الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

يوم الشهيد.. "البوابة نيوز" تفتح خزائن أسرار الأبطال و"مجموعة 39"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل مصر في كل عام يوم 9 مارس بيوم الشهيد منذ عام 1969 تخليدًا لذكرى استشهاد رئيس أركان حرب الجيش المصري عبدالمنعم رياض، وقد نعاه الرئيس جمال عبدالناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.
"البوابة" تفتح خزائن أسرار قادة الحرب وأبطال مجموعة 39 قتال لتكشف حكايات وبطولات لم ترو من قبل في ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض.

الجنرال الذهبي
في البداية يقول اللواء محيي نوح القائد الثاني للمجموعة ٣٩ قتال، إن الإغارة على موقع لسان التمساح بالإسماعيلية جاءت ردًا على ضربة الغدر التي أدت إلى استشهاد رئيس الأركان الفريق عبدالمنعم رياض أثناء تفقده الصفوف الأمامية لخط بارليف، وأوضح أنه عقب استشهاد الجنرال الذهبي جاءت الأوامر مباشرة إلى المجموعة ٣٩ قتال لتلقين العدو درسا لن ينساه، وكان تحديد موعد العملية في الذكرى الأربعين لاستشهاد البطل على الفور، تم استطلاع الموقع الذي جاءت منه إغارة العدو، وكان تحديدا في منطقة نمرة ٦ بالإسماعيلي، وكان يعتقد العدو أنه أقوى المواقع الحصينة لديه، ويصعب الاقتراب منه.
وأضاف أن ذلك كان من أخطر المواقع لأنه يوجه قذائفه بشكل مستمر اتجاه مدينة الإسماعيلية، مؤكدا أن الهجوم على لسان التمساح، بالإضافة إلى كونه انتقاما لاستشهاد رئيس أركان القوات المسلحة كان إثباتا للعدو أننا قادرون على الوصول إليه في أي مكان، وكان موقع الاستطلاع من فوق مبنى الإرشاد التابع لهيئة قناة السويس، فكان قريبًا جدا من الضفة الغربية لقناة السويس، ويستطلع الجانب الشرقي لتواجد قوات العدو الصهيوني تم رصد تحركات العدو وحصر أماكن الدخول والخروج وحجم التسليح والدشم وتحديد المناطق الإدارية، وتم إنشاء موقع مشابه تماما لهذا الموقع وتدربت عليه رجال المجموعة لدراسته ووضع خطة لاقتحامه.
وأشار إلى أنه تم وضع خطة الاقتحام مقسمة على ٤ مجموعات ومجموعة قطع ومجموعة بحرية لحماية منطقة الانزال كل مجموعة تتكون من ١٢ شخصًا تقريبا، بالإضافة إلى قائد المجموعة، وكانت مجموعة القيادة يتولاها البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي ومعه ٦ أفراد من الصاعقة المجموعة الأولى بقيادة الملازم محسن طه، والمجموعة الثانية بقيادتي، وكنت نقيبًا في ذلك الوقت والمجموعة الثالثة بقيادة النقيب أحمد رجائي، والمجموعة الرابعة بقيادة الملازم وئام سالم، والمجموعة الخامسة من الصاعقة البحرية بقيادة البطل طبيب عالي نصر، ومهمتها تأمين منطقة النزول والوصول للهدف والعودة، وكانت مهمة القوات في العملية تدمير الموقع بشكل كامل، والقضاء على كل أفراد العدو، كان الموقع عبارة عن مجموعة دشم موصل بينها بخندق يصل إلى المنطقة الإدارية وبداخل الدشم مخازن الأسلحة والذخائر وعربات نصف جنزير ومنصة لإطلاق الصواريخ، وكان يوم ١٨ أبريل ١٩٦٩ الموعد الأخير للاستطلاع، ثم بدأ قائد كل مجموعة بمراجعة الخطة مع أفراده ثم توجيه كلمات التحفيز ورفع روحهم المعنوية، وفي تمام الثامنة من مساء ١٩ أبريل بدأت المدفعية ضرب موقع لسان التمساح والمواقع القريبة منه لتشتيت العدو الذي لم يخطر في فكره أن الهجوم المقصود لسان التمساح لأنهم يعتبرونه من المواقع الحصينة التي يستحيل الاقتراب منها ماجعلهم تجاهلوا تأمين الموقع بالأسلاك الشائكة والألغام وفرت عناصر العدو للاختباء داخل الخنادق والدشم.

لسان التمساح
وأوضح موقع لسان التمساح كان عبارة عن رأس مثلث قاعدته نقطتان قويتان كلاهما أقوى من الأخرى والاثنتان مع لسان التمساح موجود على الجانب الآخر لبحيرة التمساح بعرض ٣ كيلو مترات، وهذا يعني أن هناك حاجزا مائيا يفصل بين لسان التمساح وأي قوات تفكر في مهاجمته، وأضاف أنه أثناء إطلاق قذائف المدفعية نزلت القوات المصرية في مياه بحيرة التمساح في ٦ قوارب، وتحركوا في تجاه الهدف وبمجرد الوصول إلى موقع الهدف قامت مجموعة عالي نصر بتأمينها، وتواصل القائد إبراهيم الرفاعي مع العميد مصطفى كامل لإيقاف الضرب لاقتحام الموقع، وبالفعل استطاعت القوات دخول الموقع والتعامل مع الدشم الموجودة بالتعاون مع المجموعة التي يقودها البطل إبراهيم الرفاعي والمجموعات الأربع الأخرى كان الهدف السيطرة على الموقع قبل أن يستوعب العدو الموقف ويهاجمنا فكان لعنصر المفاجأة دور أساسي في نجاح هذه العملية حيث استغلت أفراد المجموعة ٣٩ قتال تواجد عناصر العدو داخل الدشم والخنادق، وتم توجيه العبوات الناسفة ليتحول الموقع إلى جهنم حمراء لم تهدأ ثأرًا لاستشهاد الجنرال الذهبي.
وتابع أنه لم نجد أي رد فعل من القوات الإسرائيلية سوى خروج طلقة واحدة، وسرعان ماتمت السيطرة على الموقع من خلال الآر بي جي، وتم تدمير الدشم والخنادق، وكان الجنود الإسرائيليون يحاولون الفرار هربا من أمام أسلحة القوات المصرية، ولكن أفراد ٣٩ قتال نسفت الخنادق، ولم يستطع أي جندي الخروج منها، لافتا إلى أن المعركة استمرت نحو ساعتين فقط استطاعت القوات المصرية خلالها السيطرة على موقع لسان التمساح بعد قتل كل القوات الإسرائيلية وتدمير كل أسلحتهم الموجودة في المخازن والصواريخ وتدمير كل خطوط الإمداد الموجودة تحت الأرض، وفي تلك الأثناء تلقت القوات المصرية إشارة من العميد مصطفى كمال تفيد بقدوم مجموعة من الدبابات الإسرائيلية في طريقه لموقع لسان التمساح، وكان يجب علينا إخلاء الموقع، لكن القوات انتظرت لتسطر انتصارا جديدا في تاريخ العسكرية، وبالفعل وجدنا مجموعة من الدبابات واجهنا أول دبابة وتم تدميرها ثم هربت باقي الدبابات إلى عمق سيناء.
وبعد انتهاء المعركة تم نقل البطل محيي نوح بطائرة هيليوكبتر إلى مستشفى المعادي العسكرية إثر إصابته بشظايا في الوجه والرقبة والكتف، وكان في استقباله اللواء محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية الذي أمر بإحضار ملابس جديدة له بسبب تمزق ملابسه أثناء المعركة وتلوثها بالدماء وأرسل إلى أهله لزيارته والاطمئنان عليه، وفي اليوم التالي أخبره بزيارة مهمة له، وكانت الزيارة للرئيس جمال عبدالناصر ومعه لفيف من القيادات العسكرية على رأسهم الفريق محمد فوزي وزير الدفاع، وكان له جانب من الحديث مع الرئيس عبدالناصر الذي سأله عن تفاصيل المعركة وأبدى سعادته لما حققته المجموعة ٣٩ قتال من شجاعة وبسالة للثأر من استشهاد الجنرال الذهبي وسأله عن مطالبه وكان رد البطل محيي نوح أنه يتمنى تزويد المجموعة ٣٩ قتال بأحدث الأسلحة والإمكانيات وتطوير عمليات التدريب والسماح لنا بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية خلف خطوط العدو، وعلى المستوى الشخصي طلب الاشتراك في العملية القادمة مع زملائه، وجاء رد الرئيس عبدالناصر موجها الفريق محمد فوزي بتلبية مطالبي، وقدم الشكر لنا وطالبنا بالاستمرار في قتال وتدمير العدو والمحافظة على الروح المعنوية ليتأكد العالم أجمع أننا قادرون على الرد بكل قوة، ويعلم الصهاينة أن المصريين شعبا وجيشا لن يقبلوا بالهزيمة.

واجب وطني
ويضيف القبطان وسام حافظ أحد أبطال المجموعة ٣٩ قتال كنا ننتظر يوم ١٩ أبريل بفارغ الصبر للانتقام للشهيد البطل عبدالمنعم رياض فهو واجب عسكري ووطني، وكنا واثقين من تحقيق النصر، فقد سبقت العملية تدريبات عديدة في أحد المواقع بالفيوم، كان التحرك ليلا من خلال القوارب وصولا إلى الضفة الشرقية حاملين أنابيب صغيرة مملوءة بالغاز، وتم وضعها في المزاغل التي يخرج منها الإسرائيليون أسلحتهم حتى تنفجر بالداخل دخلنا إلى الموقع، وكل مجموعة تعلم الدشمة التي ستتعامل معها، وفور أن شاهدنا اليهود فروا إلى الخنادق والدشم للاختباء داخلها، وتم إلقاء القنابل اليدوية عليهم وكان هناك تمهيد نيراني من المدفعية لتسهيل عملية دخول الموقع، وكانت عملية لسان التمساح أول عملية تلجأ بسببها إسرائيل إلى مجلس الأمن لعرض ما أصابهم من ضرر فقد هاجمنا الموقع بنحو ١٥٠ مقاتلا، ونجحنا في تدمير الموقع بالكامل والسيطرة عليه وقتل جميع العناصر الإسرائيلية وقتل ٤٤ إسرائيليا وتدمير عربة نصف جنزير والحصول على كامل أسلحتهم كان الهدف تدمير الموقع بالكامل ردا على استشهاد البطل عبدالمنعم رياض.
ابنة البطل:
وتؤكد ليلى إبراهيم الرفاعي نجلة البطل إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة ٣٩ قتال أن والدها كان في مقدمة صفوف المجموعة ٣٩ قتال في ليلة الأربعين لاستشهاد البطل عبدالمنعم رياض للثأر من الصهاينة حيث عبرت المجموعة قناة السويس يوم ١٩ أبريل، واستطاعت قصف الموقع بالكامل وقتل نحو ٤٤ ضابطا وصف ضابط وجنديا إسرائيليا، وأمرت القيادة الإسرائيلية بضرب موقع لسان التمساح للقضاء على المجموعة ٣٩ قتال خاصة أن المجموعة كانت تقوم بعمليات نوعية خلف خطوط العدو أفقدها اتزانها وألحق بها خسائر شديدة، وأضافت أنه من هول معركة لسان التمساح تقدمت إسرائيل باحتجاج رسمي في مجلس الأمن يفيد بقتل جنودهم بوحشية من قبل القوات المصرية، ولأول مرة رفع البطل إبراهيم الرفاعي العلم المصري بمنطقة نمرة ٦ في مدينة الإسماعيلية منذ ١٩٦٧، واستمر العلم مرفوعا ٣ أشهر تقريبا شرق قناة السويس.