في ظل الأجواء التى يشهدها العالم بأكمله من سيطرة فيروس كورونا، على جميع الأنشطة الفنية والثقافية والأعداد المُشاركة فيها، قرر مجلس أمناء "معرض مصر الدولى للفنون "، وهم مجموعة من الشخصيات العامة والمشاهير والفنانين والأكاديميين والنقاد، من بينهم محمد يونس مدير جاليرى آزاد، والفنان الدكتور أحمد نوار، والفنان محمد عبلة، والفنانة والناقدة دكتور أمل نصر، والفنانة الممثلة السورية كِندة علوش وآخرون، إقامة الدورة الثانية من معرض "إيجيبت آرت فير".
يُعتبر هذا الإجراء بمثابة إقرار بالمقاومة من أجل تنشيط الحركة الفنية بمصر والوطن العربى ومحاولة للتعافى على الساحة الفنية والنشاط التشكيلي، وتم إهداؤه للفنان التشكيلى الراحل عمر النجدي. وشاركت "البوابة" هذا الحدث الهام، والذى انطلق في ٢٦ فبراير الماضى على أرض مصر بأحد فنادق القاهرة الكبرى، وأعرب الفنانون المُشاركون عن مدى تشجيعهم لهذا الحدث، وعن أفكار أعمالهم المُشاركة به من خلال السطور القادمة..
قال الفنان التشكيلى السودانى راشد دياب حول مُشاركته: " أعرض من خلال هذا المعرض مجموعات من أعمالى التى تعبر عن البيئة السودانية بصورة عامة"، وتابع حول تأثير كورونا على الفن التشكيلى منذ بداية الجائحة: "أثرت كورونا تأثيرًا إيجابيًا وسلبيًا؛ إيجابيًا بإتاحتها الفرصة للفنانين بأن يرجعوا يبحثوا في وقت كاف جدًا لعمل مرجعية فكرية لأعمالهم أكثر من قبل، فزمان كان العمل سريع، أما بسبب كورونا أخذوا مسافة ووقت في إعادة ترتيب البيت التشكيلى من داخل العقل، فأصبح للفن زمن للقراءة وزمن للتفكير ولتحضير الألوان، هناك فنانون استفادوا كثيرًا من هذه الفترة وأخرجوا أعمالًا جديدة".
وقال الفنان والمصور الفوتوغرافى أيمن لطفى حول مُشاركته: "أعمالى المُشاركة من معرض باسم "ورقة وألم"، وأقصد به الألم والوجع وليس الذى نستخدمه في الكتابة، وهذا آخر إنتاج عندى وسعيد بمشاركتى به في "آرت فير" مع هؤلاء الفنانين، واشكر الجاليرى المُنظم جاليرى أزاد لان هذه الجاليريهات تحملت هذه الفترة".
وتابع لطفى عن تأثير كورونا على الحركة التشكيلية: "هذه الفترة للأسف الجاليريهات الحكومية والتابعة لوزارة الثقافة توقفت وأغلقت، وهذه حالة صعبة لان الفنانين المصريين يُحبون العمل وممارسة الفن باستمرار، فنحن مثل السمك في الماء؛ لاحظت أن الجاليريهات الخاصة قد قامت بدور قوى هذا العام لأنهم لن يُغلقوا أبوابهم".
وواصل: "كل بلد تتمنى أن يكون عندها "آرت فير"، فيجب علينا جميعًا كفنانيين مصريين أن ندعم هذا الحدث لوجوده عندنا في مصر، ويجب أن نقف مع الجاليرى المنظم ونعرض أعمالنا ونُقدم أعلى مستوى، حتى تظل صورتنا ومكانتنا دوليا وعربيا مرتفعة دائمًا، فكل فنانى العالم يتمنون وقف فنانى مصر لأنهم لم يتمكنوا من ملاحقتنا بالرغم من أى ظروف تحيط بنا".
وعن الخامات المستخدمة في أعماله، تابع لطفي: "أقدم أعمالًا من الفوتوغرافيا التجريبية وهى عبارة عن فوتوغرافيا مباشرة وبعدها نضيف بعض اللمسات الفنية للوحة التى تُظهر الصورة بشكل أكبر، ثم أطبعها على كانفاس".
ومن جانبه، قال الدكتور جودت خان وهو مؤلف موسيقى وفنان تشكيلى عراقى عن مُشاركته: "لوحتى تمثل اللغة العالمية وهى لغة النوتة الموسيقية التى نستطيع من خلالها ومن خلال التراث الموجود هنا في مصر بالأرشيف أن تكون نوتة موسيقية تُعزف، رسمتها مُستخدمًا خواص الألوان الزيتية حتى يقول مشاهدها أنها بالألوان الزيتية، وبنفس الوقت تُعزف وتحافظ على التراث، وذلك من أجل تخليد التراث واخراجه للعالمية".
وتابع المؤلف الموسيقي: "من خلال ذلك أيضا سيتقارب الموسيقيون مع التشكيليين".
وعن رأيه في إقامة المعرض في هذه الفترة مع وجود جائحة كورونا، واصل جودت: "المسئولون عن المعرض مصريون ومسيطرون على الوضع، كما أن الجو الموجود في مصر لا يساعد على تقوية كورونا في وجود الشمس والهواء الجيد على عكس الجو في أوروبا".
وقال الفنان نبيل أبو الحسن مدير إبداع آرت جاليرى بالزمالك حول مُشاركة معرضه في "ايجيبت آرت فير": "استطاع مُنظم المعرض محمد يونس جمع ١٨ جاليرى من مصر والأردن وسوريا ولبنان والسودان، فهو صاحب فكرة عمل معرض جماعى كهذا الـ"آرت فير".
وتابع أبو الحسن: "شاركت هذا العام بمجموعة من أعمال عمالقة الفن التشكيلى ورواده وهم سمير رافع ودكتور صبرى منصور، والدكتور عبد الغفار شديد".
وعن تأثير جائحة كورونا على الفن التشكيلى خلال هذه الفترة، واصل مدير إبداع آرت جاليري: "تراجعت حركة البيع والشراء للوحات الفنية بعد جائحة كورونا بسبب ضعف عدد المعارض، وللأسف الجميع يهتم أكثر بالرواد أكثر من أى فنان آخر".
ومن جانبها، قالت هبة متولى مدير قاعة الكحيلة آرت جاليرى بالمهندسين حول مُشاركة معرضها: "شاركنا في "ايجيبت آرت فير" بتسعة فنانين ونعرض من أعمالهم سبع لوحات وستة تماثيل، وهم الفنانون وائل كارم، والزعيم أحمد، وإبراهيم غزالة، وبهاء عامر، والفنان العراقى طه عبد العال، والفنان العراقى نبيل على، وعلاء أبوالحمد، وسهير العادلي، والفنانة اللبنانية رنا شلبي".
وعن جودة المعرض بهذه الدورة، تابعت متولي: "المُشاركة هذا العام رائعة، والتنظيم اختلف كثيرًا عن الدورة الأولى، وتم تعديل كل الأخطاء التى حدثت في العام الماضي، وطريقة العرض واختيار الفنانين تمت بطريقة جيدة جدًا؛ هذا بجانب تبادل الثقافات مع مُشاركة الفنانين من خارج مصر".
