الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الصراعات الدولية تلاحق بلاد الرافدين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات العراق ساحة صراع كبيرة بين قوى متناحرة على اختلاف أشكالها وتوجهاتها السياسية، بدءًا من حالة المواجهة المستمرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، والتي على إثرها يتم إطلاق صواريخ موجهة ناحية المنطقة الخضراء بوسط العاصمة العراقية بغداد من جانب ميليشيات تابعة وتدار بأوامر إيران وهو ما يلقي الضوء على دور السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، ومن ناحية أخرى باتت هناك ساحة صراع على جانب مقابل بين تركيا والأكراد، حيث باتت تركيا تستبيح الأراضي والأجواء العراقية، وتطلق الصواريخ والقذائف على أماكن تجمع الأكراد في البلدات الحدودية.
ويفسر متابعون تلك التحركات العسكرية بين الأطراف المتناحرة، بأنها محاولات لإعاقة عمل وتقدم الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي وإحراجها أمام المجتمع الدولي، خاصة وأن الكاظمي أخذ على عاتقه مهمة سحب السلاح من الميليشيات وتركيز السلاح في يد الدولة والجيش فقط، وهو ما أثار سخط الميليشيات التابعة والممولة من إيران، والتي تحاول الحفاظ على نفوذها في كافة المناطق التي تنتشر فيها.
وعلى إثر ذلك أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه يرفض أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الدولية، في الوقت الذي لا تزال توجد فيه قاعدة عسكرية تابعة للتحالف الدولي تتعرض لقذائف صاروخية يومًا بعد يوم، فضلًا عن الانتهاك التركي الكبير بحق الأكراد في إقليم كردستان.
لكن من ناحية أخرى تعمل إيران على أن يكون العراق هو ورقة الضغط والمساومة الكبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأن أراضي العراق شهدت اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وهو أحد أهم القادة العسكريين البارزين في إيران، وهو ما دعا إيران لأن تطلق عدة صواريخ على قاعدة عين الأسد في أربيل ثأرًا من واشنطن، فيما لا تزال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحاول رأب الصدع بين القوى المتناحرة، وإفساح المجال أمام الحكومة العراقية لتؤدي دورها.
وفي هذا السياق، يرى مناف الموسوي، الباحث السياسي العراقي، أن حكومة مصطفى الكاظمي تعمد في برنامجها الحكومي سياسة الحوار والاحتواء، من خلال الحوار مع الفصائل المسلحة لسحب سلاحها وحصر السلاح بيد الدولة، ومحاولة تحويلها إلى مكونات سياسية أو دمجها كمنظمات مجتمع مدني، مؤكدًا أن هذا تحديا تواجهه حكومة الكاظمي خصوصًا مع استمرار إطلاق صواريخ الكاتيوشا على البعثات الدبلوماسية، والتي سببت حرجًا لحكومة الكاظمي لكنها مازالت مستمرة بهذا المنهج.
وأضاف المحلل السياسي العراقي لـ"البوابة نيوز"، أن حكومة الكاظمي كان لها دور كبير في دعم المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد، حيث أعلنت الحكومة في وقت سابق أن التظاهر حق دستوري للمواطنين على أن يكون بالطرق السلمية، ووجه القوات الأمنية بتوفير الأمن للمتظاهرين وحمايتهم، وهو ما دعا البعض وخصوصا المكونات السياسية تتهم الحكومة بأنها هي من تحرض المتظاهرين على الخروج.
وتابع أن منهج رئيس الحكومة السيد الكاظمي هو عدم دخول العراق ضمن محور محدد، وبناء علاقات دبلوماسية مع الجميع بعد تصفير الأزمات، من خلال التأكيد على احترام السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وبناء علاقات دبلوماسية مبنية على أساس المصالح المشتركة، والتبادل التجاري والاستثماري، وهو مايعطي المساحة لعودة العراق كلاعب محوري في المنطقة.