ذكر إيان شو في كتابه "حكاية مصر القديمة" الصادر عن المركز القومي للترجمة ونقله للعربية المترجم أشرف فتحي انه من حسن الحظ ان هناك مجموعة رسائل من الدولة الوسطى بمصر القديمة كتبها مزارع شيخ اسمه "حقا-نخت" إلى أسرته بينما كان مسافرا لفترة طويلة لشوؤن تتعلق بعمله، وقد ظل الاعتقاد سائدا حتى وقت قريب بأن هذه الرسائل تعود إلى عهد "منتو-حتب الثالث" لكن العثور على البرديات مع فخار من بدايات الأسرة الثانية عشر كما يرجح أيضا انها كتبت في السنوات الأولى ل"سنوسرت الأول".
أوضح "إيان شو" ان هذه الرسائل تبرز شخصية "حقا- نخت"، وهذه الرسائل مليئة بأوامره الصارمة لابنائه العديدين بتفيذ ما يريد، وبالكف عن التزمر من ضآلة ما خصصه لكل منهم من جراية، وإحسان معاملة زوجته الجديدة فإن هذه الرسائل تقدم رؤية حميمية لبواعث السلوكيات العائلية إبان الأسرة الثانية عشر، كما تشير إلى بعض السبل التي يتخذها المزارعون ميسوري الحال للموازنة بين ما كان عليهم من التزامات وما كانوا يجنونه من محاصيل.
أشار "إيان شو" إلى أن هذه الرسائل كانت تلوح أيضا إلى وقوع مجاعة في مصر في سنوات "حقا-نخت" المتأخرة، وهي الظاهرة التي وردت أيضا إشارة ضمنية إليها في نصوص مقبرة حاكم الإقليم "امنمحات" في بني حسن.
بين "إيان شو" أيضا ان أوراق "حقا-نخت" تتضمن رسالة نادرة من امراءة إلى امها وهو الأمر الذي يثير التساؤل عن مدى قدرة النساء المصريات القديمات على القراءة والكتابة على الرغم من من أن البعض قال ان هذه الرسالة ليست قاطعا أو دليلا على تعلم المرأة المصرية لان المرأة المعنية في هذه الرسالة ربما املت الرسالة على كاتب ذكر، لكن على اي حال فإن الإشارة في غير هذا المصدر كاتبتين في الدولة الوسطى يرجح ان من النساء من كن متعلمات.
