الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: تركيا تسعى للتمكن من إثيوبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك في أن دعوة إثيوبيا لتركيا من أجل الوساطة في الأزمة الحدودية مع السودان يثير العديد من التساؤلات عن الحضور التركي في أديس أبابا، وهو الأمر الذي بات واضحا للجميع فتركيا منذ عقد من الزمان تستهدف دول القرن الأفريقي، وبالأخص إثيوبيا أكبر دول القرن الأفريقي والتي يمكن أن تكون شوكة في ظهر مصر فأنقرة تسعى من خلال علاقاتها بإثيوبيا للسيطرة على منابع النيل وتهديد مصر خاصة بعد ثورة 30 يونيو التي كشفت الستار عن الوجه الحقيقي لتركيا وعلاقتها بالإرهاب وجماعة الإخوان.
وقال محمد ربيع الديهي، باحث في الشأن الدولي، إن دعوة إثيوبيا تحمل في طياته العديد من التساؤلات خاصة بعد بعد تجاهلها الوساطات الأفريقية والأوروبية، وعدم التفاتها إلى دعوة جامعة الدول العربية للحوار ومعالجة الأزمة، بشكل يحترم سيادة السودان، ويعيد علاقات التعاون وجسور حسن الجوار بين الجانبين.
وأشار إلى أن الحضور التركي في إثيوبيا بات واضح للعلان وبصورة عديدة تحمل في طياتها العديد من أوجه الاستعمار الجديد لإثيوبيا والتحريض ضد مصر خاصة وأن تركيا استغلت سلاح المساعدات للتدخل لاختراق إثيوبيا، فتمكن عبر منظمة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" من التدخل في الشئون الإثيوبية التي افتتحت مكتبها في أديس أبابا عام ٢٠٠٥، وركّزت أنشطتها على الترويج للتعليم التركي كونه أكثر أدوات الاختراق الثقافي فاعلية من خلال المنح والبعثات التعليمية إلى الجامعات التركية، وتعمل "تيكا" على تقديم المساعدات الطبية للمستشفيات في إثيوبيا، ولاسيما مستشفيات الأطفال لخلق جيل يدين بالولاء لتركيا، وكذلك تطوير العديد من المناطق الإثيوبية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي مثل منطقة “نجاش”، وإعادة ترميم مسجد النجاشي التاريخي في إقليم تجراي شمالي إثيوبيا، ومشروع ترميم القنصلية العثمانية في مدينة هرر شرقًا.
وأضاف الديهي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الدور الاستخبارتي الذي تلعبة وكالة وكالة الأناضول، بهدف التأثير في إثيوبيا، حيث سهّلت التواجد الاستخباراتي والأمني، وهو المسار غير الرسمي، عندما جرى تأسيس مكتبها لتغطية شرق أفريقيا في أديس أبابا العام 2014.
أوضح أن تركيا تعمل في إطار سعيها نحو التمكن من إثيوبيا قامت بابرام اتفاقية دفاع مشترك مع أديس أبابا في مايو 2013، وأقرها البرلمان الإثيوبي في مارس 2015، حيث نصت الاتفاقية في أحد بنودها على التزام تركيا بتنقل خبرتها في بناء السدود ومساعدة إثيوبيا في الدفاع عن السد ضدّ أي تهديد، وتعهدت تركيا في إطار تعاونها العسكري مع إثيوبيا، بحماية إنشاءات السد، بواسطة أجهزة رادارات تركية، تستخدم للإنذار المبكر، ومد إثيوبيا بنظام صواريخ تركية إسرائيلية مشتركة الصنع، مما يؤكد أن المستهدف الرئيسي من تلك الإجراءات هو إضعاف الدور المصري ومناكفة مصر، فأنقرة تحاول من خلال التواجد في إثيوبيا مزاحمة مصر في مجالها الحيوي، باعتبارها خصمًا رئيسًا لتركيا أردوغان منذ سقوط حكم الإخوان عام 2013، وكشف مصر لحقيقة المخطط التركي الإخواني للمنطقة.
هذه العلاقات التي تربط انقرة بإثيوبيا والحضور التركي من خلال الإرهاب نشر الإرهاب في الخفاء والمساعدات في العلن كانت بمثابة أدوات ضغط على الحكومة في إثيوبيا لتنفيذ مخططات تركيا وهو دعوة تركيا الطرف الغير نزيهه للتوسط بين في الازمة مع السودان خاصة وأن أنقرة تسعى نحو إعادة الإخوان مرة أخرى في السودان بعد سقوط حكم البشير، وتدهور العلاقات مع السودان في ظل رفض شعبي للدور التركي في الخرطوم وهو الأمر الذي تحاول تركيا من خلالة اعادة نفوذها في السودان أو التوصل نحو اتفاق جديد بشأن جزيرة سواكن.
وأكد "الديهي، أن تركيا تستهدف تطويق الأمن العربي من الناحية الجنوبية والتواجد على مقربة من منطقة القرن الأفريقي ذات الأهمية الخاصة لأمن الخليج، خاصة بعد النجاح الخليجي في المنطقة.