الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

وزيرة الثقافة تطلق الاحتفالات بمئوية ثروت عكاشة من الأوبرا

جانب من التكريم
جانب من التكريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطلقت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، فعاليات الاحتفالات بمئوية الدكتور ثروت عكاشة أحد أهم رواد الثقافة المصرية ووزيرها الأسبق، مساء أمس السبت، والتي تستمر طوال العام الجارى.
واستهلت بحفل لأوركسترا القاهرة السيمفونى، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتورة درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا، ونجلا الراحل محمود ونورا وشقيقة الدكتور أحمد عكاشة، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، وعدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات وزارة الثقافة.
قالت عبدالدايم، إن الراحل الدكتور ثروت عكاشة فارس الثقافة يمثل وجها جميلا لمصر وعبقرية خالدة أعادت صياغة وجدان المصريين باعتباره أحد أهم رواد الثقافة في العصر الحديث، والذى ستظل إنجازاته علامات مضيئة في تاريخ الإبداع، فهو من أدرك بعمق أهمية الإبداع في استكمال بناء الحضارة، فحرص على تأسيس كثير من الهيئات التنويرية مثل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب "المجلس الأعلى للثقافة حاليا"، والهيئة المصرية العامة للكتاب، دار الكتب والوثائق القومية، أكاديمية الفنون بمعاهدها الفنية المتخصصة، وأسس أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية، والسيرك القومي، ومسرح العرائس، كما أنشأ قاعة سيد درويش، ووجه اهتمامه للآثار المصرية حيث وضع الأساس لمجموعة متاحف هي من أعظم المتاحف للآن، كما بدأ تقديم عروض الصوت والضوء وكان له دور وطني بارز من خلال إقناع المؤسسات الدولية في العمل على إنقاذ معبدي فيلة، وأبوسمبل، والآثار المصرية في النوبة، حفاظًا عليها من الضياع أثناء بناء السد العالي.
وتابعت، أن الراحل الدكتور ثروت عكاشة قصة إبداع جديرة بالتأمل خاصة أنه لم يكن أحد أبطال ثورة يوليو ويجيد فقط التعامل مع السلاح والخطط الحربية وإنما مفكر موسوعي، ومبدع موسيقي وفنان تشكيلي وأديب مفوه، وجميعها جعلته واحدًا من أهم مشاعل التنوير عبر تاريخنا المصري العريق، هذا إلى جانب الوقار والإنسانية والقدرة على القيادة وعمق الرؤية، فقد شاءت الأقدار أن يحمل على عاتقه إعادة تشكيل وعى المجتمع بعد يوليو 1952 وبناء شخصيات قادرة على إدراك أهمية الفكر والفن في تأسيس وطن جديد ولذلك عمل على إرساء دعائم السياسات الثقافية ذات المنهجية الواضحة ونجح في صنع إستراتيجيات تكاملية أدت لنهضة إبداعية عظيمة.

واستعرضت برنامج احتفالات وزارة الثقافة بمئوية الدكتور ثروت عكاشة، التى تستمر طوال عام 2021 وتشمل مؤتمرًا بعنوان "ثروت عكاشة.. فارس الثقافة المصرية" بالمجلس الأعلى للثقافة في أبريل المقبل، ومؤتمرًا بالمركز القومي للترجمة في أكتوبر المقبل لمناقشة ما ترجمه الراحل من أعمال، ومجموعة من الندوات المتنوعة التي تتناول سيرة الدكتور ثروت عكاشة من أهمها "ثروت عكاشة بين الثقافة والسياسة"، "دور ثروت عكاشة في إنقاذ معبد أبو سمبل"، "مؤسسات وزارة الثقافة التي انشاها ثروت عكاشة وغيرها وتعقد في المجلس الأعلى للثقافة ومختلف قصور الثقافة بالمحافظات، احتفالية خاصة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، إطلاق جائزة ثروت عكاشة لترجمة الفنون السمعية والبصرية من اللغة العربية وإليها، تنظيم معرضًا مشتركًا بين قطاع الفنون التشكيلية، والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في أوائل أبريل المقبل، يتناول مجال الفن التشكيلي في فترة ثروت عكاشة ويصاحبه عرض لمجموعة من المستنسخات لوثائق مهمة في تلك الفترة، إصدار الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، الكثير من المطبوعات عن الراحل، احتفالية كبرى في أكاديمية الفنون لجيل كبار العازفين والفنانين الذين عاصروا فترة الدكتور ثروت عكاشة، احتفالية كبرى في معبد ابو سمبل خلال شهر سبتمبر المقبل، بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات، كما يقوم صندوق التنمية الثقافية بتقديم فيلم وثائقي للفنان حسين بيكار، يدور حول توثيق خطوات نقل معبد ابو سمبل في أبريل المقبل، واحتفالية كبرى ينظمها قطاع الإنتاج الثقافى تقام في مسرح البالون، كما سيتم عرض الحلقات التي رواها الراحل تحت عنوان "عين تسمع وأذن ترى" بالتعاون مع مؤسسة الشروق، برئاسة إبراهيم المعلم، موجهة الشكر لمؤسسة الشروق على هذه المشاركة.
وأكدت وزيرة الثقافة، أن العبقرية التي امتلكها الدكتور ثروت عكاشة كمفكر عظيم، وكذلك سماته الشخصية المتفردة فضلًا عن مواهبة الإبداعية المتعددة، جميعها عوامل ساهمت في صنع ثقافة مصرية خالصة تستند إلى الهوية الوطنية وتعتمد على أسس من الوعي الفكري المستنير.
وأوضحت أن الاحتفال بمئوية هذا العملاق يعد ملحمة نبحر خلالها في إسهاماته الثرية، التى شكلت مضمار العمل الثقافي وننهل من فيض إبداعاته وأفكاره، وقدمت التحية إلى روح الدكتور ثروت عكاشة صانع نهضة الثقافة في مصر وصاحب الإنجازات العريقة على صعيد البنية المؤسساتية الثقافية والتي ستظل شاهدًا على اخلاصه وعطاءه إلى الأبد.


كما كرمت وزيرة الثقافة اسم الدكتور ثروت عكاشة، حيث سلمت درعا تذكاريا خاصا بالاحتفال بمئوية الراحل لابنته الدكتورة نورا امتنانا وعرفانا بعطاءاته الخالدة في تاريخ الثقافة المصرية.
من جانبه وجه الدكتور أحمد عكاشة، الشكر لوزارة الثقافة والوزيرة الدكتورة إيناس عبدالديم، على الاحتفال بمئوية ميلاد الدكتور ثروت عكاشة من خلال برنامج متنوع.
وأوضح عكاشة، أن الراحل كان مثقفا موسوعيا ينظر للثقافة والفنون بنظريته الخاصة، تعتمد على أن العين تسمع والأذن ترى، مشيرا إلى أنه العسكري الذي امتزجت ابداعاته في الكتابة بين الرومانسية والواقعية، حيث اتسم بالعديد من السمات المتنوعة منها الانضباط وحرية تذوق الثقافة والفنون، الصرامة والمرونة، الانعزال والانبساطية في التعامل، وكان محبا للفكاهة على العكس من تجهم كان يظنه البعض فيه، ومدمن للمعرفة، ويألف نشوة الإنجاز والبعد عن الإعلام والخجل.
وأشار عكاشة، إلى أن الراحل ترجم أول كتاب له في سن ٢٢ عاما، وتميز بأسلوب خاص في الكتابة حيث أطلق عليه الفنان حسين بيكار لقب مايسترو ثقافة العين والأذن وصاحب دقة التعبير وأناقة العبارة َورشاقة الكلمة ونبل المذاق ووصفه كحقل معجمي عريق.

من جانبه وجه الدكتور مصطفى الفقي، الشكر لوزيرة الثقافة، على اهتمامها الكبير باقامة فعاليات للاحتفال بمئوية الراحل الكبير، مؤكدا بأنه كان ولا يزال يمثل قيمة كبرى ورائدا لا ينسى في تاريخ الثقافة والحياة المصرية، وليس أروع من أن تعتبره منطمة اليونسكو أحد العلامات المضيئة في صون الآثار والتراث المصري باسهاماته في انقاذ آثار النوبة باتصالاته الدوليةـ من الضياع أثناء بناء السد العالي وبما لا يتعارض مع متطلبات التنمية آنذاك.
وأضاف الفقي، أن الراحل الكبير ارتبط كثيرا بمصر الثورة والرئيس الراحل عبدالناصر ارتباطا وثيقا كمفكر كبير ومبدع بارع ومثقف يتسم بعمق الوعي الثقافي، فهو الرجل الذي قال "العين تسمع والأذن ترى".
وتذكر الفقي العديد من المواقف الدالة على تحلي الراحل الكبير بصفات الأمانة والانضباط فكان يعطي كل شيء حقه ويحترم الجميع، فكان موسيقيا وفنانا تشكيليا وعالما موسوعي ومثقف رفيع الشأن، مؤكدا أن اسم الراحل الكبير سيظل كما كان علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية، كما سيبقى متألقا بين الأجيال الجديدة بعمق ثفافته وإبداعاته على الصعيدين المحلي والدولي كذلك.
وكان الحفل قد بدأ بعرض فيلما تسجيليا، استعرض خلاله إنجازات الدكتور ثروت عكاشة وجهوده في تأسيس الكثير من الهيئات الثقافية ودوره في انقاذ الآثار المصرية، كما قدم أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو أحمد الصعيدى ومشاركة كورال أكابيلا مقتطفات من أشهر الأوبرات التى كتبها الموسيقار العالمى فاجنر، وكان يعشقها ثروت عكاشة منها: "تريستان وإيزوالدا، الهولندي الطائر، اساطين الغناء من نورمبرج، لوهينجرين، تانهاوزر"، إلى جانب افتتاحية احتفالية لقائد الحفل المايسترو أحمد الصعيدى.