الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مطران اللاتين: أحب مصر وعاشق لـ"وسط البلد".. الطائفة تنعم بالاستقرار في القاهرة.. والكنيسة تؤدي دورها في تجديد الخطاب الديني

مطران اللاتين بمصر
مطران اللاتين بمصر في حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد مطران اللاتين بمصر كلاوديو لوراتى، أهمية زيارة البابا الأخيرة للعراق وقال: إن البابا قام بعمل شيء لم يستطع أحد من الباباوات القيام به.
وأضاف في حواره لـ"البوابة" أن الطائفة اللاتينية والمعروفة كنسيًا بـ"الكنيسة الغربية" هى أكبر كنيسة خاصة تتظلل بمتابعة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والكاثوليك حول العالم كما تحدث كلاوديو عن أوضاع الطائفة بمصر.. وإلى نص الحوار

** في البداية نود التعرف على مسيرة الأب كلاوديو لوراتي؟

- في البداية أنا دخلت الرهبنة الكومبونيانية وعمرى ١٩ سنة ولدت في 21 فبراير 1962، في كومو "إيطاليا" حيث أتممت تعليمى الثانوى ثم التحقت بعدها برهبانية المرسلين الكومبونيين لقلب يسوع حيث درست الفلسفة واللاهوت وأبرز نذورى المؤقتة عام 1985 ثم تابعت شهادة الجامعة في اللاهوت في كلية تانزاجا في نيروبى (كينيا) وفى 27 مارس 1989 نولت السيامة الكهنوتية يوم 23 ديسمبر 1989 في ليبومو (كومو)، واستكملت تكوينى بدراسة مناهج علم إدارة الممتلكات الذى أشرفت عليه منظمة من اتحاد الرهبانيات والمعروفة اختصارا بــ(C.N.E.C.)، وقضيت أولى سنواتى الكهنوتية في الاهتمام بالصحافة الإرسالية، وفى عام 1995 تم إرسالى إلى جنوب السودان، ثم نُقِلَت عام 1997 إلى مصر حيث تم تكليفى بمهام رعوية إلى وقت تعيينى نائبا لرئيس مفوضية المرسلين الكومبونيين في عام 1999 لكى أصبح بعدها رئيسًا خلال الفترة من 2002 إلى 2007، وفى الوقت الحاضر كنت أقوم بمهام الوكيل العام لرهبنته إلى أن أصبحت مطرانا للاتين بمصر.

** ما هو دور الكنيسة الكاثوليكية في العالم ؟

- تتفرد الكنيسة المسيحية الكاثوليكية، بتعدد المذاهب والكنائس التابعة لها وتأتى الطائفة اللاتينية والمعروفة كنسيًا بـ"الكنيسة الغربية" هى أكبر كنيسة خاصة تتظلل بمتابعة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والكاثوليك حول العالم ويعود تاريخها إلى أول أيام المسيحية ومنذ بلغ عدد معتنقين هذه الطائفة 1.197 مليار، بدأت تنتشر الطقوس الليتورجية اللاتينية، وتندر هذه الكنيسة المسيحية الغربية ويقع مقرها الرئيسى في مدينة الفاتيكان المحصورة بالمدينة الإيطالية روما.


** متى أتت هذه الطائفة اللاتينية إلى مصر؟

- انتشرت هذه الطائفة في مصر مع مرور الزمن، فبعد ظهور الطائفة الكاثوليكية في مصر مع بداية العصر الحديث حيث كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طوال تاريخها هى الكنيسة الرئيسية والوحيدة في مصر، ثم انفصلت بعد ذلك الكنيسة الكاثوليكية شرقية عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وارتبطت مع الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقى أى أنه من المسموح لأقباط الكاثوليك الاحتفاظ بعاداتهم طقوسهم، ومع الزيارات الرعوية بدأ تواجد الكنائس الغربية الطائفة اللاتينية في التواجد داخل مصر.

** حدثنا عن تلك الطائفة حول العالم ؟

- تعود الطائفة اللاتينين في الشرق إلى مقرها وهو بطريركية القدس للاتين وهى أسقفية كاثوليكية في القدس، وتأسست عام 1099م واتخذت كنيسة القيامة مركزها الرئيسى وتعرف كنيسة القبر المقدس، وقيام مملكة بيت المقدس للإشراف على جميع الأراضى المقدسة المحتلة أثناء الحملة الصليبية الأولى وكغيرها من الطوائف المسيحية التى تتبع الإشراف الكاثوليكى تتفرد بالطقوس تميزها وتجعل منها ذات طابع ومذاق خاص كما تتمتع بتقاليد في الصلوات.

** لماذا سميت هذه الطائفة بهذا الاسم؟

- شاع اسم اللاتين في العصور الوسطى بين أتباع الكنيسة اللاتينية للمسيحية الغربية والمصطلح مستمد من شعوب إيطاليا القديمة التى تطورت خلال العهد الكلاسيكى القديم في الحضارة الرومانية القديمة. وتم استخدام الاسم بغض النظر عن العرق، حيث تضمن الشعوب الجرمانية والإيطالية والسلافية في الإمبراطورية البيزنطية، والعالم الأرثوذكسى الأوسع، كان اللاتين مبدئيًا جميع الناس الذين اتبعت تقاليد المسيحية الرومانية الكاثوليكية، وكان بشكلٍ عام توصيف سلبى، خاصةً بعدالانشقاق العظيم في عام 1054، وبالتالى، فإن الأشخاص المرتبطين بالدول التى تم إنشاؤها إبَّان الحروب الصليبية يُشار إليهم عمومًا باسم اللاتين أو الفرنجة.

** ماذا عن آثار زيارة البابا للعراق ؟

- البابا قام بعمل شيء لم يستطع أحد من الباباوات القيام به حيث لم يتمكن البابا الراحل يوحنا بولس من التوجه عام 2000، لأنه قال "لا يمكن خذل الناس مرة ثانية" وأعجبنى أنه ناشد بوقف الحروب حيث سقط ما لا يقل عن عشرات الصواريخ من قوات أمريكية وأخرى تابعة للتحالف الدولي

** ما آثار زيارته للعراقيين ؟

- يكفينا حينذاك أن تسود البلاد روح معنوية مرتفعة مع الاستعدادات التى تمت للزيارة البابوية، على مدى أشهر، ورأينا طلاء جدران الكنائس التى غشاها اللون الأسود ذات يوم جراء هجمات تنظيم داعش وتزيينها بصور بابا الفاتيكان ورصف الطرق ورفع الأعلام البابوية فهذا من أعظم الأمور المعنوية بخلاف حالة السلام التى عايشتها العراق في ذلك الوقت ونأمل من حصاد الاستقرار للمسيحيين العراقيين، لأنه يكفينا زيارته إلى سهول نينوى، حيث قُتل الآلاف، ونزح في عام 2014، بسبب تنظيم داعش التطرف.


** هل تعى حجم الخطاب الدينى ومدى أهميته ؟

- بالفعل نحتاج لذلك التجديد في أنحاء العالم فدائما الكنيسة تقوم بدورها في الخطاب الدينى ومستجداته دائما متحركة ودائما مرشدنا ومصدرنا واحد هو الكتاب المقدس والكتاب المقدس هو يفسر ويفعل حسب الاحتياج اليومى، وأنا أسميه الغذاء للقلوب.

** ماذا عن وضع المسيحين الآن في مصر؟

- تنعموا الأقباط في مصر سياسيا ودينيا هذا باختصار.

** ما الدور الذى تقوم به مدارس الكنيسة الكاثوليكية؟

- أغلب الأطفال الذين يولدون في عائلاتٍ كاثوليكية في مناطقنا يتلقون تعليمهم المدرسي في مدارس خاصة مسيحية، معظم هذه المدارس توجد إلى جانب كنيسة ويتلقى فيها الأطفال تعليمًا مسيحيًا كاثوليكيًا إلى جانب تعليمهم المدرسي، كما يوُجد هناك من المنظمات التابعة للكنيسة كالكشافات والأخويات ومدارس التعليم الدينى تسمى أيضًا مدارس الأحد، والتى يُمكن للأهل وضع أطفالهم فيها لتلقى التعاليم الدينية، كما يتم تقريب الأطفال من الطقوس الكنسية من خلال جعلهم يشاركون في الصلوات والطقوس الدينية.