الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القوة أم القانون؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلما شاهدت مباراة من مباريات الرياضات العنيفة أتساءل: كيف نستمتع كثيرًا بكل هذه اللكمات والضربات داخل حلبة بينما نجدها أمرًا منافيًا للإنسانية حين نمارس تلك الضربات خارج الحلبة ؟! هل يتعلق الأمر بكوننا نميل للتنافس والحروب لكننا لا نستطيع الإعلان عن ذلك فنجد في تلك الرياضات طريقة قانونية في التعبير عن ذلك الميل ؟ أنا لا أعلم لكنني أعلم أن جسد الإنسان كريم ونحن مأمورون بتكريمه والرياضات العنيفة ليست إهانة لهذا الجسد بل هي إتمام لاستخدامه.
أؤمن أن الله لم يخلق لنا الأشياء إلا لكي نستخدمها كاملة ، فإن كنا نملك جسدًا فنحن بالتأكيد نملكه كي نستخدمه استخدامًا كاملًا في كل المجالات الهادئة والعنيفة لذا إن كان هناك قانونًا لاستخدام هذا الجسد في كل مجالاته فهو ليس قانونًا لتبرير الاستخدام وإنما الاستخدام الواجب هو الذي أوجد هذا القانون ، بدليل أنه يندر أن تجد رياضيًا عنيفًا بشكل مرضي داخل الحلبة وخارجها إذ أن الروح الرياضية تمنح صاحبها التحكم في جسده وأعصابه.
قديمًا كان البشر يقدمون الفرسان على غيرهم مرتبة على الرغم من أن الفارس كان يقضي وقتًا طويلًا في تعلم فنون القتال ، مما يعني أن تعاطي فنون القتال وفقًا لقانون ما يعني أن تكون بطلًا ، فالمسألة فعلًا تتركز في الشخص الذي نوجه له العنف وكيف نوجه له هذا العنف كي نكون فرسانًا ، فلا يمكن أبدًّا في عرف الفارس أن يشهر سلاحه في وجه إنسان أعزل ولا أن يحارب من لم يبدأ بحربه.
الغريب أن الدراسات أثبتت أن ممارسة الرياضات العنيفة مباشرة لا يتسبب في حرق الدهون حيث أن المطلوب منك عادةً كي تفقد وزنًا عبر ممارسة الرياضة أن تلجأ لرياضة خفيفة أو متوسطة القوة لأنك يجب أن ترفع المجهود الذي يبذله الجسم بطريقة تدريجية ، إذ أن الجسم إذا ما ضغطت عليه يأخذ موقفًا دفاعيًا ولا يستجيب لك وربما دافع عن نفسه وحول الدهون لعضلات فيزداد الوزن ، مما يعني أن ممارسة العنف في الرياضة قانون يجب الوصول له تدريجيًا كأنه يتطابق مع الهدف المعنوي لهذه الرياضات من اعتبارها وسيلة للدفاع عن النفس كما يدافع الجسم عن نفسه أمامها.
القوة مغرية جدًّا ، وتستطيع أن تشعر بالأمان طالما اكتسبت المزيد من القوة ، ودفع هذا بعض النساء لممارسة نوع من الرياضة العنيفة من أجل اكتساب القوة ومن ثم الأمان ، وهو أمر مشروع طالما استخدم بطريقة قانونية ، لكننا كبشر طبيعيين عمومًا نميل لرؤية عالم مسالم لا عنف فيه ، يتعلم القوة كي يشعر بالأمان في سكونها لا في استخدامها.