الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

وجه التاريخ.. حياة الملك ومكانته في مصر القديمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكر إيان شو في كتابه "حكاية مصر القديمة" الصادر عن المركز القومي للترجمة ونقله للعربية المترجم أشرف فتحي ان الملك في مصر القديمة تمتع بمكانة خاصة كوسيط بين الآلهة والبشر جعلته يقف على الحد الفاصل بين الإلهي والإنساني في موقع المسئولية أمام العالمين، يماثله اسمه الحوري بالاله الصقر" الذي يتجلى فيه"، ويربطه اسمه النبتي"السيدتان" بالربتين الحاميتين لمصر "نخبت وواجت" كما يشارك الآلهة في لقب"نتر" اي اله، وأن كان في العادة يحدد بأنه "نتر نفر" اي اله أصغر وان كان هذا قد يعني أيضا اله كامل.
أوضح "إيان شو" انه منذ عهد خفرع سبق احد أسماء الملك بلقب ابن رع، وكان الملك يتم اختياره وتأييده بواسطة الآلهة وبعد موته كان يلوذ بصحبتهم وكان الاتصال بالاله الذي يتحقق عن طريق الشعائر امتيازه العصري وان كانت بعض العناصر الأكثر اعتيادية يتم توكيلها للكهنة لأسباب عملية.
وتابع "إيان شو" بالنسبة لأهل مصر من البشر كان الملك ضامنا لاستمرار وانتظام سير أعمالهم وتواتر الفصول وعودة الفيضان السنوي للنيل وحركة الاجرام السماوية في مساراتها المعهودة وكذلك الأمن من جور قوى الطبيعة والاعداء من خارج حدود مصر.
أشار "إيان شو" إلى أن كفاءة الملك في القيام بهذه المسئوليات ذات أهمية قصوى لخير كل مصري، وكانت المعارضة في حدودها الدنيا بينما كان دعم النظام اصيلا وواسع النطاق، اما آليات الدولة القاهرة كالشرطة كانت واضحة الغياب حيث ارتبط الناس بالأرض ومارست المجتمعات المحلية التي كانت مغلقة أمام اي قادمين جدد التحكم بكل فرد.
بين "إيان شو" أيضا ان دور الملك لم يكن ينتهي بموته فالبنسبة لمعاصريه المدفونين بقرب هرمه ولمقيمي شعائره الجنازية فكانت علاقتهم بالملك تستمر للأبد ومن ثم كان من مصلحة الجميع المحافظة على وضع ومكانة الملك بعد موته كما في حياته، فكانت ضخامة وفخامة العمائر في هذه الفترة من التاريخ المصري وسيلة مهمة للتعبير عن هذا المفهوم وبالنظر إلى درجة الرخاء الاقتصادي لذي تمتعت به البلاد ولتوفر مصادر الأيدي العاملة وللمستوى العالي للإدارة فلا يوجد محل شك في أن المصريين كانوا قادرين على إكمال مشروعات الاهرام بنجاح اما البحث عن دوافع وقوى خارجية خلفها فلا طائل وراءه ولا ضرورة له.