاء الدين كوكش وكانت مسرحية "الفيل يا ملك الزمان" التي كان قد انتهى من كتابتها عام 1969، قبل بدء المهرجان بفترة وجيزة.
توقف ونوس عن الكتابة فترة الثمانينات وفي اوائل التسعينات اصيب بالسرطان لكنه لم يستسلم وعاد للكتابة فأصدر أفضل الأعمال التي كتبها على مدى حياته منها "منمنمات تاريخية" و"الليالي المخمورة" و"طقوس الإشارات والتحولات"، والتي عرضت في لبنان ومصر بعد وفاته من إخراج المخرجة اللبنانية نضال الأشقر والمخرج المصري حسن الوزير، كذلك أخرج مراد منير "الليالي المخمورة" على مسرح الهناجر بالقاهرة.
