الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

علماء الإدارة يجيبون عن السؤال الصعب: كيف نستثمر في البشر؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طارق توفيق: تفعيل دور الشباب في مواجهة المشكلة السكانية وتبنى مفهوم الأسرة الصغيرة
أسامة عشم: وضع كل فرد في دوره الوظيفى المناسب

يُحمل البعض الزيادة السكانية الكثير، ويعتبرونها المشكلة الأولى التى تواجه جهود التنمية في مصر، حيث تؤثر تلك الزيادة سلبًا على الفرد والمجتمع، في حين أن خبراء التنمية كان لهم رأى أخر باعتبارها ثروة قومية بشرية مهدرة تحتاج فقط إلى من يوجهها لتؤتي بثمارها، كما يحدث في الصين والهند واليابان وغيرها مما يفوقنا في التعداد السكانى.
لذا حرصت "البوابة" على استشارة علماء الإدارة وخبراء التنمية في وضع "روشتة" لإستغلال الموارد البشرية بدلا من حصرها في دور "الفاسد" فقط.
تفتح ظاهرة «الهبة الديموجرافية» نافذة الأمل، حيث تعمل مصر حاليًا على تعظيم الاستفادة من تلك الظاهرة، من خلال التوظيف الجيد لطاقات الشباب، وتحويلها إلى سواعد تعمل وعقول تفكر، حسب تصريحات طارق توفيق، نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان، في اخر مؤتمر ممثلا لمصر في المشاورات الإقليمية لشمال أفريقيا بشأن السكان والتنمية.
وأكد "توفيق" أن المجتمع المصري مجتمعًا فتيًا وشابًا، حيث تمثل الفئة العمرية الأقل من ٣٠ سنة ما يقرب من ٦١٪ من إجمالى السكان، كما يقع نحو ٢٧٪ من السكان ضمن الفئة العمرية بين ١٥ إلى ٢٩ سنة، وتبلغ نسبة السكان في قوة العمل «سن ١٥ – ٦٤» نحو ٦٢٪ وتبلغ فئة السكان من سن «٠ – ١٤» نحو ٣٤٪ من إجمالي السكان، والفئة العمرية من ١٥ – ٣٥ نحو ٣٥٪، وهذا يعنى ضرورة تكثيف الجهود والاستعداد للنافذة الديموجرافية والتي تتطلب توفير عدد أكبر من الاستثمارات حتى تتم الاستفادة منها.
تبنى مفهوم الأسرة الصغيرة
ودعا نائب وزير الصحة الجهات الشريكة المعنية بمواجهة مشكلة الزيادة السكانية غير المنضبطة، إلى المساهمة في وضع إستراتيجية موحدة، لتفعيل دور الشباب في مواجهة المشكلة السكانية وتبني مفهوم الأسرة الصغيرة، وتمنحهم الفرصة لتثقيف أقرانهم ومجتمعاتهم والمشاركة في الإعداد لمبادرات وحملات التوعية بكل ما يتعلق بالمشكلة السكانية.

وقال الدكتور أسامة عشم، أستاذ الموارد البشرية والخبير العالمي للتدريب، إن الاستثمار في البشر يؤتي بأعظم الثمار والنتائج، ولكن اذا تم وضع كل فرد في دوره الوظيفي المناسب.
وتابع "عشم"، أن هناك أماكن ومؤسسات لديها تخمة في عدد العاملين في حين أن هناك مؤسسات أخرى لديها عجز، وهو ما يسمى بسوء استثمار الموارد البشرية، مرجعا هذا أيضا إلى تطلع البعض للعمل فيما يسمى "المنطقة المريحة" أى القريبة من منطقة سكنه ورفض فرص قد تكون في المدن الجديدة أو العاصمة الإدارية الجديدة.
واستكمل كل هذا مع ثقافة الوظيفة التى ينتهى دوامها عند الظهيرة وباقي اليوم على المقاهى والكافيهيات والإنترنت، وهو ما يسمى بإدمان الفراغ، وهو ما يجعل الزيادة السكانية عبئا دون أن يكون لها مردود اقتصادى قوى.
وأضاف أن الأمر أيضا أنه أصبح لدينا تكرار للوظائف، موضحا أنه من الأشياء المهمة في الموارد البشرية تحديد "الوصف الوظيفى" وهو ما يتحدد عليه المسمى الوظيفى، ولكن هنا نعطى للموظف مسمى وظيفى لا يستحقه لمجرد أنه آن أوان ترقيته الرسمية وكذا الحال في المؤسسات الخاصة يخضع التقييم للمزاج وليس لمجموعة من القيم والأسس.
وأشار أستاذ الموارد البشرية إلى أن كل هذا ممكن تفاديه عن طريق الإهتمام بالنشأ، فالطفل على المدى الطويل يلبى كل احتياجاتك، ففي بعض الدول أساتذة الجامعة يقوموا بالتدريس للأطفال، لأن الطفل أهم شخص في أى بلد، ويتم بناء المعتقدات والانتماء في مرحلة التعليم الأساسى، لأن عقله كأنه أنبوب مفتوح يستقبل المعلومة كما هى.
وتابع أنه لا بد أن يتم تغيير ثقافة ومعتقدات أن كل الأهالى يريدون أطفالهم أطباء ومهندسين وصحفيين، متسائلا " أين العمالة اليوم، لدينا الشهادات وليس المؤهلات التى تبنى"، مؤكدا أنه يجب أن يتم الاهتمام بالتعليم الفنى وجعله على نفس نسق التعليم الثانوى.
وأكد "عشم" أن الرئيس السيسي كان يريد بالعاصمة الإدارية ليس فقط الخروج من نفق القاهرة ولكن لكى تكون هناك فرص للإمكانيات البشرية، وأن يكون الاستثمارات هناك استثمار أيضا في البشر من خلال التكنولوجيا والحوكمة الجديدة فتدريب الجزء العقلى مهم للتعامل مع كل مستجدات السوق والمنافسة.
يتبنى الدكتور صبرى الشبراوى، أستاذ علوم الإدارة بالجامعة الأمريكية، فكرة الاستفادة من الموارد البشرية لأنها أهم عنصر في الاقتصاد المصرى، موضحا أنه لو قمنا بتوظيف الطاقة البشرية بطريقة صحيحة، سوف نحقق نتائج هائلة.
وأعطى "الشبراوى مثالا حيا على أطروحته إذا طبقنا هذا على العشوائيات في مصر من خلال نقل الشباب للأراضي التي لم يتم استخدامها بعيدا عن العاصمة، وتعليمهم أسلوب حياة جديد وأفضل ونقوم بتكوين عمالة تستطيع مصر الاعتماد عليها مثل العمالة الأوربية وبعد ذلك يشاركون في بناء مدنهم وينتقلون إليها فيحافظ عليها أكثر بدلا من أن تعطيها له جاهزة وبهذا سنقضى على الجهل والأمية وأوجدنا ناس منتجين.
وتساءل خبير الإدارة، كيف ومتى سيقود الشباب؟، موضحا أنه كى يقود الشباب ويشترك في إدارة مؤسسات الدولة فلا بد من منهج علمى لتنميته، التى ستؤدى بالتبعية إلى تمكينهم من أدوات الإدارة العلمية الحديثة التى تؤدى إلى نمو مجتمع مدنى حديث.