الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الصومال وليبيا وتونس.. السخط الشعبي يتصدى لمشروع أردوغان.. ومظاهرات في مقديشو ضد فرماجو حليف أنقرة.. وانقسامات في "النهضة" بعد لقاءات الغنوشي والرئيس التركي

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حاول نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خلال السنوات القليلة الماضية، السيطرة على الأنظمة السياسية في بعض بلدان المنطقة، من أجل زيادة نفوذه بالشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك عبر دعم التنظيمات الإرهابية أو بعض الجماعات المسلحة مثلما فعل في سوريا، وفى بعض الأحيان كان عبر دعم جماعة الإخوان الإرهابية مثلما حاول في مصر وفشل بشكل ذريع، أو في تونس، أو عبر دعم الحكومة بأموال طائلة مثلما فعل في الصومال. ولكن النظام التركى يتلقى الضربة تلو الآخرى في الدول التى حاول السيطرة عليها، وذلك مع رفض محاولات هذه السيطرة، وكان آخر هذه الدول الصومال وليبيا وتونس.

الصومال
بدأ نظام أردوغان محاولات السيطرة على الصومال عبر إنشاء قاعدة عسكرية، هى الأكبر له في الخارج، بالعاصمة الصومالية مقديشو، كما دربت تركيا قوات خاصة صومالية للسيطرة على أى رفض أو تظاهرات شعبية ضد وجودها. كما أعلنت عقب ذلك إنشاء ميناء فضائى على الاراضى الصومالية، وذلك وفق ما نقله موقع «سبيس إن افريقا»، إلا أن كل هذا الأمر انهار أمام التظاهرات الشعبية في الصومال، والتى حاول فيها أردوغان التدخل عبر قوات جورجور التى دربتها القوات الصومالية لقمع المتظاهرين، وفق ما نقلته صحيفة «عرب ويكلى». وخرجت التظاهرات في مناطق متفرقة من العاصمة الصومالية مقديشو، وذلك ضد الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، والتى دعت لها المعارضة الصومالية، ونددت بعض الأصوات بالتدخل التركى السافر في الشأن الصومالى، وطالبت المعارضة بانتخابات نزيهة وحرة، ما أدى إلى سخط شعبى في الصومال ضد التواجد التركى، ومحاولات السيطرة على الأوضاع، كما طالبت المعارضة الصومالية من تركيا عدم إرسال اسلحة إلى القوات، والتى يتم استخدامها ضد الشعب الصومالى في الشارع، وذلك في تقرير نشرته «إذاعة سويسرا العالمية». وقال عبد الرحمن عبد الشكور ورسمى زعيم حزب ودجر الصومالى لوكالة رويترز إن الشعب الصومالى قلق للغاية من حجم الأسلحة التى ترسلها تركيا إلى وحدات الشرطة، وترفض استمرار إرسال مثل هذه الأسلحة، لإستغلالها في قمع المعارضة، وتزوير الانتخابات.
ويتضح من ما سبق أن كل المحاولات التركية في بسط النفوذ بالصومال يقابله رفض شعبى شديد، وخاصة مع محاولات تزوير الانتخابات وإسكات كل الأصوات المعارضة بدعم تركى.

تونس
ظهرت المحاولات التركية في السيطرة على الأوضاع في تركيا، عقب انتخاب حركة النهضة «إخوان تونس»، لتصبح ذات أغلبية في البرلمان التونسى، ويصبح زعيم الحركة في تونس، راشد الغنوشى هو رئيس البرلمان التونسى وتتوالى اللقاءات بين الغنوشى وأردوغان، ليثور الشعب والقوى السياسية في تونس على الغنوشى والنهضة، بسبب هذه اللقاءات التى اعتبروها تدخلا سافرا من جانب أردوغان في الشأن التونسى.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» آنذاك تقريرا أشارت فيه إلى الغضب الشعبى الجارف ضد اللقاءات بين أردوغان والغنوشى، ما اعتبروه تدخلا تركيا في شئون بلادهم، واعتبرت الأحزاب السياسية آنذاك وفق التقرير أن القرار التونسى أصبح نابعا من مكتب أردوغان نفسه، وجاءت نداءات سحب الثقة من الغنوشى بالبرلمان التونسى. فيما أشار التقرير إلى اشتعال الأزمات داخل حركة النهضة نفسها بسبب هذه اللقاءات، وسط مخاوف داخل الحركة من انقلاب الشعب عليهم، لتنهى هذه الأحلام.

ليبيا
تعد ليبيا من أشهر الدول في المنطقة التى شهدت محاولات تركية كبيرة للسيطرة على الأوضاع فيها، حيث بدأت في أوائل العام الماضى ٢٠٢٠، عقب توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة الوفاق آنذاك بقيادة فايز السراج، وحكومة أردوغان من أجل تقديم الدعم العسكرى التركى إلى الوفاق، وكذلك ترسيم حدود بحرية وتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية الليبية، وما ترتب عليه اشتعال الموقف في ليبيا.
اشتعل الموقف عقب ذلك بإرسال أردوغان الالاف من المرتزقة السوريين إلى الأراضى الليبية، وكذلك رحلات متعددة لقادة الجيش التركى وإرسال معدات ثقيلة وخبراء إلى الأراضى الليبية، ولقاءات متكررة بين أردوغان والسراج، ثم مناورات عسكرية في المياه الليبية، وإعلان انطلاق التنقيب عن الغاز والنفط، ليشتعل الوضع.
عقب كل هذه المحاولات من جانب تركيا، إلا أنها تلقت ضربة موجعة في ليبيا بخروج السراج من المجلس الرئاسى وانتخاب مجلس رئاسى جديد، وظهور إعلان القاهرة ونتائج مؤتمر برلين، الذين دعا إلى خروج المرتزقة من ليبيا، لتبدأ ليبيا مرحلة جديدة من تشكيل حكومة وتوحيد الصفوف من أجل عقد انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر المقبل، ويبدأ الدور التركى في الاختفاء من ليبيا.
ونشر موقع ذا إنتربريتر للابحاث في سيدنى، تقريرا توقع تكرار فشل أردوغان وخطته في ليبيا مثلما حدث له في سوريا، وقال الموقع إن مقامرة السياسة الخارجية لأردوغان في الصراع الليبى لن توفر لتركيا النفوذ الاستراتيجى في شرق البحر المتوسط الذى يسعى إليه، كما أنه قوض أى احتمالية لوجود قوة لها في المنطقة.