الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رؤية وثوابت وآليات وأهداف القراءة المعاصرة للمصحف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* تدبرنا وتفسيرنا للمصحف ليس انطباعيا كالتفاسير القديمة وليس معجميا يتأسس على مجرد معانى الألفاظ فى المعجم فى اللسان العربى واستخدام الناس، لكننا ولأول مرة تاريخيا نتدبر القرآن وفقا لمنهجية علمية وخطوات ثابتة وآليات محددة عديدة تنطلق من ثوابت عديدة وضعها الراحل العظيم الدكتور محمد شحرور، ووصل لها بعد 50 عاما من التدبر الحاذق، منطلقا من ثوابت مدرسة اللاترادف التراثية التاريخية التى بدأت 150 هجرية، بن الاعرابى ثم ثعلب الكوفى ثم ابو على الفارسى وامتدت الى تلاميذه ابن جنى فى القرن الرابع وعبد القاهر الجرجانى فى القرن الخامس وسوف نفصل فى هذا المقال بين الرؤية و الثوابت التى ننطلق منها وبين الآليات التى نستخدمها فى تدبرنا للمصحف.
أولا: الرؤية
* انطلقت القراءة المعاصرة من رؤية مفادها ان كتاب الله ليس تراثا قديما او انه تراث مثل التراث، لكنه كتاب (حى) دائما يتقدم الى احياء دائما، مع ضرورة قراءته بمعزل عن كل التفاسير والتأويلات القديمة الانطباعية التى قرأته وفقا لحدود ارضيتها المعرفية التى تتغير من عصر الى عصر وتزيد كلما خطونا الى الامام قرونا وقرونا مع عدم قبول اية احكام او تشريعات دينية من خارج المصحف فالمصحف هو اساس الدين ومركزه الحصرى.
ثانيا: ثوابتنا العشرة 
* أن القرآن لا يمكن تفسيره من خارجه أبدا، فله لغته الخاصة ونظامه المعرفى الخاص به ومصطلحاته وألفاظه ودلالات ألفاظه الدقيقة والمحددة.
* ان عربية الله مختلفة عن عربية الناس، دقيقة وحصرية وحاذقة فى التفريق بين دلالات الالفاظ وان استخدام اللفظ البشرى مختلف عن الاستخدام الإلهى طبعا فالاستخدام البشرى محدود والالهى غير محدود ولغه الناس متغيره عبر القرون يموت بعضها ويستحدث اخر، أما عربية المصحف فثابتة عبر الزمن.   
* ان المصحف خلص العربية من كل عيوبها كلغه بشريه وفى مقدمتها عدم القدره على الايجاز وكثره المجاز
* ان المصحف دقيق وورد على اللفظ وتعامل مع العربيه على أساس اللاترادف وليس الترادف وعليه لايوجد لفظان متطابقان فى الدلاله فى كتاب الله وانه لاتوجد حروف ذائدة بلا دلالات ذائده نهائيا وانه لاتوجد حشويه فى المصحف مع اهميه انكار الترادف. 
* انه كلما ذاد المبنى للفظ وذادت حروفه تغير على الفور مدلوله ومعناه فلا زياده دون مدلول جديد
*انه عندما يكلم المتكلم السامع فإنه لايقصد ابدا افهامه او ابلاغه معانى الالفاظ المفرده، اى لايقصد ان يوصل له معنى كل لفظ على حده انما هو النظم والسياق العام فالمعنى السياقى هو المستهدف وليس المعنى اللفظى مع انكار التعضيه او الاجتزاء او فصل الايه عن سياقها التى وردت ضمنه واحترام مواقع النجم
* انه لايمكن تفسير اى نص لغوى على نحو لايقتضيه العقل والمنطق نهائيا.
انه لا يوجد ناسخ ومنسوخ فى المصحف، فالإلغاء والتغيير او الابقاء يكون من شريعه الى اخرى ولا يكون ابدا داخل الشريعه الواحده ابدا.
* ان الكتاب ليس هو القرآن ولكن القرآن اكبر محتوياته وهو مجمل الآيات الغيبيه التى وردت لتصديق وبرهان الوهيه الرساله وانه يجيب الفصل بين القرآن والرساله وبين الآيات الخاصه بالنبى وقومه (القصص) المحمدى والسبع المثانى وعليه تكون مكونات الكتاب 4 اكبرها القرآن واصغرها الآيات ال7 المثانى.
* الفصل التام بين التاريخى والدينى فى كتاب الله بين النبى غير المعصوم والرسول المعصوم وبين الاسلام والايمان وبين القرآن والفرقان وبين الكتاب وام الكتاب وبين الحديث واحسن الحديث وبين المحكم والمتشابه والمحكم وتفصيله وتحديد المحكم وربطه بالايات التى وردت لتفصيله وبيانه. 
ثالثا: أدواتنا
* (الترتيل) تجميع الآيات التى ورد بها الموضوع او اللفظ وجعل الآيات طابورا.
' تحديد مكان الآية وهل هى ضمن القرآن ام الرساله ام من قصه النبى وقومه ام من السبع المثانى.
' تصنيف الآية هل هى من المحكم ام من المتشابه ام من تفصيل المحكم ام من آيات وصف الكتاب...
*( التقاطع) يكون بين الايات التى تم ترتيلها كى نحاول الوصول للمعنى.
* تحديد الضمائر الواردة فى الآية وخصوصا المتكلم والمخاطب وغيرها من الضمائر.
* إعطاء الأولوية الحصرية للسياق فى تحديد المعنى وتحديد اسم الموضوع وعنوانه الذى وردت ضمنه الآية هل هو موضوع الزواج ام الطلاق ام الاقساط فى اليتامى ام الصيام ام الحج ام العده ام بر الوالدين ام الزكاه ام الصدقه ام القتال ام القصاص ام الفواحش ام الاستدانه ام الربا ام النكاح. 
* (التقليب) والتجريب لمعانى اللفظ داخل السياق الواحد وتحديد مايرفضه السياق ومايقبله من معانى للفظ فإذا كان للفظ معنيان او اكثر علينا ان نجرب كل معنى منفرد للفظ مع السياق حتى نحدد مايرفضه ومايقبله السياق من معنى للفظ.
* الاحتكام السياق وحده فى تحديد المعنى السياقى
**وتهدف القراءه المعاصره فى النهايه الى الآتى:
*الدفاع عن الدين الذى تم تشويهه و تنقية الدين واعادته الى اصله الى مصحفه دون اى اضافات تم اضافتها لا علاقه للدين بها.
* اطلاق الدين الى عالميته وانسانيته وفك اسره وخلع ذلك اللباس المحلى العربى البدوى الذى ألبسوه اياه.
* اعادة ترتيب الدين المتن والهامش بعد ان حولوا الهامش الى متن والمتن الى هامش. 
* ضبط المحرمات وازاله كل ما اضيف لها من البشر فهى 14 حصرا.
* رد الاعتبار للعبادة واعادتها الى الصراط المستقيم وليس مجرد اقامه الصلاه (اياك نعبد واياك نستعين).
* مكافحة الطائفية والإرهاب والتكفير والإلحاد والنرجسية الدينية ودعم التعايش السلمى على كوكبنا.
* إزاحة الستار عن الشريعة الرحمة المهداة وازاحة الركام الشديد والظلم البين الذى وضع على صورة النبى و المرأة وأهل الكتاب.
* ترسيخ منهج عصرى علمى للتعامل مع المصحف بعيدا عن التفسير الانطباعى أو المعجمى.
*  إنجاز معجم للمصحف من داخله يسهل على الناس فهم دينهم.
* إنجاز دراسة عن الضمائر فى آيات المصحف تدعم الفهم الدقيق.