جبل موسى أو كما ذُكر في الكتب المقدّسة، طور سيناء، هو الجبل الذى نزلت عليه الوصايا العشر، على النبى موسى (عليه السلام)، عندما كلّمه الله تعالي، بحسب ما جاء في الكتب السّماوية الثلاث، ولذلك سميّ باسمه، ويقع في مدينة سانت كاترين، بمحافظة جنوب سيناء.
ويُعرف الجبل أيضًا باسم «جبل الطور أو جبل سيناء»، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر، نحو ٢٢٨٥ مترًا، ويُعدّ من أشهر الجبال الموجودة في سيناء، حيث يقصده السيّاح والزائرون، من مختلف أنحاء العالم، نظرًا لقيمته الدينية، بين الأديان السماوية الثلاث.
كذلك تزوره الوفود، للتمتّع بالمناظر الجميلة التى يُشرف عليها، وخاصّة تلك الجبال التى تأتى على شكل سلاسل مرتفعة، وهى المعروفة بقمم جبال منطقة جنوب سيناء، والتى تسحر الناظر، خاصّةً خلال شروق ومغيب الشمس، إضافة إلى وجود جبلٍ قريب منه، وهو جبل كاترين، الذى يحتضن ديرًا شهيرًا للرهبان هو دير سيناء، والمعروف «بدير سانت كاترين»، خلال القرن التاسع الميلادي.
ويُعرف هذا الجبل أيضا بأنّه مباركٌ، ومن أفضل وأهمّ جبال الله على الأرض، إذ ذُكِرَ في القرآن الكريم: (وطُورِ سِينِينَ) ﴿سورة التين/ الآية ٢﴾، إضافة إلى وجود جامعٍ وكنيسة صغيرة فوق قمته، والطرق المؤديّة إلى قمة جبل موسى كثيرة.
ويرتفع الجبل بـ٧٣٦٣ قدمًا عن سطح البحر، لذلك فإنّ الصعود إلى قمّته يحتاج إلى أكثر من ساعتين، وتجرى من خلال العبور في طريقين، وهما: طريق الرهبان: ويعرف هذا الطريق منذ القِدَم، ويكون مكانه في الجهة الخلفية لسور دير سانت كاترين الجنوبي، أنشأه رهبان الدير، وذلك بعمل سلّم بدرجات حجريّة تصل لأكثر من ٣٧٠٠ درجة، وهو طريق صعب للغاية خلال صعوده، ويمرّ بالكنيسة الموجودة هناك، والتى تحمل اسم العذراء، ويمرّ أيضًا بالقناطر والتى تنسب للراهب اسطفانوس، والذى كان يجلس عندها ليزوره الناس، ويعترفون عنده، إلاّ أنّ هذا الطريق سهل جدًا عند النزول.
أما الطريق الثاني، وهو عباس باشا: أمر بإنشائه الخديوى عباس حلمى الأوّل، ولذلك يُنسب لاسمه، وكان ذلك في القرن الـ١٩ للميلاد، إلاّ أنّه يعرف أكثر باسم طريق الجِمال؛ ويعود ذلك لأنّه بإمكان الزائر أن يصل إلى قمّة الجبل، عن طريق ركوب الجمل، ويكون مكانه في الجهة الشرقية لسور دير سانت كاترين، ويأخذ شكلًا لولبيًا لعبوره باتجاه الأعلى، لنصل إلى منطقة تعرف باسم فرش النبى إيليا، وعبرها نصل إلى قمة الجبل.
ويعتبر جبل موسى، من المزارات الدينيّة الهامّة، والتى يقصدها آلاف السائحين، ضمن طقوس تأخذ شكل الحج إليها، والصعود من خلال الدرجات الكثيرة، والتى تعرف بدرجات التوبة.
