الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسراء والمعراج تكريم للنبي ﷺ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُعد رحلتا الإسراء والمعراج من أجل المعجزات، وأعظم الآيات التي كرَّم الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، حيث جاءت بعد أن تعرَّض لعدة محن وابتلاءات؛ فلقد تعرَّض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لحصار خانق ثلاث سنوات، ثم توفي عمه أبو طالب، الذي صدَّ عنه كل أذى، وتُوفيت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، فلقِّب هذا العام بعام الحزن، وعندما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام، تعرض إلى أذى شديد؛ فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم ناجى ربه وقال: «اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى قريب ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هى أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلى بك»؛ فجاءت منحة إلهية، ونفحة ربانية، تمثلت في رحلتي الإسراء والمعراج.
تُعد الرحلة الأرضية؛ الإسراء التي تمت بقدرة الله من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، والوصول إليه في سرعة تتجاوز الخيال، ثم الرحلة السماوية؛ المعراج والارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، تكريمًا وتأييدًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن مظاهر هذا التكريم ما أراه الله للنبي صلى الله عليه وسلم، من آياته الكبرى ولقد وضح الله عز وجل هذه الحقيقة في موضعين من كتابه.
الموضع الأول: في مطلع سورة الإسراء، حيث قال الله تعالي: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} أى: أسرينا بعبدنا محمدٍ ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، ثم عرجنا به إلى السموات العلا؛ لنطلعه على آياتنا وعلى عجائب قدرتنا، والتي من بينها : مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لأنبياء الله الكرام، ورؤيته لما يريد ربه أن يريه إياه من عجائب وغرائب هذا الكون؛ فالله سبحانه يريد أن يجعل لرسوله صلى الله عليه وسلم خصوصية، وأن يريه من آيات الغيب الذي لم يطلع عليه أحدا، ليرى صلى الله عليه وسلم، حفاوة السماء به، ويرى مكانته عند ربه الذي قال له : {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}  ( النحل: ١٢٧ ) ، لأنك في سعة من عطاء الله، فإن أحزنك أهل الأرض فسوف يحتفل بك أهل السماء في الملأ الأعلى، وإن كنت في ضيق من بعض  الخلق فأنت في سعة من الخالق.
الموضع الثاني: في سورة النجم قال الله فيه : {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ( النجم: ١٨ )  ومعنى الآية :  لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة أمورا عظاما لا يحيط بها الوصف، وقد أكرمه الله برؤيتها تكريمًا وتأييدًا له ليزداد يقينا على يقينه، وثباتا على ثباته، وقوة على قوته في تبليغ الرسالة.
اللهم ارزقنا صلاةً في المسجد الحرام، وارزقنا سجدةً في المسجد الأقصى المبارك.