الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا أغابيوس الثاني أسقف ديروط وصنبو "1965 - 1984"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاش الأنبا أغابيوس حياة قصيرة ولكنه ترك أثرا كبيرا في نفوس الأقباط وتلاميذه، وقد حصد الأسقفية بعد رسامته راهبا بثلاث سنوات فقط وتمر على ذكرى رسامته ٤١ عاما وتمت رسامته في نفس يوم رسامة الانبا لوكاس أسقف منفلوط.
والتحق بالرهبنة في 12 يوليو 1962 رغم معارضة أسرته معارضة شديدة ولكنه ذهب إلى دير المحرق (دير العذراء - محرق)، أسيوط، مصر ورسم باسم الراهب بولس المحرقي وتم رسامته قس بنفس الاسم وفي 21 فبراير 1965 م.
تم تنصيبه باسم الأنبا أغابيوس أسقف ديروط وصنبو وقسقام، أسيوط، مصر.
نشأته ومولده:
ولد بمدينة ملوي باسم عزیز شحاتة وهبة عياد ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية بملوي، ثم التحق بمدرسة الأمريكان بأسيوط وحصل منها على الثانوية العامة.
تعليمه وممارسته المحاماة:
وحصل على ليسانس الحقوق عام 1950 م.
مارس المُحاماة بمكتبه الخاص بملوي لمدة عشر سنوات؛ حيث تدرب بعد تخرجه بمكتب الأستاذ فكري مكرم عبيد المحامي بالقاهرة، ثم فتح مكتب خاص به بملوي ليباشر عمل المُحاماة. وكان يتولى دفع الرسوم والمصروفات اللازمة لقضايا بعض الفقراء الذين يحتاجون خدماته. كما تولى في تلك الفترة قضايا دير المحرق الخاصة بأوقافه (ممتلكاته من الأراضي الزراعية والعقارات..
رُسِمَ شَمَّاسًا بيد الأب مطران الإيبارشية (بدرجة أغنسطس).
ثم قرر ترك المحاماة والسلوك في طريق التكريس.
علاقته بالبابا كيرلس السادس:
وفي أوائل الستينات من القرن العشرون التحق بالكلية الإكليريكية بالقسم المسائي، وَفَضَّل أن يقيم بالقسم الداخلي فيها (أمضى بها سنتين تقريبًا)، وأثناء تلك الفترة تعرَّف على البابا كيرلس.
كان يخدم في شبابه في كنيسة مارجرجس بالمنيا.
أشركه قداسة البابا كيرلس السادس معه في تسبحة نصف الليل والصلاة معه في القداس المبكر الذي يصليه البابا بعد التسبحة مباشرة. وكان لعلاقته القوية بالبابا كيرلس تأثيرها القوي في قرار الرهبنة وعندما وصل لقرار الرهبنة، عارضت أسرته الأمر بشدة، إلا أنه أصرّ على قراره.بعد فترة الاختبار سامه القمص قزمان رئيس دير المحرق راهبًا (كان أول راهب يرسمه). واختار البابا كيرلس اسمه الرهباني "بولس" (كان سيترهَّب في دير البراموس).
وانتهز الآباء الرهبان زيارة الأنبا بطرس أسقف أخميم وساقلته للدير، فقدموه له مرشحينه لنوال درجة الكهنوت، فتمت رسامته قِسًّا فقمصًا في 2 يونيو 1963 م.
اختاره البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيره الخاص للشئون القانونية، وأمينًا لمكتبة البطريركية ومندوبه الخاص للمقابلات الرسمية، فرضخ رغم رغبته الشديدة في عدم ترك الدير.
ثم انتدبه البابا كيرلس للصلاة بكنيسة السيدة العذراء (قصرية الريحان) بمصر القديمة، وارتبط بها وتم عمل قلاية خاصة به فيها.
رشحه شعب المنوفية ليكون أسقفًا لهم، وعندما استدعاه البابا كيرلس ليخبره بذلك اعتذر. وبعد وقت قصير طلبه شعب أسوان ليكون أسقفًا لهم، فاعتذر للمرة الثانية لقداسة البابا. وفي المرة الثالثة استدعاه البابا كيرلس، ليرسمه أسقفا عامًا ونائبًا بابويًا للإسكندرية (دُعي للإيبارشية في أكثر من إيبارشية: أسوان، دمياط، منفلوط
واخيرا رُسِمَ بيد البطريرك قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس 116 توفي في 8 يوليو 1984 م
إسهاماته وخدماته:
اهتم الانبا اغابيوس اهتمامًا خاصًا بالملاجئ والأيتام والأرامل والعاجزين..
اتخذ لنفسه مبدأ بعد رسامته برسامة إكليريكيين فقط في سلك الكهنوتوقام ببناء كنيسة عظيمة على اسم الأنبا ابرآم
وقام بسيامة 35 كاهنًا، وبناء 12 كنيسة جديدة، وتجديد مبنى المطرانية بصنبو وإنشاء مبني للخدمات وقاعة مناسبات، كما بنى كنيسة أعلى مقر إقامته.
وشارَك في عمل الميرون المقدس وقت البابا كيرلس السادس عام 1967 م.
وفي إحدى زيارته لأوروبا مرسلًا من البابا كيرلس السادس ليتفقد شئون المسيحيين فيها، اجتذب بوداعته والنعمة التي يتحلى بها أسقفين من الكنيسة الكاثوليكية بفرنسا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واللذين رُسِما في عهد البابا شنودة الثالث أسقفین في فرنسا وهما: الأنبا أثناسيوس، الأنبا مرقس. وعندما دعاهما الأنبا أغابيوس لزيارة ديروط، قدما له هدية لا تُقَدَّر بثمن، وهي قطعة صغيرة من خشبة الصليب المقدس موضوعة داخل صليب كبير من الذهب الخالص.
وفي عام 1968 ن. أوفده البابا كيرلس السادس إلى دمياط لإخراج جسد القديس الشهيد سيدهم بشاي وتطييبه ووضعه في تابوت زجاجي بمكان ظاهر للتبرك منه (كان جسد هذا القديس قد وُجِد بهيئته كما هو).
وفاته
في الأيام السابقة على وفاته، أتته رغبة ملحة وقوية في أن يودع أحباءه وأبناءه بجولة بدأها بالمكان الذي تَرَهَّب فيه وهو دير السيدة العذراء المحرق، وكل بلد من بلاد الإيبارشية اختتمها بزيارته لدير مارمينا بمريوط عند أبيه البابا كيرلس. وقيل أنه ترك عصا الرعاية بالدير ورجع بدونها وقيل أنه علم ساعة انتقاله وأخبر مَنْ حوله بذلك، وكان قد اتصل بالأنبا أرسانيوس أسقف المنيا وطلب منه أن يرسل إليه ملابسه الكهنوتية البيضاء الخاصة به، وعند تجهیز جثمانه ألبسوه تلك الثياب الخاصة بالأنبا أرسانيوس.
دُفِنَ تحت مذبح الشهيد العظيم مارجرجس بالمطرانية.