الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بكين: مستعدون للعمل مع واشنطن لإعادة العلاقات إلى المسار الصحيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال وانج يي عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني، إن بلاده مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لإعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح من النمو الصحي والمطرد.
جاء ذلك خلال استعراض علاقات الصين مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والدول العربية، وموقف بكين من مختلف الملفات والقضايا العالمية، وذلك خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، على هامش أعمال الدورة الرابعة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني (أعلى هيئة تشريعية) المنعقدة حاليا في العاصمة الصينية (بكين).
وأضاف وانج، أنه "ليس من المستغرب أن تكون هناك منافسة بين الصين والولايات المتحدة لأن مصالحهما متشابكة، ولكن ينبغي أن يكون بينهما منافسة صحية على أساس العدل والإنصاف"، مشيرا إلى أن الصين تتطلع إلى أن يسفر تجدد التعاون بين الصين والولايات المتحدة بشأن تغير المناخ، عن "تغير مناخ" إيجابي على صعيد العلاقات الثنائية.
وأوضح أن الاختلافات في الأنظمة ينبغي ألا تكون ذريعة للعداء والمواجهة، معتبرا أنه من المستحيل أن يكون هناك نظام واحد فقط يلائم جميع البشرية، وأن بكين تأمل أن يتبادل العالم الاحترام والتسامح لتحقيق الازدهار المشترك.
ودعا وانج، إلى الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، قائلا إن الولايات المتحدة تتدخل منذ فترة طويلة في الشؤون الداخلية للدول بذريعة حقوق الإنسان، وهو ما أدى في بعض الأحيان إلى حدوث اضطرابات، ويجب عليها إدراك ذلك، والتعاطي مع مسألة أن يكون هناك تنافسا شريفا بدلا من تبادل الاتهامات.
وأشار إلى أن هناك قائمة جاهزة بمجالات التعاون العاجلة بين الجانبين، وهي: مكافحة الجائحة، والتعافي الاقتصادي، والتغير المناخي.
وحول العلاقات الصينية الروسية، قال: إنه "كلما زاد اضطراب العالم، يجب أن يمضي التعاون الصيني الروسي إلى الأمام.. يجب أن يكون كلا البلدين داعمين استراتيجييين لبعضهما البعض، وتعزيز فرص التنمية لكل منهما، وهذه ليست تجربة التاريخ فحسب، بل هي أيضا متطلبات العصر".
وتابع: أنه "في مواجهة وباء القرن، عملت الصين وروسيا عن كثب لمحاربة فيروس كورونا ومكافحة (الفيروس السياسي) بشكل مشترك.. إن الصين وروسيا كانتا دائما الدعامة الأساسية للسلام والاستقرار في العالم. وإن هذا العام يصادف الذكرى العشرين لتوقيع (المعاهدة الصينية الروسية لحسن الجوار والتعاون الودي)، واتفق الجانبان على تمديد المعاهدة، ما يمثل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الصينية الروسية؛ حيث سيواصل الجانبان التمسك بروح معاهدة الصداقة للأجيال والتعاون المربح للجانبين، ويدفعان شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الجانبين في العصر الجديد على نطاق أوسع ومجال أوسع ومستوى أعمق".
وبشأن العلاقات الصينية العربية، قال: إن الصين والدول العربية أرست معا نموذجا جديدا في مكافحة فيروس كورونا عبر التضامن والتعاون، وإنه في مواجهة تحدي "كوفيد 19"، مضت العلاقات الصينية-العربية قدما بقوة وحيوية متجددة.
وأضاف أن الصين تظل أكبر شريك تجاري للدول العربية، حيث بلغت التجارة البينية 240 مليار دولار خلال العام الماضي، مؤكدا الحرص على بذل جهود مشتركة لتعزيز وإضفاء مقومات جديدة لعلاقات بمصير مشترك بين الجانبين.
وأبدى وزير الخارجية الصيني عن استعداد الصين للعمل مع الجانب العربي للقيام باستعدادات جيدة لعقد قمة صينية-عربية.
وتابع: أن الصين اقترحت إقامة منصة حوار متعددة الأطراف لقضايا السلام في منطقة الخليج بخلاف القضية النووية الإيرانية؛ لإدارة الخلافات من خلال التشاور الجماعي وحماية السلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي بشكل مشترك.
وبالنسبة للقضية النووية الإيرانية، قال: إن القضية حساسة وتؤثر على مجمل الأوضاع في الخليج والشرق الأوسط، داعيا الولايات المتحدة إلى إظهار حسن النوايا والعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني عما قريب.
وشدد على أنه يتعين على إيران العودة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) والاضطلاع بمسئولياتها في مجال عدم انتشار الأسلحة النووية.
وبشأن العلاقات مع آسيا، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني: إن الصين تعتزم العمل مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في سبيل بناء مجتمع ذي مصير مشترك أوثق وإطلاق 30 عاما أخرى من تعاون أعظم بين الجانبين.
وأضاف أنه يتعين على الصين ودول آسيان مواصلة التنفيذ الكامل والفعال للإعلان الخاص بسلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي من أجل الحفاظ على الاستقرار الشامل في بحر الصين الجنوبي، لافتا إلى أن الصين ودول آسيان بحاجة إلى إزالة المعوقات والمضي قدما في المشاورات حول مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي، والعمل نحو الإبرام المبكر لمجموعة من القواعد الإقليمية الأكثر موضوعية وحيوية ومتسقة مع القانون الدولي وتخدم احتياجات جميع الأطراف.
وعن المناخ، قال: إن الصين ترحب بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وتتطلع إلى أن تتحمل واشنطن مسؤولياتها وتقدم إسهاماتها الواجبة، معتبرا أن بناء كوكب أخضر وصالح للمعيشة وتحقيق التنمية المستدامة، مسؤولية تقع على عاتق جميع أعضاء المجتمع الدولي، وأن مواجهة التحديات الراهنة وحماية البيئة ليست خيارا نملك قبوله أو رفضه، وإنما نداء تتحتم علينا تلبيته.
وحيال ميانمار، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني إن الصين على استعداد للعب دور بناء في تخفيف حدة التوترات في ميانمار، وإن الأولوية العاجلة لميانمار تكمن في منع المزيد من إراقة الدماء والصراع، وتخفيف وتهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن.
وأعرب عن أمله أن تتحلى الأطراف المعنية بالهدوء وضبط النفس ومواصلة دفع عملية التحول الديمقراطي وحل الخلافات في إطار الدستور والقانون، كما أن الصين تدعم دور تلعبه رابطة آسيان مع مراعاة عدم التدخل في شؤون ميانمار واحترام سيادتها وإرادة شعبها، مؤكدا أنه مهما كانت متغيرات الأوضاع في ميانمار، فإن الصداقة بين الصين وميانمار لن تتغير.
وبشأن اليابان، أعرب عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني "وانج يي" عن أمل الصين أن يتبنى المجتمع الياباني تصورا موضوعيا وعقلانيا تجاه الصين، من أجل تقوية الدعم العام للتقدم طويل الأجل في العلاقات الصينية-اليابانية، داعيا الجانبين إلى دعم بعضهما البعض في استضافة دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو هذا العام والأوليمبية الشتوية في بكين العام المقبل.
وعن الهند، قال وانج، إن الصين والهند بحاجة إلى مساعدة بعضهما البعض على النجاح بدلا من تقويض بعضهما البعض، وعليهما تعزيز التعاون بدلا من إثارة الشكوك في بعضهما البعض.
وأضاف أن جوهر العلاقات الثنائية هو كيفية التعايش المشترك، خاصة وأنهما يتبنيان مواقف مشتركة في قضايا كثيرة، وأنهما لا يمثلان تهديدا لبعضهما البعض، وأن الخلافات الحدودية أمر خلفه التاريخ.
ودعا إلى تهيئة الظروف لتسوية المسائل الحدودية عبر تعزيز التعاون بين الجانبين، معتبرا أن الحقائق أثبتت أن الإثارة والمجابهة لن تحل أي مشكلة وأن الطريق الصحيح هو العودة إلى المفاوضات، معربا عن أمله في أن تعمل الهند مع الصين لتحقيق رؤية عدم تشكيل تهديد لبعضهما البعض.
وعن اللقاحات، أعرب عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني، عن أمل الصين أن تبذل جميع الدول القادرة ما في وسعها لتوفير اللقاحات للدول المحتاجة، وخاصة البلدان النامية، حتى تتمكن الشعوب في جميع أنحاء العالم من الحصول على لقاحات ميسورة التكلفة تفيد الشعوب حقا.
وقال: إن أكثر من 60 دولة سمحت باستخدام اللقاحات الصينية، وإن الصين تعارض "قومية اللقاح" وترفض أي "انقسام إزاء اللقاح" أو أي محاولة لتسييس التعاون في مجال اللقاحات، مشيرا إلى أن الصين قدمت وتقدم مساعدات إزاء لقاح (كوفيد 19) مجانا إلى 69 دولة نامية في حاجة ماسة إليها، بينما تصدر اللقاحات إلى 43 دولة، كما أن الصين تبرعت بأكثر من 34 مليون مجموعة من الإمدادات والمعدات الطبية التي يشتد الحاجة إليها إلى أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية، وتقدم حاليا اللقاحات إلى 12 دولة محتاجة في أمريكا اللاتينية.
وحول ملفات شينجيانج والتبت وتايوان، قال وزير الخارجية الصيني: إن الصين لن تقبل مطلقا اتهامات وتشهيرات لا أساس لها، ولن تسمح مطلقا بالاعتداء على مصالحها الأساسية.
وأضاف أن الإدعاء بحدوث "إبادة جماعية في شينجيانج" لا يتعد كونه أمرا سخيفا، وأنها "مجرد شائعة ملفقة بدوافع خفية وكذب تام"، موضحا أن إجمالى الناتج المحلي في منطقة شينجيانج ارتفع بأكثر من 200 مرة على مدار الـ60 عاما الماضية، وأن متوسط العمر المتوقع في شينجيانج في الصين ارتفع من 30 عاما إلى 72 عاما خلال الـ60 عاما الماضية.
وتابع: أنه بالنسبة لتعديل النظام الانتخابي في هونج كونج، فإنه في غضون 24 عاما منذ عودتها إلى الوطن الأم، ظلت الحكومة المركزية تهتم بتنمية الديمقراطية هناك، آملة أن تحافظ المنطقة على ازدهارها واستقرارها.
وأعرب وانج، عن عزم الصين المستمر التمسك بـ"دولة واحدة ونظامان" و"إدارة هونج كونج بأهلها" ودرجة عالية من الحكم الذاتي.
وبالنسبة لتايوان، قال وانج: إن إعادة توحيد جانبي مضيق تايوان مسألة حتمية ومؤكدة، وإن إعادة التوحيد تتوافق مع التوجه العام للتاريخ والإرادة الجماعية للأمة الصينية، وأن هذا التوجه والإرادة لن يتغيرا، ولن يمكن تغييرهما.
وحول مبادرة الحزام والطريق، أكد وانج أن الصين تعتزم التعاون مع جميع الأطراف لتطوير الحزام والطريق إلى مسار واسع للتنمية والرخاء المشتركين.
وشدد على أهمية تعزيز التعددية، معتبرا أن بناء دوائر صغيرة باسم التعددية هو في الواقع "سياسة المجموعة"، وأن التعددية مع إعطاء الأولوية للمصالح الخاصة لا تزال تفكيرا أحادي الجانب، وأن "التعددية الانتقائية" ليست الخيار الصحيح.
ولفت إلى أن الصين تدعم التمسك بأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، والمكانة المركزية للأمم المتحدة في النظام الدولي، والقاعدة الأساسية للتشاور المتكافيء في إصلاح الأمم المتحدة.
وعن العلاقات الأوروبية، قال وانج إن الصين والاتحاد الأوروبي لديهما مصالح مشتركة واسعة وليسا منافسين نظاميين.
ونوه وانج بأن الصين ستواصل العمل مع الدول الأخرى في جهود دؤوبة للقضاء التام على مرض فيروس كورونا، وأن الصين ستطرح شهادات صحية للمسافرين الدوليين لتسهيل التدفق الآمن والمنظم للأفراد، كما أن الصين تخطط لإنشاء مراكز تطعيم في الدول التي يسمح فيها بإعطاء اللقاحات الصينية للمواطنين المحتاجين من الدول المجاورة.
وأوضح أن أكثر من 50 دولة تسجل مواطنين صينيين في برامج التطعيم الخاصة بها، وأن العديد من الصينيين الذين يعيشون في الخارج يتم تلقيحهم بلقاحات صينية وفقا لقوانين الدول المضيفة.