الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

جبال التيه بسيناء.. الراحة وخشم والعجمة تجذب الزائرين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشتهر مصر بسياحة السفارى بما تملكه من مناطق صحراوية وجبلية خلابة مختلفة الألوان والأشكال بالإضافة إلى وجود العديد من الواحات الرائعة الجمال التى تتخلل الجبال توفر المتعة والمغامرات للسياح هواة رحلات السفارى، مما جعل سياحة السفارى تنتشر في مصر عامة وفى جنوب سيناء خاصة، وتعد رحلات السفارى في المناطق البدوية، الطريقة الوحيدة الشيقة لاكتشاف قلب صحراء سيناء، ولك أن تتخيل روعة مشهد الصخور التى تتغير ألوانها مع غروب الشمس وما يمكن أن تشعر به من إثارة ونشوة عندما تقضى ليلة تحت السماء المرصعة بالنجوم، ومسارات رحلة السفارى تتنوع فبعضها يتجه إلى السلاسل الجبلية وأشهرها جبال التيه بسيناء، وتضم معالم جبال التيه بسيناء ٣ سلاسل وهى جبل الراحة في الغرب ويشرف على خليج السويس وجبل خشم الطرف في الشرق ويطل على خليج العقبة وجبال العجمة في الوسط عند القوس المحدب.
وتتميز هذه السلاسل بأنها وعرة ولا يمكن اختراقها إلا من خلال خمسة فتحات وهو ما يطلق عليه نقب تبدأ من الشرق بنقب الميراد والمريخى ورصاء والراكنة ونقب وطاه وأشهرها نقب الراكنة في الطريق من مدينة طور سيناء والرملة إلى نخل ونقب المريخى في الطريق من نويبع ودير سانت كاترين إلى نخل.
وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان لـ«البوابة»، إن من جبال التيه أيضًا جبل حسن جبل صغير يقع على طريق الحج القديم قرب نخل وحكايته أن أحد مماليك مصر أثناء عودته من هذا الطريق بعد الحج رأى بدوية رائعة الجمال تدعى «حسن» فأخذها مع قافلة الحج العائدة وسار ورائها أخيها لإنقاذها ولما وصلت قافلة الحج إلى هذا الجبل وخلد إلى النوم قام أخوها بإنقاذها بقطع مقود الجمل الذى يحمل الهودج وفصله عن القافلة فاستيقظ المملوك ليرى سبب انقطاعه فبادره البدوى بضربة سيف قطع قدمه ثم أجهز عليه وركب الجمل وعاد بأخته وأطلق على الجبل اسم أخته «حسن».
ويشير ريحان إلى جبال التيه الشهيرة في الجنوب وهى جبلا بضيع والمنيدرة وجبل قلعة الباشا التى توجد به قلعة الجندى الشهيرة بوسط سيناء، أما في الشرق فأشهرها نقب العقبة الذى يشرف على قلعة العقبة وجبال الحمراء وهى دائرة عظيمة من الجبال في زاوية التيه الجنوبية الشرقية شمال نقب العقبة وسميت بذلك لأن لونها ضارب إلى الحمرة وجبال الصفراء لصفرة تربتها وجبال سويقة وجبل عريف الناقة بشكل عرف الناقة وجبل الحلال وسمى بذلك لوجود مراعى متسعة للإبل والغنم والمعروفة عند البدو بالحلال وجبل الأبرقين جنوب غرب جبل الحلال وعلى رأسه مقام للشيخ الأبرقين يزورونه بدو التيه وعد أبو قرون وعنده قبر الشيخ خليفة جد التياها.

سبب التسمية بجبال التيه
وعن سبب تسمية هذه الجبال المهمة في جغرافية وتاريخ سيناء بجبال التيه يوضح ريحان، يأتى في الآية الكريمة حين جاء الأمر الإلهى لبنى إسرائيل بدخول الأرض المقدسة بعد رحلتهم الطويلة في سيناء من عيون موسى إلى وادى غرندل إلى سرابيط الخادم إلى طور سيناء ثم عبر وادى حبران من طور سيناء إلى الوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) ومنها عبر عين حضرة إلى وادى غزالة إلى وادى وتير حتى اقتربوا من أبواب الأرض المقدسة.
وتقول نادية عبده، باحثة التراث، والملقبة ببنت البادية، في تصريح خاص لـ«البوابة": جبال التيه أو هضبة التيه تقع في وسط سيناء، يحدها من الشرق خليج العقبة ومن الغرب خليج السويس من الشمال محافظة شمال سيناء، ومن الجنوب جنوب سيناء، وسميت بهذا الاسم لأنها المنطقة التى تاه فيها اليهود أربعين عاما، مشيرة إلى أن من أشهر القبائل بها قبيلة التياهه نسبة إلى هذا المكان وتتميز هذه القبيلة بالبساطة وأنهم في الحق لا يخشون لومة لائم وكانوا في السابق يتمركزون في قرية الوادى بطور سيناء، وهم أول من آمن بسيدنا موسى عليه السلام وساعدوه للقاء فرعون وحاليا قليل منهم يتواجدون في قرية الوادى وأبورديس ورأس سدر، ويتمركزون حاليا في وسط سيناء، ومن أشهر مناطق تواجدهم نخل بوسط سيناء وجبل الحلال والقسيمة وعين المويلح ومعظم وادى العريش وتوجد أيضا قبيلة الترابين من أكبرها عددا وتتواجد أم خشب وشمال جبل الحلال وأشهر العشائر لها النجمات والحسابلة وغيرهما كما تتواجد قبيلة الأحيوات وقبيلة المساعيد، وتتركز في الشرق من بلاد التيه وغربها من أشهر مناطق تمركزها جبل المغارة والتمر وعين سدر وأشهر عشائرها النجمات والصحايفة وآخرين كما تقطنها قبيلة الحويطات، وهى كبيرة أيضا وامتدادها شاسع وتتمركز في بئر ميعوق وبئر المرة وعين سدر في وادى سدر من أشهر عشائرها حويطات ميعوق ووادى المشاوخ والقرعان وآخرين.
وأضافت: تعد هضبة التيه أرض مرور وعبور سواء فتوحات أو التجارة أو رحلات الحج، وتمثل من أيام الفراعنة إلى هذا الوقت الحالى محط اهتمام الدولة نظرا لأهميتها تعود إلى أيام الفتح الإسلامى بقيادة عمرو بن العاص وقد طلب منه الخليفة عمر بن الخطاب أن يواصل فتح مصر بعد فتح بلاد الشام والعراق، وكان قد جاءه رسول أن يكمل فتح مصر وكان سعيدا لذلك وكان موجودا غرب العريش وهلل القائد قائلا: «المسا....عيد» فسميت هذه المنطقة بالمساعيد وقدمت هذه القبيلة كل التسهيلات لإقامته عندهم حتى يأتيها المدد والعون، وعندما دخل مصر فاتحا عبرت الجيوش والعتاد عبر سيناء بأمان حتى وصلوا مصر.