الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"فن الأدب" يكشف فلسفة "شوبنهاور" عن تفكير المرء لنفسه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم الاثنين، بذكرى ميلاد الكاتب والفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور، صاحب الأسلوب الفلسفي المميز، وأحد أبرز الكاتب الألمان في ذلك الوقت، والذي لم تكن حياته مقتصرة على الفلسفة والتأمل فقط، ولكن أهتم بجميع أشكال الفن، والأدب، وفروع المعرفة، وتشهد مقالاته الشهيرة التي نشرت في كتاب "فن الأدب.. مختارات من شوبنهاور" على ذلك الأمر، فكان ميالا إلى البحث عن الأسباب والعلل الأولى لأي شيء.
"فن الأدب.. مختارات من شوبنهاور"
تناول "شوبنهاور" خلال مقالاته التي نشرت في كتاب "فن الأدب.. مختارات من شوبنهاور" الصادر عن المركز القومي للترجمة في 2012- والذي أعدها بالإنجليزية بيلي سوندرز، ترجمة وتعليق شفيق مقار، مراجعة عبدالحميد الإسلامبولي، تصدير ماهر شفيق فريد - مشكلات النقد واللغة، والأسلوب، والأدب عامة، على أساس فهم عميق وواع لجوانب كل مشكلة تعرض لها وكيفية معالجتها بأسلوب واضح نظرا لذكائه الخارق، وذهنه الواسع الأفق.
يوضح لنا شوبنهاور في مقالته الخامسة التي تحمل عنوان "عن تفكير المرء لنفسه" من بين فصول هذا الكتاب، أن رأس الإنسان تحوي رصيدا ضخما من المعارف، إلا أن ذلك الرصيد ما لم يكن صاحبه تناوله بالتفكير فيصبح أقل من حصيلة أصغر تكون قد خضعت للتفكير والتدبير العميق، لأنه لا يتسنى للمرء أن يلم بما لديه من معرفة، فالإنسان لا يستطيع أن يقلب الأشياء في ذهنه إلا إذا كان يعرفه، مشيرا إلى أن القراءة والتعليم شيئان يستطيع أي إنسان أن يزاولهما بمحض رغبته، أما الفكر لا، لأن التفكير يجب أن يقدح كما تقدح النار في تيار من هواء، ويجب أن يهيأ له الاستمرار عن طريق الاهتمام بالموضوع الذي يتناوله.
يؤكد شوبنهاور، أن الإنسان عندما يفكر لنفسه بنفسه، فإنما يصدر في ذلك عن هوى ذهنه وعن نوازعه الفكرية الأصيلة، التي تحددها تلك اللحظة، إما البيئة الماثلة أو ما يستعيده الذهن من ذكريات، فالعلم المرئي الماثل في البيئة المحيطة بالإنسان، لا يطبع ذهنه، كما تفعل القراءة بفكرة واحدة محددة، بل يهيئ الموضوع الذي يتناوله الفكر والظرف الملائم لمزاولة ذلك الفكر، فأهل العلم هم أولئك الذين أدمنوا القراءة من صفحات الكتب، أما أهل الفكر والنبوغ فهم أولئك الذين اتجهوا رأسا إى كتاب الطبيعة، بل وهم أيضا الذين أضاءوا الطريق أمام الإنسانية وساروا بها قدما في طريق الرقي، فالقراءة لا تزيد على كونها بديلا عن الفكر الأصيل النابع من الذهن، لذلك فإن الذي يفكر لنفسه يصوغ آراءه أولا، ثم يجد مصدرها في الكتب بعد ذلك في الوقت الذي لا يكون لتلك المصادر من قيمة بالنسبه له إلا مجرد تعزيز إيمانه بتلك الآراء واتقانه بصحتها وزيادة ثقته بنفسه.