في كثير من الأحيان، يعتقد بعض المجرمين أن ذكاءهم الخارق سيحول بينهم وبين السقوط في يد رجال الشرطة، متناسين أن هناك جملة دارجة تقول "لا توجد جريمة كاملة" وهو ما يشير إلى أنه مهما بلغت احترافية الجاني لا بد من ارتكابه خطأ أو هفوة تقود رجال الشرطة إلى فك اللغز، وهو الأمر الذي تحقق في جريمة مقتل شاب بعدة طعنات، عقب العثور على جثته أمام أحد المصاعد "الأسانسير" داخل عقار بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور في ظروف غامضة، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت، أذ دلت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة سائق ومبيض محارة بسبب خلافات مالية مع المجني عليه.
البداية كانت بتلقي المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة؛ إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على جثة أحد الأشخاص "حاصل على بكالوريوس في العقد الثالث من عمره" مقتول بعدة طعنات وملقي امام مصعد داخل احدي العقارات بدائرة القسم؛ وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة شاب مصاب بعدة طعنات؛ وبإجراء التحريات أفاد أحد قاطني العقار بقيام المجني عليه بالطرق على باب شقته مستغيثا وهو غارقا في دمائه، فاستعان بحارس العقار وأنزاله بالمصعد إلا أنه فارق الحياة لدي خروجه من باب المصعد.
على الفور، تم التحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط المكان محل العثور على الجثة وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من "سائق 27 سنة؛ ومبيض محارة 20 سنة"؛ وعقب تقنين الإجراءات وإعداد عدة أكمنة أسفرت عن ضبطهما وتم اقتيادهما إلى ديوان القسم؛ وبمواجهتهما أقر المتهم الأول أنه منذ 4 أشهر دفع مبلغ مالي قدره 12 ألف جنيه للمجني عليه لشراء دراجة نارية توكتوك مشاركة بينهما؛ وتفاجئ مؤخرا بقيام المجني عليه ببيع التوك توك دون علمه وعدم سداد مستحقاته، فعقد العزم على قتله، واتفق مع المتهم الثاني على استدارجه للشقة محل الواقعة التي يحوز مفتاحها لكونه على صلة قرابة لمالكها، وطالبه بحقه في بيع التو توك، إلا أن المجني عليه رفض فتعدي عليه بسلاح أبيض "سكين" حتى خارت قواه، ثم تركاه ظنًا منهما أنَّه فارق الحياة وانصرفا، وأرشدا عن الأداة المستخدمة في الواقعة.
تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات وأخطر اللواء رجب عبدالعال مدير أمن الجيزة
