الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أحدث صيحات كورونا.. طفايات حريق بديل لأسطوانات الأكسجين للمرضى في البرازيل .. ووفيات نتيجة أسطوانات صدئة بـ"أوغندا" ..ونقص أزمة جديدة تواجه 20 دولة بالعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت منظمت الصحة العالمية والبنك الدولي، رسميًا، أمس، الخميس، عن تشكيل فريق عمل عالمي، للعمل على نقص إمدادات الأكسجين في عدد من الدول النامية والفقيرة.
ونشرت "الأسوشيتد برس" أنه تم تحديد ٩٠ مليون دولار، لاحتياجات تمويل الأكسجين الفورية لـ٢٠ دولة نامية، بما في ذلك نيجيريا ومالاوي والبرازيل والعديد من دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
وضربت أزمة إمدادات الأكسجين الطبي لمرضى فيروس كورونا، دولًا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث ذهبت التحذيرات التي أبلغ عنها الأطباء في بداية الوباء أدراج الرياح، ويقول الأطباء إن النقص أدى إلى وفيات غير ضرورية. 
وبحسب ما ذكرته "الأسوشيتد برس"، تعاني البرازيل ونيجيريا، من هذه المشكلة حيث لم تبدأ أجراءات معالجة النقص بشكل كامل إلا الشهر الماضي، بعد اكتظاظ المستشفيات بالمرضي وموت المصابين الذين يعجزون عن التنفس.
وتلجأ عائلات المرضى حول العالم إلى السوق السوداء لتوفير الأكسجين لذويهم، ففي ولاية أمازوناس البرازيلية، تم القبض على محتالين يعيدان بيع طفايات حريق مطلية لتبدو وكأنها خزانات أكسجين طبي.

في بيرو، وقفت طوابير الناس للحصول على أسطوانات لأقاربهم، وأكد الدكتور جون أدابي، من منظمة الصحة العالمية، إنه حتى قبل الوباء، كان هناك ٢٦٠٠ مركز أكسجين في أفريقيا تلبي أقل من نصف الحاجة، مما أدى إلى وفيات يمكن الوقاية منها، خاصة لمرضي الالتهاب الرئوي.
وقام بعض موردي الأكسجين برفع الأسعار بشكل كبير، وفقًا لطبيب في مستشفى جامعة لاغوس، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة الأسطوانة ١٠ مرات، لتصل إلى ٢٦٠ دولارًا وقد يحتاج المريض في حالة حرجة إلى أربع أسطوانات يوميًا.
ذكرت صحيفة "ديلي مونيتور" أن الفساد سبب في حدوث عيوب في محطة أكسجين جديدة بمستشفى في كمبالا عاصمة أوغندا، وقام العمال بالاعتماد على أسطوانات أكسجين صدئة تم إلقاء اللوم عليها في وفاة مريضين على الأقل.
وقالت الصحيفة: "بينما كان كبار مسئولي الصحة ينعمون بأكسجين جيد، كان المرضى يختنقون حتى الموت.
هذا النقص الحاد ليس فقط في أفريقيا ولكن في أمريكا اللاتينية وآسيا أيضا، حيث خصص البنك الدولي ٥٠ مليار دولار لأفقر دول العالم وحدها خلال الوباء.

تنظر العديد من البلدان إلى إمدادات الأكسجين في المقام الأول على أنها منتج صناعي للقطاعات الأكثر ربحًا مثل التعدين، وليس الرعاية الصحية، ولم تكن محط اهتمام العديد من المانحين الدوليين.
اضطر الأطباء في ماناوس إلى اختيار المرضى الذين يجب علاجهم حيث تضاءلت إمدادات الأكسجين.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، حققت الشرطة البرازيلية في مزاعم بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية يقدمون تطعيمات مزيفة لكورونا، وسط تقارير عن ممرضات يحقن الناس بحقن فارغة.
وفقا لما نشرته الجارديان البريطانية، أعلنت الشرطة عن تحقيق جنائي، وسط تكهنات بأن عددا من الممرضات والمواطنين العاملين بالسوق السوداء، إما أنهم من أصحاب نظرية المؤامرة ضد التطعيم، أو أنهم يبيعون لقاحا مزيفا في السوق السوداء.
قالت كارلا دومينجيز، عالمة الأوبئة، التي نسقت برنامج التحصين الوطني في البرازيل بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٩، للجارديان البريطانية: "في البداية كان الأمر برمته وكأنه حالة منعزلة، ولكن على الرغم من أنها لا تزال استثناءات، فمن المقلق جدًا أننا نشهد ذلك في عدة أماكن".
وأضافت إما أن هؤلاء الموظفين والمواطنين لم يكونوا مدربين تدريبًا جيدًا أو فعلوا ذلك بنية سيئة، وفي كلتا الحالتين أمرًا غير مقبول.
قالت شرطة ولاية ريو، إنه إذا تم اختلاس اللقاحات، يمكن اتهام المتورطين بتهم تصل عقوبتها إلى السجن ١٢ عامًا.
وأظهر مقطع فيديو سجله أحد أقارب المرضى ونُشر في وسائل الإعلام المحلية ممرضة تحقن حقنة فارغة في ذراع امرأة تبلغ من العمر ٩٤ عامًا في موقع تطعيم في مدينة بتروبوليس البرازيلية.
بعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، تم فصل الممرضة وبدأت البلدية ومجلس التمريض الإقليمي والشرطة المحلية في التحقيق، قال ألويسيو باربوسا فيلهو، وزير الصحة في بتروبوليس: "علينا انتظار انتهاء التحقيق، لكنني لا أعتقد أنه كان أمرا مقصودًا".
كانت الممرضة التي ظهرت في الفيديو تتمتع بخبرة تزيد على ١٠ سنوات في الممارسة وتم تدريبها وفقًا لبروتوكولات التحصين وفقا لما ورد للجارديان.
قال الوزير إن هذه هي الحادثة الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها من بين أكثر من ٧٠٠٠ لقاح تم إعطاؤها في بتروبوليس، والتي نجحت في تحصين ٢.٧ ٪ من سكانها.
وقد زاد الاحتيال والمعلومات الخاطئة من المشكلات التي تواجه السلطات المحلية في الأيام الأخيرة، وظهرت آلاف التقارير عن أشخاص قفزوا في قائمة الانتظار لتلقي التطعيمات قبل المجموعات ذات الأولوية، بينما اكتسبت حملات التضليل المضادة للقاحات زخمًا، ووصلت حتى إلى القرى الأصلية النائية في منطقة الأمازون.