الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

هنري بركات.. صائد اللآلئ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
روى المخرج الكبير هنرى بركات، في أحد لقاءاته التليفزيونية ببرنامج «زووم».. عرض خاص، مع الإعلامية سلمى الشماع، أن رواية «دعاء الكروان»، واحدة من أهم وأفضل الروايات التى كتبت في تاريخ الرواية والأدب العربى خاصة أن فن الرواية لم يكن متعارفا عليه بالشكل الموجود حاليًا كما تحولت الرواية لأحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
ويضيف بركات: أثناء تصويرى فيلم حسن ونعيمة مررت على إحدى القرى ووجدتنى أستعيد في ذاكرتى رواية «دعاء الكروان» وقلت لنفسى هذه قرية «آمنة».
ويروى «بركات»، التفاصيل الحقيقية للفيلم في لقاء تليفزيونى له: كان فريد الأطرش يود تمثيل الرواية وأرسل بها إلى، حينما قرأتها انتابنى الخوف من تحويلها لفيلم، لخوفى من عدم تقبل الجمهور لأجوائها. ولكن بعد استحسان الجمهور لفيلم (حسن ونعيمة) تحمست لها، وعرضت الفكرة على طه حسين، فقال: (الرواية ليست فيها صور، أنت تعلم أننى لا يمكننى كتابة الصور ببراعة». فرد بركات: «على العكس، الرواية مليئة بالصور».
وعن النهاية المغايرة للرواية الأصلية يقول «بركات» عرضت على طه حسين، فرفض فقلت له: «هنصور الفيلم بنهايتين وبعدها نشوف رأيك، وعرضنا نهايتين في العرض الأولى، وكان لابنه الدكتور مؤنس دور في اعتماد النهاية التى اقترحناها إذ قال لوالده إنها الأنسب مع الناس، وقد حققت نجاحًا كبيرًا، الانتصار للحب على مشاعر الانتقام، فقد تسامت «آمنة» على مشاعر الانتقام من المهندس الذى أغوى شقيقتها وقتلت على يد خالها في ذلك الفضاء العريض بسببه، وغلبها الحب فعاشت معه.
وعن موقف الفنان فريد الأطرش بعد ترشيح غيره للرواية يقول هنري: «أراد فريد أن يلعب دور المهندس -في رواية الدكتور طه- وأنا قرأت الرواية ووجدت أنها ممتعة، ولكن آخر من يصلح للقيام بدور المهندس هو فريد الأطرش، فقلت له: يا فريد أنت لا تستطيع أن تلعب دور المهندس، لأن شهرتك مبنية على الغناء، فقال لى إنه لن يغنى وسيكتفى بالتمثيل فقط أسوة بفرانك سيناترا، الذى مثّل الكثير من الأفلام دون أن يغنى فيها، قلت له: يا فريد سيكون الفيلم فاشلًا بدون الغناء وكانت النتيجة أن خسرت صداقة فريد الطويلة بسبب هذا الرأى.
الجدير بالذكر أن «بركات» بدأ حياته الفنية كمساعد مخرج وقد اكتشفته وقدمته الفنانة والمنتجة آسيا داغر، حيث كانت تبحث عن مخرج يخرج لها فيلم جديد بعد أن تركها المخرج أحمد جلال وكان قد تزوج من ابنه أختها الفنانة مارى كوينى وانشغلا معا في تكوين شركة سينمائية فاتجهت المنتجة آسيا داغر للبحث عن مخرج جديد ليخرج لها فيلم الشريد عام ١٩٤٢ ليصبح أول فيلم من إخراجه.
انتعشت مسيرته الفنية بتعاونه الكبير مع الفنانة فاتن حمامة، حيث كونا ثنائيا لمعت أعماله بشكل كبير من خلال تقديم مجموعة متميزة من الأفلام وصلت لـ١٨ فيلما حتى وصل الحال بالبعض لتلقيبه بالمخرج الأثير لفاتن حمامة، ومن أبرز هذه الأفلام التى تعاونا فيها سويًا: الباب المفتوح، الحرام، دعاء الكروان، الخيط الرفيع، أفواه وأرانب، ليلة القبض على فاطمة.
تم تكريمه بالعديد من المهرجانات، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام ١٩٩٥، وتوفي ٢٣ فبراير ١٩٩٧.