الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بالفيديو.. بابا الفاتيكان إلى الشعب العراقي: أخيرًا سأكون بينكم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، رسالة فيديو إلى الشعب العراقي قبل زيارته الرسمية غدا الجمعة.
وقال نص الرسالة:
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في العراق، السلام لكم، أخيرا سأكون بينكم.. أتوق إلى لقائكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة القديمة والرائعة. آتي كحاج تائب لأطلب من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنوات من الحرب والإرهاب، ولأطلب من الله العزاء للقلوب والشفاء للجراح. وأصل بينكم كحاج سلام لأكرر: "أَنتُم جَميعًا إِخوة". نعم، آتي كحاج سلام يبحث عن الأخوَّة، وتحرِّكه الرغبة في الصلاة معًا والسير معًا، وكذلك مع الإخوة والأخوات من التقاليد الدينية الأخرى، في علامة الأب إبراهيم، الذي يوحد في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين.
أيها الإخوة والأخوات المسيحيون الأعزاء، الذين شهدتم للإيمان بيسوع وسط تجارب قاسية، أتطلع إلى رؤيتكم. يشرفني أن ألتقي بكنيسة تميّزت بالشهادة: شكرًا على شهادتكم. أتمنى أن يساعدنا العديد من الشهداء الذين عرفتموهم على المثابرة في قوة الحب المتواضعة. لا تزال في عيونكم صور بيوت مدمرة وكنائس انتُهكت حرمتها، وفي قلوبكم جراح مشاعر ومساكن مهجورة. أرغب في أن أقدم لكم لمسة حنان الكنيسة بأسرها، القريبة منكم ومن الشرق الأوسط المعذب، وأشجعكم على المضي قدمًا. لا نسمحنَّ للمعاناة الفظيعة التي عشتموها والتي تؤلمني كثيرًا، بأن تنتصر علينا. لا نستسلمنَّ أمام انتشار الشر: إنَّ ينابيع الحكمة القديمة في أراضيكم توجهنا إلى مكان آخر، لكي نتصرّف على مثال إبراهيم الذي، وإذ ترك كل شيء، آمَنَ راجِيًا على غَيرِ رَجاء؛ واتّكل على الله، وصار أبًا لنسلٍ كعدد نجوم السماء. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لننظر إلى النجوم، لأن فيها الوعد الذي قطعه الله لنا.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لقد فكرت كثيرًا فيكم خلال هذه السنوات، أنتم الذين تألَّمتم كثيرًا، ولكنكم لم تستسلموا لليأس. فكرت فيكم، مَسيحيّين ومُسلمين. وفيكم أنتم الشعوب، مثلَ الشعب اليزيدي، فكّرت في اليزيديّين الذين عانوا كثيرًا؛ جميعنا إخوة، جميعنا. والآن آتي إلى أرضكم المباركة والجريحة كحاج رجاء. في نينوى، تردَّد صدى نبوءة يونان، التي منعت الدمار وحملت رجاءً جديدًا، رجاء الله. لنسمح بأن يعدينا هذا الرجاء، الذي يشجعنا على إعادة البناء والبدء من جديد. وفي أوقات الوباء العصيبة هذه، لنساعد بعضنا البعض على تعزيز الأخوَّة، وبناء مستقبل سلام معًا؛ إخوة وأخوات من جميع التقاليد الدينيّة. هنا، ومنذ آلاف السنين، بدأ إبراهيم مسيرته. واليوم يعود الأمر إلينا لكي نواصل السير معًا، بالروح عينه، على دروب السلام! ولهذا، أستمطر عليكم سلام العلي وبركاته. وأسألكم جميعًا أن تقتدوا بإبراهيم أي أن تسيروا في الرجاء وألا تتوقفوا أبدًا عن النظر إلى النجوم، وأسألكم جميعًا من فضلكم أن ترافقونني في الصلاة. شكرًا.